الحرائق تكاد تكون يومية في محافظات صعيد مصر، إذ تقع في المنازل والمصانع والشركات في مختلف الأوقات. تزداد أعدادها وحدّتها في أيام الحرّ، كما هي الحال الآن. وتؤدي إلى خسائر في الأرواح والأموال، بالإضافة إلى إصابات متنوعة، ما بين صغيرة ومتوسطة وكبيرة، في الوقت الذي تختفي فيه أقسام الحروق في المستشفيات الحكومية والجامعية بمحافظات الجنوب مثل: أسوان والأقصر وقنا وسوهاج والوادي الجديد والفيوم، ويجري نقل الحالات إلى مستشفى أسيوط الجامعي.
تسببت الحرائق التي نشبت مؤخراً في عدد من مدن محافظة الأقصر بصعيد مصر، بمصرع أربعة أشخاص وإصابة عشرة بحروق مختلفة، بالإضافة إلى خسائر في الأموال، بعدما قضت النيران على عدد من المواشي والطيور أيضاً. وكشفت المعاينة الأوّليّة أنّ سبب الحرائق هو ارتفاع درجة الحرارة، كما كشفت الحرائق عن عدم توافر أدوية حروق أو أقسام خاصة بالحروق لاستقبال الحالات، خصوصاً الحرجة. وتبين أنّ نقل الحالات إلى مسافات بعيدة باتجاه المستشفيات المجهزة، وأقربها مستشفى أسيوط الجامعي، يؤدي إلى وفاة عدد من الضحايا ومن بينهم أطفال.
يلفت أحد أعضاء مجلس النواب في الصعيد، إلى أنّ إصابات الحروق هناك تمثل أزمة كبيرة للمواطنين، إذ لا مستشفى واحداً يضم قسماً للحروق. يتساءل: "كيف يجري نقل مصاب بالحرق من الدرجة الأولى، بمحافظة أسوان، إلى مستشفى أسيوط التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر، وهو ما يؤدي إلى وفاة ضحايا الحرائق، كون الإصابات تتطلب رعاية طبية عاجلة وفورية لمنع حدوث مضاعفات قد تؤدي للموت؟". يبين أنّه تقدم بعدة طلبات إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد "لإنشاء أقسام للحروق في كلّ محافظة على الأقل من محافظات الصعيد، وليس في كلّ مدينة، لإنقاذ من يمكن إنقاذه، لكنّ الأمر لم ينفذ حتى اليوم وكأنّه لا يخص وزارة الصحة بل يخص جهات أخرى".
اقــرأ أيضاً
يضيف النائب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ حرائق المنازل في محافظات الصعيد، تزداد صيفاً خصوصاً في القرى، وهي تمثل أزمة كبيرة للمواطنين، كون كثيرات من ربات المنازل ما زلن يعتمدن على الأساليب البدائية في طهي الطعام على المواقد، بالإضافة إلى سوء تخزين المواطنين أسطوانات الغاز سواء كانت ممتلئة أو فارغة ما يتسبب في اندلاع الحرائق، كونها تتفاعل مع حرارة الجو وينتج عنها اشتعال النيران. يتابع أنّ أهالي القرى هم من يحاولون إطفاء الحرائق عند وقوعها، لغياب سيارات الإطفاء هناك، وعند وصولها من المدن تكون النيران قد دمرت المنازل، والنتيجة خسائر في الأموال والأرواح. يضيف أنّ 80 في المائة من المصابين بحروق منزلية في صعيد مصر هم من أوساط فقيرة، وليست لديهم القدرة على السفر إلى محافظات بعيدة بهدف العلاج، أو تحمل كلفته.
من جهته، يقول خبير السلامة المهنية الدكتور أحمد هيبة، إنّ أسباب الحرائق تعود إلى التوصيلات الكهربائية العشوائية، ما يتسبب في وقوع تماسات كهربائية تمتد إلى البيوت والمحلات التجارية، بالإضافة إلى كثرة المخلفات في المنازل وعلى أسطح المنازل، ومن بينها مخلفات المواشي، كالجلود والصوف، بالترافق مع ارتفاع درجات الحرارة.
اقــرأ أيضاً
أما أستاذ جراحة التجميل في مستشفى القصر العيني، الدكتور أحمد سعيد، فيعتبر أنّ عدم وجود أقسام للحروق في محافظات الصعيد هو بمثابة كارثة، "وهو ما يعني عدم توافر الإمكانات اللازمة لإسعاف الحالة المرضية، أو إجراء أيّ عمليات دقيقة. كلّ ما تحتوي عليه أقسام مستشفيات الصعيد عبارة عن غيارات طبية وإسعافات أولية، والحروق بصفة عامة يجب إسعافها مباشرة حتى لا تسوء الحالة، في ظل عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي ربما تؤدي إلى سوء حالة الجلد المحروق". كما يشير سعيد إلى أنّ هناك ثلاث درجات تصاعدية من الحروق: "الأولى والثانية والثالثة، والأخيرة تزيد على 75 في المائة من الحالات، وتكون فيها الخطورة أشد، وتمتد آثار الحروق إلى ما وراء الجلد من تآكل للأوتار والعظام".
يتابع سعيد أنّ تكاليف علاج الحروق كبيرة جداً وتصل الأخطر منها إلى 3 آلاف جنيه (180 دولاراً أميركياً) للفرد الواحد يومياً، وتتنوع ما بين مراهم لترطيب الجلد ومحاليل ومضادات حيوية ومسكنات وغيرها، خصوصاً عندما تصيب النيران الوجه والرأس والصدر والأطراف. وهي الحروق التي تؤدي إلى تشوه الوجوه والأجساد مدى الحياة لمن كتبت لهم النجاة. كذلك، فإنّ الحريق من الممكن أن يؤدي إلى بتر الأطراف. وهذه الإصابات والمعاناة من آلامها الجسدية والنفسية يمكن أن تؤدي إلى التفكير بالانتحار.
