مصير مئات مرضى السرطان بالمغرب في يد رئيس الحكومة

15 فبراير 2020
هل يردّ بالإيجاب؟ (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

بات أمر توفير العلاج المجاني وإنقاذ حياة مئات المصابين بمرض السرطان في المغرب، بين يدَي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، وذلك بعدما أودعت مجموعة من الناشطين المتطوّعين "عريضة الحياة" في مقرّ رئاسة الحكومة، أمس الجمعة. وفي هذه العريضة يطالب عشرات آلاف المغاربة بإنشاء صندوق لعلاج مرضى السرطان الخبيث.

وجمعت "عريضة الحياة" 40,608 تواقيع من مختلف جهات البلاد مستوفية كلّ الشروط القانونية، بالتزامن مع عيد الحب في الرابع عشر من فبراير/ شباط. وهي تتعلّق بإنشاء حساب خصوصي لدى الخزينة العامة للمملكة باسم "صندوق مكافحة السرطان"، يُعنى بالتغطية الشاملة لـمرضى السرطان بكلّ أشكاله.

وكان عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي والمتطوّعين المغاربة قد أطلقوا، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مبادرة لجمع التواقيع، بهدف تقديم عريضة دستورية تطالب الحكومة بإنشاء صندوق مخصّص للعلاج المجاني لمرضى السرطان، وذلك تفاعلاً مع نداء أطلقه عدد من المصابين بالمرض عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاغ #مابغيناش_نموتو_بالسرطان (لا نريد أن نموت بالسرطان). وانخرط آلاف المواطنين في داخل البلاد وخارجها، في دعم الحملة، من خلال التطوّع وتوزيع العرائض وجمع التواقيع في المغرب، علماً أنّ منسقّين خصّصوا في المدن لتنظيم العملية. كذلك تطوّع عدد من المغاربة المقيمين في الخارج للمساندة، في عدد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وسويسرا وإيطاليا وإسبانيا وقطر.

يقول عضو لجنة "عريضة الحياة" جواد الشفدي لـ"العربي الجديد" إنّها تهدف إلى "توفير شروط العلاج لمرضى السرطان، من منطلق الإحساس بالمسؤولية تجاه 200 ألف مريض يعانون في كلّ البيوت المغربية، ليس بسبب ألم المرض بل من قساوة شروط العلاج". ويشير إلى أنّه "منذ اجتماع لجنة العريضة في الرباط، أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خصّص شبّان وشابات مغاربة كثر وقتهم وجهدهم ومالهم لرسم لوحة تضامنية قلّ نظيرها، هدفها إيصال رسالة واحدة مفادها التطوّع من أجل تخفيف آلام الآخرين". ويوضح الشفدي أنّه "بعد معالجة العرائض الموقّعة والتحقّق من مدى احترامها للشروط القانونية الواردة في القانون التنظيمي للعرائض، تمّ إيداعها، أمس الجمعة، لدى رئيس الحكومة الذي يسمح القانون له بـ75 يوماً كحدّ أقصى ليردّ على وكيل العريضة".
وعن الخطوات التي سوف تتّبعها اللجنة بعد إيداع "عريضة الحياة"، يقول الشفدي:" أتمنّى أن تتكثّف الجهود ويستمرّ الانخراط القوي، وأن تواصل الدينامية التضامنية وتيرتها التصاعدية لإنجاح مبادرة الخير وعريضة الحياة، على أن تبدأ مرحلة الترافع للدفاع عن العريضة مع كلّ المعنيين بهذا الملف". ويؤكّد أنّ "عريضة الحياة ليست حلاً سحرياً، وليست حتى سياسة عمومية، بل هي مطلب دستوري وحقّ من حقوق الإنسان لحماية حياته بسبب الإهمال وشحّ الإمكانات"، مضيفاً أنّها "قبل كلّ شيء صرخة مجتمع حتى تتحمّل الدولة مسؤوليتها كاملة في معالجة مرضى السرطان".



وتُسجَّل سنوياً نحو 40 ألف إصابة جديدة بالسرطان في المغرب، بحسب الأرقام الرسمية لوزارة الصحة، فيما يبلغ عدد الأشخاص المصابين الذين يتمّ التكفّل بهم حالياً 200 ألف مريض. وتحتلّ البلاد المركز 145 عالمياً في قائمة المصابين بهذا المرض.