في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، توجّه ابن هبة للمرّة الأولى إلى المدرسة، مع انطلاق الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي الجديد 2019 - 2020 لمرحلة رياض الأطفال والصفَين الأول والثاني من المرحلة الابتدائية. وقبل أشهر، كانت هبة قد بدأت تبحث مع زوجها محمد عن مدرسة خاصة مناسبة لابنهما البالغ من العمر أربعة أعوام، إذ إنّ حجزَ مقعد له أمر أساسي له حتى لا يضيع العام عليه. وفي كل محاولة لهما في مدرسة جديدة، كانا يضطران إلى سداد مبلغ مالي يتراوح ما بين 350 جنيهاً مصرياً و700 (نحو 20 - 40 دولاراً أميركياً) لسحب استمارة لتقديم الطلب فقط. وبموجب تلك الاستمارة يخضع الطفل إلى امتحان تحديد مستوى، قد يجتازه أو لا. أمّا المبلغ المدفوع فلا يرد في كلا الحالتَين. أخيراً، وبعد عناء، تلقيا رداً من إحدى المدارس في منطقة مصر المقطم، ما بين وسط القاهرة وشرقها، يفيد بقبول الطفل في مرحلة الروضة. بالتالي، توجّب على والدَيه دفع تكاليف الدراسة البالغة 16 ألف جنيه (نحو 1000 دولار أميركي)، بالإضافة إلى ثمانية آلاف جنيه (نحو 500 دولار) كبدل تسجيل في حافلة المدرسة.
من المقرّر أن يبدأ العام الدراسي الجديد في تلك المدرسة في الأسبوع المقبل، لكنّ هبة تلقّت رسالة قبل أيام عبر تطبيق "واتساب" تتضمّن المستلزمات الواجب شراؤها للطفل وتسليمها للمدرسة قبل انطلاق العام الدراسي. تلك القائمة الطويلة تُعرَف بين أولياء الأمور باسم قائمة "السبلايز" (Supplies). يُذكر أنّ المدرسة قد تمتنع عن استقبال الطفل إذا لم يلتزم والداه بشراء كل المستلزمات المطلوبة.
وقائمة "السبلايز" تنتشر في المدارس المصرية الخاصة، الدولية والوطنية على حدّ سواء، علماً أنّ إدارات تلك المدارس تبالغ في متطلباتها، لا سيّما الأدوات المدرسية وتلك الخاصة بالأنشطة والنظافة الشخصية والعامة. وعلى الرغم من امتعاض أولياء الأمور على خلفية تلك المتطلبات، فإنّهم يلتزمون بها في معظم الأحيان حفاظاً على صورة أبنائهم بين زملائهم في المدرسة وخشية رفض قبولهم في الأعوام التالية.
اقــرأ أيضاً
"لا يحق لأولياء الأمور الاعتراض". هذا ما تراه لجنة التعليم بمجلس النواب المصري، بشأن مبالغة المدارس في طلب المسلتزمات الدراسية. وكانت عضو لجنة التعليم في مجلس النواب ماجدة بكري قد قالت في تصريحات صحافية في السياق إنّ "مالك المدرسة صاحب مشروع خاص، وعلى وليّ الأمر الذي اختار هذه المدرسة الخاصة ليتلقى ابنه التعليم بها، أن يلتزم بالشروط التي تضعها هذه المدرسة، ولا يحقّ له بعد موافقته أن يتحدث عن إجباره على شراء تلك المستلزمات".
