يبدو أن التونسيين، خصوصاً خلال فصل الصيف، أكثر إقبالاً عل إحياء الملابس التقليدية. وتَحارُ النساء في اختيار الألوان الأجمل.
اللباس التقليدي التونسي يكاد يكون حاضراً في غالبية المناسبات العائلية وحفلات الزفاف والحفلات الخاصة واليوميات. هذه العودة القوية تعكس عطشاً للماضي وحنيناً للتراث. نجد الأقمشة التراثية والفوط والبلوزات والقمصان والخمسة والخلال (حلي)، وهُما رمزان تراثيان. وخلال جولتنا في سوق المدينة العتيقة أو المدينة العربية في تونس العاصمة، بدت غالبية المحال مزينة بالملابس التقليدية من الجبة المطرزة و المصنوعة من الحرير والحايك والفوطة والبلوزة ذات الألوان الزاهية والأقمشة الذهبية والفضية، إضافة إلى الحرام والملية (لحاف ترتديه المرأة)، والكسوة التقليدية المكونة من عناصر عدة كالسروال العربي والقميص الفضفاض. واللافت أن للأطفال والرضع نصيبهم من اللباس التقليدي. هذه الشريحة الصغيرة أصبح في إمكانها الحصول على لباس تقليدي بعدما وضع المصمّمون في حسابهم جميع الفئات العمرية. نجد ملابس للرضّع الذين قد لا تتجاوز أعمارهم الثلاثة أشهر.
تقول جيهان (35 عاماً)، التي تعمل في شركة خاصة، إنها تستعد لحفل زفاف شقيقها في شهر أغسطس/ آب الجاري، وقد قدمت خصيصاً إلى سوق المدينة العتيقة لاقتناء اللباس التقليدي التونسي نظراً للتصاميم العديدة المتوفرة، ولأنّ هذا اللباس يبقى ذا جمالية وسحر لا تجده في بقية الملابس والتصاميم، مؤكدة أنها أرادت لباساً مميزاً ترتديه هي وابنتها، لن تجده إلا في الأزياء التقليدية. وتؤكد جيهان أنها قررت أن ترتدي هي وابنتها ذات الأعوام الثلاثة والرضيعة ذات الأشهر الستة اللباس نفسه، مشيرة إلى أنها وجدت ما تريد بعد جولة استمرت نحو ساعة. كما اشترت فرملة (قميص) ستضعها فوق الجبة، ما أشعرها بالسعادة، وهي متشوقة للظهور باللباس التقليدي.
أما الطالبة سيرين (22 عاماً)، فتتأمل الواجهات بحثاً عن لباس يتلاءم مع مقاسها، وقد بدت حائرة في اختيار اللون الذي يناسب بشرتها. الجبة المطرزة بالألوان الذهبية والتي أضيفت إليها الفرملة (قميص قصير مطرز) تعجبها، إلا أن الألوان الكثيرة تصعّب عليها مهمة الاختيار. وتؤكد لـ "العربي الجديد" أنها ترغب في اقتناء كل الألوان. كلّما جربت لوناً شعرت أنه الأنسب، مبينة أن الفرملة التونسية سجلت حضورها بقوة في أزياء هذا الصيف. وهناك الأحمر والأسود والبني والأبيض والفضي والأخضر وغيرها، مشيرة إلى أن اللباس التقليدي عاد بقوة مسجلاً حضوره في غالبية المناسبات والحفلات. كما أنه يمكن للشباب اختيار ما يناسبهم وما يتماشى وأذواقهم، والأهم أنه يمكن إضافة الأكسسوارات التي تزيد من جمالية اللباس التقليدي وتعطيه روحاً عصرية جذابة وأنيقة.
ويبقى القفطان التونسي والفوطة والبلوزة الأكثر رواجاً في حفلات الزفاف بألوانهما وتصاميمهما التراثية والعصرية، التي تتلاءم وجميع الفئات شبابا ونساء. وتؤكد الستينية حليمة أنها تجد راحتها في القفطان، فهو اللباس الذي يتناسب وسنها، كما أن هناك خيارات كثيرة لكنّ كل بحسب قدرته الشرائية.
