غوتيريس لقادة العالم: تسلحوا بالخطط وليس بالخطب لمواجهة التغير المناخي

15 سبتمبر 2019
غوتيريس يتفقد جزر البهاما بعد الإعصار دوريان (تويتر)
+ الخط -
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قادة العالم المشاركين في قمة الأمم المتحدة للعمل المناخي، المزمع عقدها في 23 سبتمبر/أيلول الجاري في مقر المنظمة في نيويورك، أن يأتوا مسلَّحين "بالخطط وليس بالخطب" لتحقيق تحييد الكربون وتقليل الانبعاثات وتحسين التكيف.

وأطلق غوتيريس هذا النداء خلال زيارته التفقدية إلى جزر البهاما أمس السبت، والتي لا تزال تعاني من آثار ضربة إعصار دوريان.

في حديثه إلى الصحافيين في العاصمة ناساو، أعرب الأمين العام عن تضامن الأمم المتحدة مع حكومة وشعب دولة جزر البهاما، مقدراً قيمة الخسائر التي خلفها الإعصار على البنى التحتية في المناطق المتضررة بمليارات الدولارات.

ولفت إلى أن بعض المناطق "تدمر أكثر من ثلاثة أرباع المباني فيها، أو تحولت المستشفيات والمدارس إلى ركام"، موضحاً أن الآلاف سيظلون بحاجة إلى الغذاء والماء والمأوى، وأن الكثيرين يواجهون حالة من عدم اليقين في المستقبل "بعد أن فقدوا كل شيء".


أزمة المناخ والأعاصير

وبيّن أنه مع أزمة المناخ صارت الأعاصير والعواصف العنيفة تحدث بكثافة وتواتر أكبر، محذراً من أنه في حال "عدم اتخاذ إجراءات عاجلة ستزداد أزمة المناخ سوءا لتصبح ضربة ثلاثية من الظلم".

وعدد ثلاثة "تأثيرات ظالمة" أولها، أن أسوأ تأثير لأزمة المناخ سيقع على أقل البلدان تسبيبا لانبعاث الغازات الدفيئة، معتبراً أن "جزر البهاما هي مثال جيد على ذلك". وثانيها، أن أفقر الناس وأضعفهم في تلك البلدان هم من سيعانون أكثر من غيرهم كما حدث لمجتمعات بعينها في جزر البهاما حسب وصفه. وثالثا أن "العواصف المتكررة تأسر البلدان في دائرة من الديون والكوارث".


ورغم أن التكلفة المالية لإعصار دوريان لم يتم تحديدها بعد، إلا أن غوتيريس قدّر بأنها "ستكون بمليارات الدولارات". وقال إنه لا يمكن أن يتوقع من جزر البهاما أن تسدد هذه الفاتورة وحدها. وأشار إلى أن هذه الكوارث الجديدة المرتبطة بالمناخ تتطلب استجابة واسعة ومتعددة الأطراف، مذكرا بأنه "يجب أن نحقق الهدف المتمثل في تخصيص 100 مليار دولار سنويا من المصادر العامة والخاصة، لتخفيف آثار تغير المناخ والتكيف معه في العالم النامي". وأضاف قائلا "في حالات مثل جزر البهاما، أؤيد بشدة مقترحات تحويل الديون إلى استثمارات" في قدرة الدولة على الصمود. 

الخطط بمواجهة أزمة المناخ

وكرر الأمين العام من عاصمة جزر البهاما أن "على المجتمع الدولي بأسره أن يعمل على معالجة أزمة المناخ" بزيادة الطموح وبتنفيذ اتـفاقية باريس. كما ذكّر بأن العالم أمامه "أقل من 11 عاما لتجنب الاضطرابات المناخية التي لا يمكن إرجاعها" وأنه يجب علينا خفض الانبعاثات بنسبة 45 في المائة بحلول عام 2030 وتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050".


وأضاف غوتيريس "لهذا السبب أنا أطلب من جميع القادة أن يحضروا إلى قمة المناخ في نيويورك محملين بالخطط، وليس بالخطب".

والتقى الأمين العام للأمم المتحدة، خلال زيارته لمركز إيواء لمن تم إجلاؤهم من الإعصار، بالعديد من اللاجئين من هايتي، وسلط الضوء على الدعم السخي الذي قدمته لهم حكومة وشعب جزر البهاما.

وشدد على أهمية الدعم الدولي "لمساعدة جزر البهاما على التعامل ليس فقط مع تأثير العاصفة، بل أيضا على أن تكون قادرة على مساعدة السكان الضعفاء من الأجانب الذين يعيشون في البلد".
المساهمون