بالعودة إلى هبة، فقد توجّهت مع طفلها إلى إحدى أشهر المكتبات المصرية لشراء مستلزمات الدراسة المطلوبة. على باب المكتبة، أُلصق منشور قرأت فيه: "نستقبل السابلايز عبر واتساب ونوصلها للمنزل في نفس اليوم". أمّا في الداخل، فاستقبلها أحد العاملين بابتسامة عريضة. "مساء الخير يا فندم. معاكي ورقة السابلايز؟". فردت أنّ القائمة على هاتفها. حينها، استأذنها آخذاً الهاتف من يدها وحمل صندوق تسوّق وبدأ رحلته في جمع رزمة أقلام رصاص، وعدد من الكراسات، وأقلام تلوين بماركات معيّنة باهظة الثمن، وصلصال، وجلاد، ورزمة ورق طباعة، ولوحات ورق وفايبر كبيرة، ومريلة تلوين، ودفاتر رسم، وحزمة مناديل حمام، وعلبة مناديل مبللة كبيرة، ومطهر، وغيرها من المستلزمات. بعد جولة استغرقت نحو 10 دقائق، تأكّدت هبة من عدم نقص أيّ شيء. وبعد انتظار طويل في طابور أمام المحاسب، صُدمت بقيمة الفاتورة... 1600 جنيه (نحو 100 دولار). بعد ذلك، قصدت هبة المدرسة لتسليم كل تلك المستلزمات المطلوبة وشراء الزيّ الموحّد لصغيرها، فكان ثمنه 1700 جنيه (نحو 105 دولارات)، وذلك لقاء قميصَين وسروالَين قصيرَين وسروال عادي ومعطف مع علامة المدرسة الخاصة.
وبينما كانت هبة وزوجها، وكلاهما يعملان في شركات هندسة خاصة، يشتكيان من غلاء الأسعار ومبالغة المدارس في فرض رسوم إضافية ومستلزمات كثيرة وغالية، كانت أسماء وهي ربّة منزل تبحث عن مستلزمات الدراسة الخاصة بأطفالها الثلاثة في منطقة الفجالة، وسط القاهرة. وزوج أسماء بائع في محلّ للهواتف المحمولة والإلكترونيات، وبالكاد مكّنه دخله من إلحاق أبنائه الثلاثة بمدرسة تجريبية حكومية، تعتمد تدريس المواد بالعربية والإنكليزية منذ المرحلة الابتدائية. يُذكر أنّ أسماء وزوجها لم يضطرا إلى تحمّل قائمة "السابلايز" مثل أولياء أمور تلاميذ المدارس الخاصة الدولية والمحلية، لكنّهما واجها غلاء أسعار مستلزمات الدراسة العادية.
اقــرأ أيضاً
في منطقة الفجالة المشهورة ببيع مستلزمات الدراسة والكتب الخارجية بسعر الجملة، دفعت أسماء 700 جنيه (نحو 43 دولاراً) ثمن رزم من الكراسات والأقلام ودفاتر الرسم والمماحي والمباري وأقلام تلوين وغيرها. ولدى أسماء ابنتان، الكبرى في الصف الثالث الابتدائي والصغرى في الصف الثاني الابتدائي، وتحتفظان بحقيبتَيهما منذ العام الماضي. أمّا ابنها الصغير الذي التحق بالدراسة هذا العام، فقد اشترت له حقيبة جديدة تحمل صورة اللاعب المصري الدولي محمد صلاح لقاء 100 جنيه (نحو ستّة دولارات) بالإضافة إلى عبوة مياه. كانت أسماء وزوجها في السياق قد سدّدا للمدرسة نحو 4000 جنيه (نحو 245 دولاراً) كرسوم لأبنائهم الثلاثة في المدرسة التجريبية.
من المقرّر أن يبدأ العام الدراسي الجديد في تلك المدرسة في الأسبوع المقبل، لكنّ هبة تلقّت رسالة قبل أيام عبر تطبيق "واتساب" تتضمّن المستلزمات الواجب شراؤها للطفل وتسليمها للمدرسة قبل انطلاق العام الدراسي. تلك القائمة الطويلة تُعرَف بين أولياء الأمور باسم قائمة "السبلايز" (Supplies). يُذكر أنّ المدرسة قد تمتنع عن استقبال الطفل إذا لم يلتزم والداه بشراء كل المستلزمات المطلوبة.
وقائمة "السبلايز" تنتشر في المدارس المصرية الخاصة، الدولية والوطنية على حدّ سواء، علماً أنّ إدارات تلك المدارس تبالغ في متطلباتها، لا سيّما الأدوات المدرسية وتلك الخاصة بالأنشطة والنظافة الشخصية والعامة. وعلى الرغم من امتعاض أولياء الأمور على خلفية تلك المتطلبات، فإنّهم يلتزمون بها في معظم الأحيان حفاظاً على صورة أبنائهم بين زملائهم في المدرسة وخشية رفض قبولهم في الأعوام التالية.
