وقال المواطن عبد الله سالم، وهو من سكان منطقة كريتر بمديرية صيرة، إن "الاشتباكات المسلحة التي تجددت مساء أمس الخميس، بين قوات الحزام الأمني التي تحاول السيطرة على المديرية وبين قوات الحماية الرئاسية، تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين"، مؤكداً تضرر بعض الممتلكات العامة والخاصة، من جراء القصف العشوائي الذي طاول أحياءً سكنية.
وأضاف سالم لـ"العربي الجديد"، أن "عشرات الأسر القاطنة في منطقة كريتر باتت محاصرة تماماً، ولا تستطيع النزوح من منازلها بسبب الاشتباكات العنيفة والانفجارات المتواصلة"، مشيراً إلى أن "الأسر المحاصرة تعاني ظروفاً إنسانية بالغة السوء، ولا سيما الأطفال والنساء".
وأكد سالم أن "بعض الأحياء انقطعت عنها المياه، وهي بحاجة ماسّة للمساعدة"، داعياً المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني إلى سرعة تقديم الدعم لتلك الأسر، للتخفيف من معاناتهم.
واستنكر سالم الاقتتال في الأحياء المدنية المكتظة بالسكان متسائلاً: "لماذا يشعلون المعارك في الأحياء؟ ألا يخافون الله؟ لماذا يعرضونا للخطر ويحرمونا فرحة العيد"، مطالباً الأطراف المتقاتلة بالخروج من الأحياء والاقتتال في مناطق مفتوحة ونائية بحسب قوله.
إلى ذلك، طالب المواطن اليمني محمد عيدروس، وهو من سكان منطقة العريش بمديرية خور مكسر، أطراف الصراع في عدن بتحكيم لغة العقل وإيقاف الاشتباكات، للحفاظ على حياة المواطنين.
وقال عيدروس لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات المسلحة في منطقة العريش، تسببت بحالة من الرعب والخوف لأسرته، ما دفعه للنزوح إلى منزل أخيه في منطقة صلاح الدين بمديرية البريقة الآمنة نسبياً. وأضاف: "كثير من الأسر تحاول النزوح إلى مناطق آمنة في المدينة، غير أنها لا تملك أقرباء يستضيفونها، كما أنها لا تستطيع مغادرة عدن، فهم لا يملكون تكاليف التنقل".
واستغرب عيدروس توقيت اندلاع الحرب التي تسببت في حرمانهم من عيد الأضحى. وقال بمرارة: "هذا عيد حزين في عدن، أفسده علينا السياسيون كالعادة. فنحن لم نستطيع توفير أي شيء من حاجات العيد وفضلنا الاحتفاظ بما لدينا من مال للأيام القادمة، ربما تستمر الحرب".
وكانت الاشتباكات قد بدأت يوم الأربعاء الماضي، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة اليمنية، وقوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، على خلفية زحف الأخير إلى قصر المعاشيق لاقتحامه والسيطرة عليه.