اقــرأ أيضاً
تضيف أن القدرة الشرائية للمواطنين تختلف وكذلك الأسعار. هناك من يستطيع شراء لباس بنحو 30 دولاراً، وآخرون بنحو 150 دولاراً، مؤكدة أنّ الأذواق مختلفة والرغبات متنوعة.
ويرى محمد، وهو بائع، أنه "نظراً للإقبال على الملابس التقليدية والقفطان والجبة، فقد أصبح الباعة يحصلون على التصاميم بالجملة، ثم يتولون بيعها إلى الحرفيين بالتقسيط. يضيف أن الإقبال يكاد يكون من مختلف الشرائح العمرية، خصوصاً من النساء والشباب. وهناك ملابس تتلاءم والاستعمال اليومي وأخرى للمناسبات العائلية وحفلات الزفاف.
ويشير إلى أنّ الإقبال على اللباس التقليدي يزداد صيفاً بحكم تعدد المناسبات، ما دفع غالبية المحال إلى استبدال بيع الملابس الجاهزة العادية بالملابس التقليدية، التي تجد إقبالاً من التونسيين والسياح الوافدين إلى تونس. وتؤكد نائبة رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في ولاية أريانة، المكلفة بالعلاقات الخارجية والتصدير والصناعات التقليدية نجاة الصالحي، لـ "العربي الجديد": "العودة القوية للباس التقليدي مرتبطة بالعطش إلى التراث وتزايد الاهتمام به"، مبينة أن اهتمام الشباب باللباس التقليدي أعطى دفعاً لعودته القوية، وكأن غيابه لسنوات جعل الناس حريصين على ارتدائه.
وتوضح الصالحي أن اللباس التقليدي يظلّ دائماً الأكثر رواجاً كلّما تعلق الأمر بمنتجات تقليدية إلى جانب الأكسسوارات التي ترافق اللباس عادة، مشيرة إلى أن الكثير من الحرفيات في صدد ابتكار ملابس تتلاءم والعصر وتستجيب لكل الأذواق والمناسبات. وتؤكد أنّ التصاميم المتوفرة تستوحى عادة من القديم والتراث الأصيل، وتحمل بصمة ولمسة قديمة. فنجد الخمسة الصغيرة والخلال، أو لباساً عادياً كسروال الدجين، مع قميص بلمسة تراثية أو فرملة أو قميص فضيلة (قميص ذو خطوط عريضة).
اقــرأ أيضاً
وتفيد بأنّ اللباس التقليدي حاضر في العديد من المحافظات التونسية، ولديه خصوصية في بعض الجهات، فتحرص النساء على ارتدائه في المناسبات العائلية وحفلات الزفاف، وكأنهن يساهمن في التعريف بخصوصية منطقتهن. وتُبين أنه لوحظ إقبال كبير على اللباس التقليدي، ويبدو أن التونسيين مشتاقون للباسهم، وهناك شبه وعي جماعي بقيمة هذا اللباس.
تقول جيهان (35 عاماً)، التي تعمل في شركة خاصة، إنها تستعد لحفل زفاف شقيقها في شهر أغسطس/ آب الجاري، وقد قدمت خصيصاً إلى سوق المدينة العتيقة لاقتناء اللباس التقليدي التونسي نظراً للتصاميم العديدة المتوفرة، ولأنّ هذا اللباس يبقى ذا جمالية وسحر لا تجده في بقية الملابس والتصاميم، مؤكدة أنها أرادت لباساً مميزاً ترتديه هي وابنتها، لن تجده إلا في الأزياء التقليدية. وتؤكد جيهان أنها قررت أن ترتدي هي وابنتها ذات الأعوام الثلاثة والرضيعة ذات الأشهر الستة اللباس نفسه، مشيرة إلى أنها وجدت ما تريد بعد جولة استمرت نحو ساعة. كما اشترت فرملة (قميص) ستضعها فوق الجبة، ما أشعرها بالسعادة، وهي متشوقة للظهور باللباس التقليدي.