"لا يحق لأولياء الأمور الاعتراض". هذا ما تراه لجنة التعليم بمجلس النواب المصري، بشأن مبالغة المدارس في طلب المسلتزمات الدراسية. وكانت عضو لجنة التعليم في مجلس النواب ماجدة بكري قد قالت في تصريحات صحافية في السياق إنّ "مالك المدرسة صاحب مشروع خاص، وعلى وليّ الأمر الذي اختار هذه المدرسة الخاصة ليتلقى ابنه التعليم بها، أن يلتزم بالشروط التي تضعها هذه المدرسة، ولا يحقّ له بعد موافقته أن يتحدث عن إجباره على شراء تلك المستلزمات".
بالعودة إلى هبة، فقد توجّهت مع طفلها إلى إحدى أشهر المكتبات المصرية لشراء مستلزمات الدراسة المطلوبة. على باب المكتبة، أُلصق منشور قرأت فيه: "نستقبل السابلايز عبر واتساب ونوصلها للمنزل في نفس اليوم". أمّا في الداخل، فاستقبلها أحد العاملين بابتسامة عريضة. "مساء الخير يا فندم. معاكي ورقة السابلايز؟". فردت أنّ القائمة على هاتفها. حينها، استأذنها آخذاً الهاتف من يدها وحمل صندوق تسوّق وبدأ رحلته في جمع رزمة أقلام رصاص، وعدد من الكراسات، وأقلام تلوين بماركات معيّنة باهظة الثمن، وصلصال، وجلاد، ورزمة ورق طباعة، ولوحات ورق وفايبر كبيرة، ومريلة تلوين، ودفاتر رسم، وحزمة مناديل حمام، وعلبة مناديل مبللة كبيرة، ومطهر، وغيرها من المستلزمات. بعد جولة استغرقت نحو 10 دقائق، تأكّدت هبة من عدم نقص أيّ شيء. وبعد انتظار طويل في طابور أمام المحاسب، صُدمت بقيمة الفاتورة... 1600 جنيه (نحو 100 دولار). بعد ذلك، قصدت هبة المدرسة لتسليم كل تلك المستلزمات المطلوبة وشراء الزيّ الموحّد لصغيرها، فكان ثمنه 1700 جنيه (نحو 105 دولارات)، وذلك لقاء قميصَين وسروالَين قصيرَين وسروال عادي ومعطف مع علامة المدرسة الخاصة.
وبينما كانت هبة وزوجها، وكلاهما يعملان في شركات هندسة خاصة، يشتكيان من غلاء الأسعار ومبالغة المدارس في فرض رسوم إضافية ومستلزمات كثيرة وغالية، كانت أسماء وهي ربّة منزل تبحث عن مستلزمات الدراسة الخاصة بأطفالها الثلاثة في منطقة الفجالة، وسط القاهرة. وزوج أسماء بائع في محلّ للهواتف المحمولة والإلكترونيات، وبالكاد مكّنه دخله من إلحاق أبنائه الثلاثة بمدرسة تجريبية حكومية، تعتمد تدريس المواد بالعربية والإنكليزية منذ المرحلة الابتدائية. يُذكر أنّ أسماء وزوجها لم يضطرا إلى تحمّل قائمة "السابلايز" مثل أولياء أمور تلاميذ المدارس الخاصة الدولية والمحلية، لكنّهما واجها غلاء أسعار مستلزمات الدراسة العادية.
في منطقة الفجالة المشهورة ببيع مستلزمات الدراسة والكتب الخارجية بسعر الجملة، دفعت أسماء 700 جنيه (نحو 43 دولاراً) ثمن رزم من الكراسات والأقلام ودفاتر الرسم والمماحي والمباري وأقلام تلوين وغيرها. ولدى أسماء ابنتان، الكبرى في الصف الثالث الابتدائي والصغرى في الصف الثاني الابتدائي، وتحتفظان بحقيبتَيهما منذ العام الماضي. أمّا ابنها الصغير الذي التحق بالدراسة هذا العام، فقد اشترت له حقيبة جديدة تحمل صورة اللاعب المصري الدولي محمد صلاح لقاء 100 جنيه (نحو ستّة دولارات) بالإضافة إلى عبوة مياه. كانت أسماء وزوجها في السياق قد سدّدا للمدرسة نحو 4000 جنيه (نحو 245 دولاراً) كرسوم لأبنائهم الثلاثة في المدرسة التجريبية.