ويشكو العاملون والعاملات بها من صعوبات تعترضهم، منها ظروف الحرب في اليمن، والوضع الاجتماعي المزري لأبناء هذه الطبقة الكادحة، وتراجع الطلب على المنتجات التقليدية من قبعات وأوان تكدح الأيادي كدحاً فيها بحثاً عن الرزق الحلال.
وتعتمد صناعة الخزف على سعف النخيل، الذي يشكل قوام هذه المهنة، إذ يلجأ محترفوها إلى شراء سعف النخيل من المزارعين، ثم يقومون بتعريضه للشمس حتى يصبح صالحاً للاستخدام، ثم يباشرون حياكته على شكل قبعات وأوانٍ خزفية يتم تلوينها بطريقة شاقة بحسب إفادة المُسنّة هدى أحمد، إحدى العاملات في الحياكة الخزفية.
وتشير أحمد، إلى أن أسرتها تعتمد بشكل أساسي على هذا العمل، وهي تشكو من ضآلة العائد المادي من الصناعة الخزفية، الذي لم يعد يغطي حاجات الأسرة على حدّ وصفها.
وتقول: "نشتري النخيل بأسعار باهظة من المزارعين، ونجد صعوبات بالغة في حياكته، وإضافة إلى ذلك، فإننا لا نجد التقدير الاجتماعي المطلوب". وتؤكد أنهم يبيعون القبعة الواحدة بـ500 ريال يمني، ما يعادل دولاراً واحداً، وهو مبلغ ضئيل قياساً إلى المشقة التي تتطلبها حياكة قبعة من الخزف.
من جهتها، توضح سليمة صالح، وهي عاملة في هذه المهنة، أن تجارتها باتت غير رائجة كالسابق، بسبب استغناء الناس عن هذه الأواني، التي غدت مجردة من المنفعة، ولم يتبق لها سوى قيمة تراثية.
"لقد تضاءل جمهور الخزف في اليمن" تؤكد صالح، مشيرة إلى انخفاض حركة الشراء، وخصوصاً في المدن التي لا يحتاج سكانها لهذه الأواني بشكل كبير. لكنها تقول إنها تجد عزاءها في الريف اليمني، حيث يُقبل على شراء أوانيها الخزفية المزارعون والرعاة الذين لا يزالون يستخدمون هذه الأغراض كتقليد أصيل متوارث عن الأجداد.