تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أيام تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع خط المياه الاستيطاني الواصل بين المستوطنات المقامة على أراضي الفلسطينيين بين محافظتي قلقيلية ونابلس شمالي الضفة الغربية، ما سيدمر أراضي الفلسطينيين ويقتلع أشجارهم في مسار خط المياه.
وأوضح مسؤول ملف متابعة قضايا الجدار والاستيطان في محافظة قلقيلية، محمد أبو الشيخ، لـ"العربي الجديد"، أن "مشروع خط المياه الاستيطاني يقام بمحاذاة الطريق الاستيطاني رقم 55 في الشارع بين قلقيلية ونابلس بمسافة تصل إلى سبعة كيلومترات ونصف الكيلومتر، وسيسيطر الخط على مساحة أراض بين 12 إلى 15 مترا، وبعمق 1 متر إلى 5 أمتار في بعض المناطق".
وأشار أبو الشيخ إلى أن "خط المياه سيؤثر على الأشجار الموجودة في المسار، ويؤدي إلى اقتلاع أشجار الزيتون واللوزيات، كما ستتأثر شبكة الطرق الزراعية التي تأسست قبل عام 1967، وسيحد من تطوير الطرق الزراعية، علاوة على أنه سيقطع التواصل، ويحد من تطوير بعض الطرق الرئيسية".
وانتهت سلطات الاحتلال من المرحلة الأولى لخط المياه الذي يبدأ من الشارع الشمالي في قرية النبي إلياس، لتبدأ المرحلة الثانية لاستكمال الخط وصولا إلى أراضي كفر لاقف، أو ما يسمى بمستوطنة (كرني شمرون)، وقد تكون هناك مراحل أخرى قادمة، والهدف تغذية المستوطنات هناك بالمياه".
ووفق أبو الشيخ، فإن "مشروع إنشاء خط المياه يأتي ضمن القرار العسكري الذي صدر في عام 2018، وضمن خط مياه مكروت، وصولا إلى نابلس، بحيث يزود نابلس والقرى المجاورة لها بالمياه مع المستوطنات الواقعة بين جنوب نابلس وشمال سلفيت".
وأوضح أن "هذا الخط يأتي بعدما أكمل الاحتلال حفر بئر قدوميم 2 العام الماضي، بعمق 750 مترا، وربما يتم ضم البئر إلى شبكة مياه مكروت التي تأتي من داخل الخط الأخضر".
وتمنع سلطات الاحتلال المواطنين الفلسطينيين والتجمعات السكنية في الضفة الغربية وغزة من حفر آبار جديدة لتلبية الحاجة إلى المياه الصالحة للشرب والزراعة، وقال أبو الشيخ إن "سعر المياه من مصادرها في قلقيلية، يبلغ أقل من شيقل واحد بالعملة الإسرائيلية (أقل من ربع دولار)، في مقابل شرائه من شركة مكروت الإسرائيلية بسعر يتراوح بين 4 إلى 5 شواقل".
وشدد محافظ قلقيلية، رافع رواجبة، في حديث لـ"إذاعة صوت فلسطين" الرسمية، اليوم الأربعاء، على أن "بدء الاحتلال المرحلة الثانية من مشروع خط المياه الذي يغذي المستوطنات المقامة على أراضي المحافظة هدفه ترسيخ وخدمة الاستيطان والمستوطنين"، مشيرا إلى أن هذا المشروع الذي أعلن عنه عام 2018، سيؤدي إلى تدمير ما يزيد عن 1000 شجرة زيتون، ومصادرة مائة دونم من أراضي محافظة قلقيلية.