تسببت الحرائق التي نشبت مؤخراً في عدد من مدن محافظة الأقصر بصعيد مصر، بمصرع أربعة أشخاص وإصابة عشرة بحروق مختلفة، بالإضافة إلى خسائر في الأموال، بعدما قضت النيران على عدد من المواشي والطيور أيضاً. وكشفت المعاينة الأوّليّة أنّ سبب الحرائق هو ارتفاع درجة الحرارة، كما كشفت الحرائق عن عدم توافر أدوية حروق أو أقسام خاصة بالحروق لاستقبال الحالات، خصوصاً الحرجة. وتبين أنّ نقل الحالات إلى مسافات بعيدة باتجاه المستشفيات المجهزة، وأقربها مستشفى أسيوط الجامعي، يؤدي إلى وفاة عدد من الضحايا ومن بينهم أطفال.
يلفت أحد أعضاء مجلس النواب في الصعيد، إلى أنّ إصابات الحروق هناك تمثل أزمة كبيرة للمواطنين، إذ لا مستشفى واحداً يضم قسماً للحروق. يتساءل: "كيف يجري نقل مصاب بالحرق من الدرجة الأولى، بمحافظة أسوان، إلى مستشفى أسيوط التي تبعد أكثر من 500 كيلومتر، وهو ما يؤدي إلى وفاة ضحايا الحرائق، كون الإصابات تتطلب رعاية طبية عاجلة وفورية لمنع حدوث مضاعفات قد تؤدي للموت؟". يبين أنّه تقدم بعدة طلبات إلى وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد "لإنشاء أقسام للحروق في كلّ محافظة على الأقل من محافظات الصعيد، وليس في كلّ مدينة، لإنقاذ من يمكن إنقاذه، لكنّ الأمر لم ينفذ حتى اليوم وكأنّه لا يخص وزارة الصحة بل يخص جهات أخرى".
يضيف النائب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنّ حرائق المنازل في محافظات الصعيد، تزداد صيفاً خصوصاً في القرى، وهي تمثل أزمة كبيرة للمواطنين، كون كثيرات من ربات المنازل ما زلن يعتمدن على الأساليب البدائية في طهي الطعام على المواقد، بالإضافة إلى سوء تخزين المواطنين أسطوانات الغاز سواء كانت ممتلئة أو فارغة ما يتسبب في اندلاع الحرائق، كونها تتفاعل مع حرارة الجو وينتج عنها اشتعال النيران. يتابع أنّ أهالي القرى هم من يحاولون إطفاء الحرائق عند وقوعها، لغياب سيارات الإطفاء هناك، وعند وصولها من المدن تكون النيران قد دمرت المنازل، والنتيجة خسائر في الأموال والأرواح. يضيف أنّ 80 في المائة من المصابين بحروق منزلية في صعيد مصر هم من أوساط فقيرة، وليست لديهم القدرة على السفر إلى محافظات بعيدة بهدف العلاج، أو تحمل كلفته.
من جهته، يقول خبير السلامة المهنية الدكتور أحمد هيبة، إنّ أسباب الحرائق تعود إلى التوصيلات الكهربائية العشوائية، ما يتسبب في وقوع تماسات كهربائية تمتد إلى البيوت والمحلات التجارية، بالإضافة إلى كثرة المخلفات في المنازل وعلى أسطح المنازل، ومن بينها مخلفات المواشي، كالجلود والصوف، بالترافق مع ارتفاع درجات الحرارة.
أما أستاذ جراحة التجميل في مستشفى القصر العيني، الدكتور أحمد سعيد، فيعتبر أنّ عدم وجود أقسام للحروق في محافظات الصعيد هو بمثابة كارثة، "وهو ما يعني عدم توافر الإمكانات اللازمة لإسعاف الحالة المرضية، أو إجراء أيّ عمليات دقيقة. كلّ ما تحتوي عليه أقسام مستشفيات الصعيد عبارة عن غيارات طبية وإسعافات أولية، والحروق بصفة عامة يجب إسعافها مباشرة حتى لا تسوء الحالة، في ظل عدم القدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة التي ربما تؤدي إلى سوء حالة الجلد المحروق". كما يشير سعيد إلى أنّ هناك ثلاث درجات تصاعدية من الحروق: "الأولى والثانية والثالثة، والأخيرة تزيد على 75 في المائة من الحالات، وتكون فيها الخطورة أشد، وتمتد آثار الحروق إلى ما وراء الجلد من تآكل للأوتار والعظام".
يتابع سعيد أنّ تكاليف علاج الحروق كبيرة جداً وتصل الأخطر منها إلى 3 آلاف جنيه (180 دولاراً أميركياً) للفرد الواحد يومياً، وتتنوع ما بين مراهم لترطيب الجلد ومحاليل ومضادات حيوية ومسكنات وغيرها، خصوصاً عندما تصيب النيران الوجه والرأس والصدر والأطراف. وهي الحروق التي تؤدي إلى تشوه الوجوه والأجساد مدى الحياة لمن كتبت لهم النجاة. كذلك، فإنّ الحريق من الممكن أن يؤدي إلى بتر الأطراف. وهذه الإصابات والمعاناة من آلامها الجسدية والنفسية يمكن أن تؤدي إلى التفكير بالانتحار.