يعاني النازحون في شمال غرب سورية، من صعوبات يومية، من بينها ما يرتبط بتأمين المياه والخبز وغيره من المواد الغذائية. وقد ازداد الأمر صعوبة بالنسبة للنازحين الجدد ممن لم يتمكنوا من توفير مأوى في مخيم منظم بعد، نظراً إلى موجة النزوح المستمرة وتواصل عمليات النظام العسكرية التي أجبرت الأهالي، في بلدات تعتبر حاضنة للنازحين من قبيل بنّش وسرمين، على النزوح.
يقول النازح من ريف حماة الشمالي إلى بلدة كفرنبودة، يونس أبو أحمد، إنّ الأوضاع تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، فهو يقيم منذ أشهر في مخيم بمنطقة أطمة، ويقول: "اليوم، أصبح الحصول على ربطة خبز صعباً فالمنظمات التي تمنحنا الخبز في بعض الأحيان تتوقف عن ذلك، والحصول على مياه الشرب كذلك صعب، بالرغم من أنّ هناك مساعدات بهذا المجال. كذلك، فإنّ توفير الدخل بات صعباً جداً فنحن بلا عمل في الوقت الحالي، وليس لدينا غير المساعدات الإنسانية التي تصل إلينا بشكل غير ثابت". يأتي هذا فيما أوضحت الأمم المتحدة أنّ نحو 800 ألف سوري نزحوا باتجاه الحدود التركية، منهم 140 ألفاً خلال الأيام الأربعة الماضية.
يضيف العبيد: "في الوقت الحالي، يعتمد النازحون بشكل رئيسي على الأرز والبرغل بشكل شبه يومي، كون الخضار مرتفعة الثمن، وفي فصل الصيف كانوا يبيعون بعض المواد الغذائية التي تصل إليهم للحصول على ثمن الخضار كون سعرها ينخفض صيفاً. وبالنسبة للحوم، هناك نازحون قليلون يحصلون عليها، أو لديهم قدرة على شرائها".
وإلى جانب ما يعانيه النازحون في تأمين الأغذية فهم يفتقدون للكهرباء بشكل رئيس، وهناك مخيمات ليس فيها أيّ مصدر للطاقة أبداً، بينما بعض المنظمات تعمل على إمداد المخيمات بالكهرباء لساعات محددة لا تتجاوز 3 ساعات في بعض المخيمات.
ويوضح فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيان صادر عنه قبل أيام، أنّ "أوضاعا إنسانية سيئة تواجه النازحين السوريين في محافظة إدلب، بالتزامن مع انخفاض كبير في درجات الحرارة وتواصل حركة النزوح من مناطق مختلفة من أرياف إدلب وحلب، إذ باتت المنظمات الإنسانية عاجزة كلياً عن تقديم الدعم الإنساني اللازم للنازحين في محافظة إدلب".