ومع اقتراب عيد الأضحى تزدهر تجارة بيع الفحم في مختلف الأماكن وحتى على قارعة الطرقات، إذ يكدّس الباعة أكياس الفحم الأسود لعرضه على المارّة. وبلغ سعر الكيلوغرام من الفحم 250 ديناراً جزائرياً، أي ما يعادل 2 دولار أميركي.
وتنشط هذه التجارة طيلة أيام عيد الأضحى. وفي السياق يقول هشام وهو بائع فحم لـ"العربي الجديد": "يتواصل الإقبال على شراء الفحم حتى رابع يوم من العيد، لأن الأسر تقوم بشواء لحم الأضحية، استعداداً لاجتماع العائلة والضيوف".
ويضيف: "إنها تجارة موسمية تشهد ارتفاع الطلب عليها مع مناسبة عيد الأضحى المبارك، وتدرّ المال الوفير على التجّار وأغلبهم من الشباب الذي لا يعمل، فيجدون الفرصة لدخلٍ بهذه المناسبة".
وارتبط عيد الأضحى في الجزائر بعادة الشواء، التي تستهوي العائلات، ففي صبيحة اليوم الثاني من العيد وبعد تقسيم أضحية العيد، عادة ما توكل مهمة تقطيع اللحم الذي يوضع للشواء إلى الأبناء، ويقول يونس لـ"العربي الجديد": "أقوم بإعداد قطع اللحم الصغيرة يضاف إليها قطع من الفلفل الأخضر والبصل والتوابل، ومن تم وضعها في أسياخ حديدية لتكون بذلك جاهزة للشواء"، حسب قوله.
كما تفضل بعض العائلات انتهاز فرصة العطلة والعيد، لقضاء وقت للترفيه خارج البيوت، وإعداد أطباق من اللحم المشوي على الفحم.
وتعتبر السيدة ثريا وهي أم لأربعة أطفال، أنّ فرحة العيد مختلفة جدّاً لأنها تزيد من أواصر المحبة والأخوّة بين الأسر وتجمعهم على طاولة الطعام بمختلف النكهات، مشيرة لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الأهم في هذه المناسبة السعيدة أنّ الأسر تتفنن في تقديم أطباق من الطعام مرتبطة بعادات العيد، بينما تشترك كل العائلات في "الشواية" التي تضفي على المناسبة نكهة مختلفة عن الأيام العادية، بحسب تعبيرها.
وفي العيد يجد الأصدقاء أيضاً الفرصة لقضاء أمسيات في الغابات مثل "غابة بوشاوي" غربي العاصمة الجزائرية، والقيام بتجهيز أمسية شواء على الفحم مع وضع الشاي على الجمر أيضاً، كما يقول عبد الغني لـ"العربي الجديد"، موضحاً أنه يتفق مع أصدقائه للذهاب إلى الغابة وقضاء ساعات هناك بين الطبيعة الخلّابة، و"لمة عيد الأضحى بين الأحباب وبنكهة شواء اللحم على الفحم".
ولعيد الأضحى في الجزائر صورة أخرى ومشاهد متنوعة مقارنة بسائر الأيام، تجتمع فيه الأسر وتتنوع فيها الأكلات، وتتزين الموائد بمختلف صنوف الأطباق، وتتفنن ربات البيوت في إعدادها لأفراد الأسر وللضيوف، غير أن إعداد اللحم المشوي على الفحم له مكانة خاصة لدى الجزائريين في هذه المناسبة، إذ يتساوى فيه الغني والفقير، ولا يخلو بيت من البيوت الجزائرية من الشواء طيلة أيام عيد الأضحى.