يقبع أكثر من خمسة آلاف معتقل من سكان محافظة كركوك في سجون بمدينتي أربيل والسليمانية في إقليم كردستان العراق، ويقول ذووهم إنهم اعتقلوا بلا مذكرات قضائية خلال سيطرة قوات البيشمركة على كركوك قبل استعادة الحكومة المركزية في بغداد السيطرة على المحافظة المختلطة قوميا.
وقال أحد ذوي المعتقلين في كركوك، ويدعى حسن الجبوري، إن "قوة تابعة للأمن الكردي (الأسايش) اعتقلت ابني وثلاثة من أقربائي، واقتادوهم إلى السجون دون أوامر قضائية"، موضحا لـ"العربي الجديد": تأكدت من وجودهم بسجون أربيل دون أن توجه لهم أية تهم".
وبدأ نواب وناشطون حقوقيون في كركوك حراكا واسعا لإثارة ملف المعتقلين العرب، وعدد من المعتقلين التركمان المحتجزين في سجون كردستان، وقال النائب خالد المفرجي، لوسائل إعلام محلية، إن "خمسة آلاف من عرب كركوك معتقلون في سجون أسايش كردستان، فضلا عن نحو 2000 آخرين في عداد المفقودين".
وبيّن المفرجي أن "حملة اعتقالات ممنهجة نفذتها قوات الأسايش في كركوك، عقب دخول تنظيم داعش إلى مناطق الحويجة ونواحيها جنوب غربي المحافظة، وتسببت باعتقال آلاف العرب، وهم حاليا محتجزون بواقع أربعة آلاف معتقل في سجون أربيل، وألف معتقل في سجون السليمانية، وهناك نحو ألفي معتقل لا يعرف مصيرهم، وهم بعداد المفقودين".في المقابل، يؤكد مسؤولون في كركوك أن غالبية من تم اعتقالهم قبل نحو خمس سنوات يقبعون بالسجون الكردية بلا غطاء قانوني، ودون محاكمات عادلة، ولا يسمح لذويهم بزيارتهم، كما يُمنع المحامون والمنظمات الحقوقية والإنسانية من معرفة ظروف اعتقالهم. والغالبية من العرب وآخرون تركمان.
وبالتزامن مع الحراك الشعبي لمعرفة مصير المعتقلين العرب في كردستان العراق، نظمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ندوة في كركوك، بمناسبة اليوم العالمي للمفقودين، أمس الأربعاء، بحضور مسؤولين محليين من بينهم المحافظ راكان الجبوري، وممثلين عن القضاء والأجهزة الأمنية، ورجال دين، وممثلي منظمات حقوقية محلية.
وقالت مديرة البعثة الفرعية لمنظمة الصليب الأحمر الدولي، إنيوكا بيرنوس، إن "المنظمة بدأت العمل على هذا الملف منذ عام 1980، لأن العراق كان ولا يزال منطقة نزاع مستمر، وفيه أعداد كبيرة من المفقودين والمغيبين لأسباب مختلفة".
وقالت رئيسة حقوق الإنسان في محافظة كركوك، إجوان عارف، إن هناك لجنة في المحافظة تقوم ببحث مصير المفقودين والمغيبين، والتواصل مع المنظمات لمعرفة مصيرهم، أو مكانهم، وتقديم المساعدة لأسرهم.
وأوضح الجبوري أن "المحافظة تشهد حاليا تعايشا واستقرارا أمنيا، والجميع يسعى لتجاوز أخطاء الماضي، وهناك آلاف الشكاوى لعوائل اعتُقل أبناؤها في سجون كردستان"، داعيا الشركاء السياسيين إلى العمل على حل ملف المعتقلين والمغيبين، وعدم إطالته.
وقالت ممثلة الصليب الأحمر في العراق، إنها "استمعت إلى عدد من المشاركين الذين فقدوا أبناءهم، والعراق يعتبر واحدا من أكبر بلدان العالم من حيث عدد المفقودين والمخطوفين، وفي كل عائلة عراقية تقريبا مفقود أو مغيب بسبب تداعيات كثيرة، ونعمل مع الجهات الحكومية والمنظمات الحقوقية لإيجاد حلول لهذه المشكلات".