ثورة نسائية في المصارعة البوليفية

12 يوليو 2019
أنخيلا لا سيمباتيكا ترفع إلسا (إيزر رالديس/ فرانس برس)
+ الخط -
يعرف عن المصارعة أنّها الرياضة الأقدم على الإطلاق، لكنّ النساء لم يخضن هذا المجال إلّا مؤخراً حول العالم. وحتى عندما خضنه واجهن كثيراً من الصدّ والتمييز من جانب المنظمين والمصارعين الرجال، وكذلك الجمهور. وهو ما يمتدّ من المصارعة الأولمبية، وصولاً إلى الشكل الترفيهي من المصارعة، وهو الأكثر شهرة غالباً، وفيه مثلت النساء طويلاً دور عشيقات المصارعين. والأسوأ من ذلك، أنّه عندما يحق للنساء المصارعة، فإنّ الأمر يرتبط غالباً بإيحاءات جنسية.

الأمر مختلف في بوليفيا، كما يشير إليه موقع "ذا كونفرزيشن"، إذ إنّ العديد من المصارعات البوليفيات النساء بتن أكثر شعبية من المصارعين الرجال، علماً أنّ هؤلاء النساء هنّ من المواطنات الأصليات، في الدولة المغلقة التي تقع في أميركا الجنوبية، وتضمّ 11 مليوناً و500 ألف نسمة.

تقول الأستاذة المساعدة للأنثروبولوجيا الجندرية، في جامعة "جورج تاون" الأميركية، نيل هاينز، إنّها عرفت عن قرب هؤلاء النساء في لاباز، وقد "نلن الاحترام بكثير من الصعوبة، فقد واجهن كثيراً من الصدّ والتمييز الجنسي عند كلّ مفترق. مع ذلك، فإنّ قصصهن لا تقدم التقدير لماضي بوليفيا فحسب، بل يمكن أن تفتح آفاق المساواة في عالم المصارعة حول العالم مستقبلاً".

تستمد المصارعة البوليفية جذورها من المصارعة المكسيكية المعروفة باسم "لوتشا ليبريه" وكذلك مصارعة المحترفين الأميركية. ومنذ ستينيات القرن الماضي بدأت أسهم هذه الرياضة تصعد عندما درب مصارعون مكسيكيون شباناً بوليفيين. وبدأ هذا الاتجاه يصعد مع مصارعين مثل ميديكو لوكو، ومستر أطلس، وديابلو روخو، حتى باتت المصارعة أساسية في المشهد البوليفي. لكن، بدءاً من عام 2001 دخلت النساء البوليفيات إلى الحلبة.

لم يكن دخول النساء، مثل أنخيلا لا سيمباتيكا، واستمرارهن حتى الآن في هذه اللعبة حدثاً رياضياً أو ترفيهياً فحسب، بل حملن معهن قضايا أساسية، من قبيل الدفاع عن حقوق العمال، وحقوق النساء، وكان لحضورهن أثر رومانسي بارز جعلهن أيقونات وطنية، تمكنت من كسر القوالب النمطية. ومنذ ذلك التاريخ، بات حضور المصارعات النساء هو الأبرز.




بتنانيرهن الـ"بوليرا" التي تغطي الركبة وتطير عندما تطيح مصارعة منافستها، وبموسيقى "كومبيا" التي ترافق دخولهن إلى الحلبة، صنعت المصارعات النساء في بوليفيا سمعة خاصة لا يحتجن معها - على عكس المصارعات النساء في الولايات المتحدة - إلى الكفاح من أجل أن يؤخذن على محمل الجدّ، بل إنّهن حجر الأساس في هذه الرياضة الآن في بلدهن.
المساهمون