وجّهت السلطات الصحية في صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المراكز الصحية بأمانة العاصمة، بعدم صرف المكملات الغذائية المجانية للأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال المصابين بسوء التغذية، جراء خلاف مع برنامج الأغذية العالمي.
وقال مصدر طبي بأحد المراكز الصحية في صنعاء، إنّ مكتب الصحة في أمانة العاصمة الخاضع لسيطرة الحوثيين وجّه جميع المراكز الصحية، "بعدم صرف المكملات الغذائية الممنوحة من برنامج الأغذية العالمي، للأمهات الحوامل والمرضعات والأطفال المصابين بسوء التغذية".
وأوضح المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "التوجيه جاء على خلفية إرسال برنامج الأغذية لتلك المكملات الغذائية إلى المراكز الصحية الحكومية مباشرة، من دون التنسيق مع مكتب الصحة في صنعاء، وهي خطوة مخالفة للإجراءات المتبعة".
وأضاف: "مخازن المراكز الصحية ممتلئة بالمكملات الغذائية، وفي حال تأخر صرفها للأطفال والنساء المستهدفين، يمكن أن تتعرض للتلف، لا سيما أنها مخزنة منذ نحو شهر".
وأشار المصدر إلى أن "مئات الأطفال والنساء يترددون، بشكل يومي، على المراكز الصحية، من أجل استلام حصصهم من تلك المكملات، لكنهم لا يحصلون عليها، ما زاد من معاناتهم". داعيا السلطات الصحية في صنعاء إلى العدول عن قرارها، للتخفيف من معاناة النساء الحوامل والمرضعات والأطفال المصابين بسوء التغذية.
ويعتمد آلاف الأطفال والنساء في صنعاء على المكملات الغذائية المجانية التي توزعها المنظمات الإنسانية، منذ بدء الحرب في اليمن قبل أكثر من أربع سنوات.
وفي هذا السياق، أكدت سميرة الصلوي، وهي من سكان صنعاء، أنها لم تحصل، منذ أسابيع، على حصتها من المكملات الغذائية التي داومت على استلامها خلال الأشهر الماضية، من المركز الصحي القريب من الحي الذي تسكنه.
وقالت الصلوي لـ"العربي الجديد"، إنها تعتمد على تلك المكملات في علاجها من مرض سوء التغذية، لأنها لا تملك المال لشرائها. مطالبة الجهات المختصة، بسرعة توجيه السلطات الصحية في صنعاء بالسماح للمراكز الصحية بتوزيع المكملات الغذائية للأطفال والنساء.
وبحسب خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، التي أعدتها الأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي، فإن إجمالي عدد الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات المحتاجين للمكملات الغذائية الصحية بلغ 5.97 ملايين حالة، بتكلفة تصل إلى 320 مليون دولار.