وقالت أم عبد الرحمن، وهي عضوة مؤسسة في الرابطة، إن أمهات المختطفين يطالبن بمحاسبة ومحاكمة التحالف السعودي الإماراتي الذي قام بقصف الموقع المكتظ بالمختطفين في سجون الحوثيين، مشيرة إلى أنها ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الجرائم.
وأضافت أم عبد الرحمن، لـ "العربي الجديد"، أن التحالف "قصف سجوناً عدة وأماكن احتجاز واستشهد خلالها العديد من المختطفين اليمنيين المدنيين وإلى جانبهم العديد من الأسرى. وحتى اللحظة، لم تتلق أسرهم المواساة والأعذار أو التعويض"، لافتة إلى أن شهادات المفرج عنهم من المختطفين تؤكد أن الحوثيين يقومون بوضع المختطفين في مواقع معرضة لقصف التحالف، "ولا يسلم أبناؤنا من اختطاف الحوثيين لهم ولا من غارات التحالف".
وأوضحت أم عبد الرحمن أن المختطفين يوضعون في سجون ظروفها الصحية "سيئة للغاية ويُعذبون ويقيدون ويأتيهم القصف من السماء ليعودوا إلينا جثثاً هامدة أو أشلاء ممزقة"، لافتة إلى أن هذه الجرائم تتكرر بلا أدنى رحمة، ثم أضافت: "لهذا نطالب باتخاذ إجراءات صارمة لحماية المختطفين المدنيين من كل المخاطر، تضمن سلامتهم إلى حين الإفراج عنهم دون قيد أو شرط".
وتؤكد الرابطة أنها لم تحصل حتى لحظة كتابة هذا الخبر على أي إحصائية نهائية لعدد الشهداء والجرحى. تواصل: "غالبية المختطفين في سجن كلية المجتمع من أبناء محافظة تعز، ووصول أمهات المختطفين إلى ذمار لمعرفة وضع أبنائهن صعب وشاق هذه الأيام. وقد استقبل مكتبنا في تعز اتصالات كثيرة من أمهات وزوجات المختطفين يحاولن فيها الاطمئنان على أبنائهن".
وأضافت أم عبد الرحمن أن الحوثيين قاموا بنقل عدد من المختطفين من المحافظات الأخرى، على رأسها تعز، إلى هذا الموقع خلال الشهرين الماضيين، معللين ذلك بوجود صفقة تبادل أسرى ومختطفين بين الشرعية والحوثيين.
وتابعت: "نقلوا مختطفين وأسرى من تعز إلى هذا السجن ومن هذا السجن إلى أماكن احتجاز في محافظات أخرى، وقالوا إن هناك صفقة تبادل ستتم خارج اتفاق استوكهولم الذي لم ينفذ". ولفتت إلى أن الرابطة قدمت تساؤلاً إلى مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وإلى الحكومة الشرعية عن هذه الصفقة: "لماذا لا تتم صفقة التبادل ضمن اتفاق استوكهولم ما دامت الأطراف مقتنعة؟ علماً بأننا نرفض مبادلة مختطف مدني بأسير مقاتل، لكننا كنا نريد أن نفهم ما يحدث ووضع الجميع أمام مسؤولياته".
ونددت أم عبد الرحمن بتجاهل التحالف ما حدث، "لم يوضح أو يعتذر. وهذا ما يفعله في كل مرة وكأن شيئاً لم يحدث. في المقابل يستغل الحوثيون هذه الدماء سياسياً ضد خصومهم".
واختتمت حديثها بتحميل الأمم المتحدة ممثلة بمكتب المبعوث الأممي مارتن غريفيث "المسؤولية الأخلاقية لما حدث، باعتبار المختطفين ضمن اتفاق استوكهولم، كما أنها مسؤولة عن موقفها المتراخي تجاه قضية المختطفين في اليمن".
وكانت غارات جوية شنها التحالف السعودي الإماراتي على سجن خاص بالأسرى في محافظة ذمار اليمنية، قد تسببت في مقتل 60 شخصاً وإصابة 50 آخرين، مساء أمس السبت، فيما ادعى التحالف بأنه وجه ضربات جوية لأهداف عسكرية تابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين).