غرق نحو 40 شخصاً قبالة ساحل ليبيا

28 اغسطس 2019
البحر المتوسط وجهتهم إلى أوروبا(أندرياس سولارو/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين عن غرق ما يقرب من 40 شخصاً على الأقل، قبالة سواحل ليبيا في أحدث الكوارث التي تطاول اللاجئين والمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط. وجددت المفوضية دعوتها العاجلة للتحرك من أجل إنقاذ الأرواح.

وذكرت المفوضية في بيان صحافي أن حوالي 60 شخصاً أُنقذوا صباح أمس الثلاثاء، وتم نقلهم إلى الشاطئ في بلدة الخمس الساحلية والتي تبعد حوالي 100 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس. وباشر خفر السواحل الليبي وصيادون محليون عملية الإنقاذ.

وقال المبعوث الخاص للمفوضية لوسط البحر المتوسط، فينسنت كوشتيل: "يجب ألا نقبل ببساطة حدوث هذه المآسي واعتبارها حتمية. يجب أن يتحول التعاطف من الآن فصاعداً إلى عمل فعلي لمنع وقوع خسائر في الأرواح في البحر، وتفادي حالة اليأس التي تحفز هؤلاء الأشخاص على المجازفة بحياتهم في المقام الأول".

من ناحية أخرى، اختتمت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كيلي كليمنتس، أمس الثلاثاء زيارة استمرت يومين إلى ليبيا تعهدت خلالها بمواصلة دعم النازحين وغيرهم من المتضررين من الاشتباكات الدائرة.

ووفق بيان صحافي صادر عن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا "أنسميل"، قيّمت كليمنتس، خلال الزيارة، الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في البلاد. وقال البيان: "مع استمرار الاشتباكات يوميا فإن العديد من الناس فقدوا منازلهم، وهم يعانون من صعوبة الوصول إلى الخدمات، إلى جانب انقطاعات الكهرباء اليومية. هناك أكثر من 268 ألف نازح ليبي داخل البلاد، منهم قرابة 120 ألفاً نزحوا منذ بدء الاشتباكات في إبريل/نيسان الماضي".

وأكدت كليمنتس ضرورة أن يواكب الدعم الإنساني وتيرة الاحتياجات المتزايدة، وعدم نسيان من يعانون في ليبيا.

وفي طرابلس، زارت كليمنتس مركز التجمع والمغادرة وتحدثت مع لاجئين من إريتريا والصومال والسودان وإثيوبيا، والذين عبروا عن إحباطهم بسبب الأوضاع القاسية التي عانوا منها خلال احتجازهم ومحدودية الحلول في بلدان ثالثة.

ووفق ما ورد في البيان قالت المسؤولة الأممية: "تأثرت بقصص الصمود والشجاعة التي سمعتها في ليبيا. يعاني اللاجئون في ليبيا من الاعتداءات على أيدي المهربين، ومن الاحتجاز لفترات مطولة، كما يقاسي أكثر من 50 ألفاً منهم لإعالة أنفسهم وهم يعيشون في الأوساط الحضرية".

وخلال نقاشات مع وزير الداخلية فتحي باشاغا، جددت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التزامها بالعمل المشترك من أجل إنهاء الاحتجاز التعسفي في ليبيا، حيث يحتجز أكثر من 4800 لاجئ ومهاجر. كما أكدت كليمنتس استعداد المفوضية لدعم اللاجئين في المناطق الحضرية بمجرد إطلاق سراحهم، وعلى الاستمرار في الدعوة لإيجاد حلول خارج ليبيا.

ولفت البيان إلى أن عام 2019 شهد مغادرة 1345 لاجئاً من ليبيا، في إطار برنامج الإجلاء وإعادة التوطين.

وذكرت كليمنتس أن "الحلول في البلدان الثالثة تغير حياة اللاجئين. إنها شريان حياة، ولكن الخيارات محدودة جداً. ونحتاج للمزيد من الدعم من قبل المجتمع الدولي لتسريع عمليات الإجلاء وإعادة التوطين، ولتقديم مزيد من المسارات القانونية للاجئين في ليبيا".

وخلال لقاءاتها مع الشركاء، ناقشت كليمنتس أهمية العمل المشترك لدعم النازحين داخلياً في ليبيا. وقالت: "يواجه مجتمع العمل الإنساني عدة تحديات، من ضمنها الأمن ومحدودية الوصول. قبل عشرة أيام فقط، فقد ثلاثة من موظفي الأمم المتحدة أرواحهم في بنغازي في هجوم مروع. ومع ذلك، فنحن عازمون على مواصلة عملنا لدعم ليبيا وسنعمل معاً من أجل الأشخاص الذين يعانون في البلاد. نحن نقف مع ليبيا ومع شعبها".
المساهمون