في ظل تحديات كثيرة تعيشها قرية جسر الزرقاء الفلسطينية، يبقى البحر هو المتنفس الوحيد للأهالي الذين يستمدون منه طاقة المقاومة وانتزاع الفرح، فالقرية الصامدة على الساحل الفلسطيني من أكثر البلدات العربية فقراً.
يعمل نحو 40 في المائة من نساء القرية، ونسبة البطالة 15 في المائة فقط، لكنها تعاني من تمييز عنصري إسرائيلي على شتى المستويات، ويفصلها الجدار العنصري عن بلدة قيساريا اليهودية الثرية.
تقع جسر الزرقاء على شاطئ البحر المتوسط، وهي الأخيرة في الداخل الفلسطيني بعد النكبة والتهجير، وتبعد حوالي 30 كيلومتراً عن مدينة حيفا، وتمتاز بشاطئ مياهه زرقاء نظيفة، وتضم 45 صياداً.
وقال رئيس اللجنة الشعبية في القرية، سامي علي: "شاطئ جسر الزرقاء جزء من تراث وهوية القرية الصامدة على ساحل فلسطين التاريخي بعد النكبة، وهو جزء أساسي وأصيل من حياة السكان، وفيه عناصر مميزة بخصوصيات فلسطينية وطبيعية بدائية".
وتابع "يصب في البحر نهر وادي الزرقاء، كما نتحدث عن بقايا الجسر العثماني، وعن قلعة رومانية بيزنطية، وقرية للصيادين بكل ملامحها وتفاصيلها من صيادين، وقوارب، وأكواخ، ومعدات الصيد، وما زال ميناء الصيد يحافظ على ملامحه القديمة".
ويضيف "هنالك عنصر ثالث هو الشاطئ المفتوح على المخيمات والتجمعات العائلية التي تؤم هذا الشاطئ، إلى جانب الفضاء المرخص التي تتوفر فيه خدمات الإنقاذ وكل ما يتعلق بالسباحة المرخصة".
ويكمل " كان السكان يعتمدون على البحر والشاطئ ليس فقط في المعيشة وتوفير لقمة العيش كمصدر رزق، بل أيضا من أجل استخراج المياه الجوفية من الآبار المتوفرة على طول الشاطئ".
من جهتها، حمامة جميل جربان وهي رياضية معروفة تعمل في مجال تعليم السباحة وركوب الأمواج، كما أنها منقذة متطوعة على شاطئ البحر بالجسر الزرقاء، توضح أن شهر يوليو/تموز هو الأخطر للسباحة في السنة، وذلك بسبب كثرة الرياح مما يؤدي إلى ارتفاع مد البحر. تشير إلى أنها قامت بإنقاذ ثلاثة شبان في آن واحد قبل شهر تقريبا في هذا الموسم من السباحة.
وتضيف حمامة جميل الملقبة "بلدوزر فلسطين" وهي لاعبة منتخب فلسطين لكرة القدم سابقاً "أعمل في المجلس المحلي مدربة كرة قدم، وكرة شبكي ولدينا فريق نسوي، كما أدرب على ركوب الأمواج والسباحة والصيد"، وتلفت إلى أنها فتحت أول مدرسة لركوب الأمواج بمعية شقيقها.
تتحدث حمامة عن عشقها للسباحة وعن اعتزازها بوالدها الذي علمها ومنحها الثقة "أسبح باستمرار وأزور البحر صيفاً وشتاء، إنه بالنسبة لي حياة، وقد قمت بإنقاذ عدة أشخاص من الغرق تطوعيا، ودائما أنصح الناس ألا يسبحوا في الأماكن الخطيرة حفاظا على سلامتهم وصونا لحياتهم".