في أحد المهراجانات الشعبية (ياسين قايدي/ الأناضول) |
أما الطالبة سيرين (22 عاماً)، فتتأمل الواجهات بحثاً عن لباس يتلاءم مع مقاسها، وقد بدت حائرة في اختيار اللون الذي يناسب بشرتها. الجبة المطرزة بالألوان الذهبية والتي أضيفت إليها الفرملة (قميص قصير مطرز) تعجبها، إلا أن الألوان الكثيرة تصعّب عليها مهمة الاختيار. وتؤكد لـ "العربي الجديد" أنها ترغب في اقتناء كل الألوان. كلّما جربت لوناً شعرت أنه الأنسب، مبينة أن الفرملة التونسية سجلت حضورها بقوة في أزياء هذا الصيف. وهناك الأحمر والأسود والبني والأبيض والفضي والأخضر وغيرها، مشيرة إلى أن اللباس التقليدي عاد بقوة مسجلاً حضوره في غالبية المناسبات والحفلات. كما أنه يمكن للشباب اختيار ما يناسبهم وما يتماشى وأذواقهم، والأهم أنه يمكن إضافة الأكسسوارات التي تزيد من جمالية اللباس التقليدي وتعطيه روحاً عصرية جذابة وأنيقة.
ويبقى القفطان التونسي والفوطة والبلوزة الأكثر رواجاً في حفلات الزفاف بألوانهما وتصاميمهما التراثية والعصرية، التي تتلاءم وجميع الفئات شبابا ونساء. وتؤكد الستينية حليمة أنها تجد راحتها في القفطان، فهو اللباس الذي يتناسب وسنها، كما أن هناك خيارات كثيرة لكنّ كل بحسب قدرته الشرائية.
تضيف أن القدرة الشرائية للمواطنين تختلف وكذلك الأسعار. هناك من يستطيع شراء لباس بنحو 30 دولاراً، وآخرون بنحو 150 دولاراً، مؤكدة أنّ الأذواق مختلفة والرغبات متنوعة.
ويرى محمد، وهو بائع، أنه "نظراً للإقبال على الملابس التقليدية والقفطان والجبة، فقد أصبح الباعة يحصلون على التصاميم بالجملة، ثم يتولون بيعها إلى الحرفيين بالتقسيط. يضيف أن الإقبال يكاد يكون من مختلف الشرائح العمرية، خصوصاً من النساء والشباب. وهناك ملابس تتلاءم والاستعمال اليومي وأخرى للمناسبات العائلية وحفلات الزفاف.
ويشير إلى أنّ الإقبال على اللباس التقليدي يزداد صيفاً بحكم تعدد المناسبات، ما دفع غالبية المحال إلى استبدال بيع الملابس الجاهزة العادية بالملابس التقليدية، التي تجد إقبالاً من التونسيين والسياح الوافدين إلى تونس. وتؤكد نائبة رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية في ولاية أريانة، المكلفة بالعلاقات الخارجية والتصدير والصناعات التقليدية نجاة الصالحي، لـ "العربي الجديد": "العودة القوية للباس التقليدي مرتبطة بالعطش إلى التراث وتزايد الاهتمام به"، مبينة أن اهتمام الشباب باللباس التقليدي أعطى دفعاً لعودته القوية، وكأن غيابه لسنوات جعل الناس حريصين على ارتدائه.
وتوضح الصالحي أن اللباس التقليدي يظلّ دائماً الأكثر رواجاً كلّما تعلق الأمر بمنتجات تقليدية إلى جانب الأكسسوارات التي ترافق اللباس عادة، مشيرة إلى أن الكثير من الحرفيات في صدد ابتكار ملابس تتلاءم والعصر وتستجيب لكل الأذواق والمناسبات. وتؤكد أنّ التصاميم المتوفرة تستوحى عادة من القديم والتراث الأصيل، وتحمل بصمة ولمسة قديمة. فنجد الخمسة الصغيرة والخلال، أو لباساً عادياً كسروال الدجين، مع قميص بلمسة تراثية أو فرملة أو قميص فضيلة (قميص ذو خطوط عريضة).
وتفيد بأنّ اللباس التقليدي حاضر في العديد من المحافظات التونسية، ولديه خصوصية في بعض الجهات، فتحرص النساء على ارتدائه في المناسبات العائلية وحفلات الزفاف، وكأنهن يساهمن في التعريف بخصوصية منطقتهن. وتُبين أنه لوحظ إقبال كبير على اللباس التقليدي، ويبدو أن التونسيين مشتاقون للباسهم، وهناك شبه وعي جماعي بقيمة هذا اللباس.