بعد تعليق حركة الطيران بين روسيا وجورجيا على خلفية تزايد التوترات السياسية بين البلدين، لم يبقَ أمام مارينا، وهي عشرينية روسية من أصل جورجي، خيار سوى تعديل تذكرتها للسفر إلى جورجيا عبر إسطنبول لقضاء إجازتها الصيفية، شأنها في ذلك شأن غيرها من أبناء الجالية الجورجية في روسيا.
فعقب موجة من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الجورجية تبليسي في يونيو/ حزيران الجاري، رفضاً لإلقاء برلماني روسي كلمة بالبرلمان الجورجي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مرسوم يقضي بوقف حركة الطيران المباشر بين روسيا وجورجيا ابتداءً من 8 يوليو/ تموز 2019، ويوصي شركات السياحة بالامتناع عن تسويق الرحلات السياحية إلى جورجيا. وبذلك، تصبح جورجيا ثاني جمهورية سوفييتية سابقة بعد أوكرانيا، توقف روسيا حركة الطيران معها في الوقت الحالي. كذلك، فإنّ هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها تعليق رحلات الطيران بين روسيا وجورجيا، إذ سبق وقفها على خلفية الحرب الروسية - الجورجية في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، المدعوم من موسكو في عام 2008، ولم تُستأنف بالكامل إلا عام 2014.
اقــرأ أيضاً
تقول مارينا لـ"العربي الجديد": "نظراً لوقف حركة الطيران، سنضطر من الآن فصاعداً لاختيار طرق بديلة للسفر إلى جورجيا، إما على متن رحلة غير مباشرة وإما بواسطة سيارة". وتضيف ضاحكة: "لحسن الحظ، لم يجرِ إغلاق الحدود البرية بعد". تتابع: "اضطررت لتعديل رحلتي لتكون عبر إسطنبول، فستستغرق 12 ساعة بدلاً من ساعتين ونصف الساعة. لكنّ هذا ليس بأمر جديد علينا، إذ كنا نسافر بهذا الشكل على مدى بضع سنوات بعد النزاع العسكري عام 2008".
أثار قرار وقف حركة الطيران استياءً بين الجورجيين والروس على حد سواء، إذ قصد أكثر من مليون سائح روسي جورجيا في العام الماضي للاستمتاع بطبيعتها الجبلية، وسواحلها الساحرة المطلّة على البحر الأسود. ووقّع نحو 35 ألف شخص على عريضة على موقع "شاينج" للمطالبة بالسماح بحركة الطيران بين روسيا وجورجيا، واستمرار الصداقة بين الشعبين.
وعلى الرغم من عدم شعورها بأيّ مواقف سلبية من جانب الروس، فإنّ مارينا لا تخفي ضيقها من بعض التعليقات التي باتت تسمعها في موسكو مثل: "لم نعد نرغب في زيارة جورجيا ما داموا لا يحبون الروس"، والتساؤلات مثل "لماذا يأتي الجورجيون إلى روسيا لجني أموال هنا في حال كانوا غير راضين عن روسيا؟" وغيرها.
من جهته، يأمل رئيس الجالية الجورجية في روسيا غيورغي تسورتسوميا، عدم تأخر عودة رحلات الطيران المباشر في ظل توفير الأمان التام للروس في جورجيا، مقدراً عدد أبناء جاليته في روسيا بنحو مليون شخص، شاملة المواطنين الروس من أصول جورجية. ويقول تسورتسوميا في حديث إلى "العربي الجديد": "لمّح الكرملين إلى استئناف حركة الطيران بعد تطبيع الوضع، وآمل أن يحدث ذلك بعد 8 يوليو مباشرة، إذ إنّ السائحين الروس في جورجيا في أمان تام".
وسبق للناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن صرح بأنه قد يجري التفكير في إعادة النظر في حظر الطيران "بعد عودة الوضع في جورجيا إلى مسار غير معادٍ لروسيا"، على حد تعبيره.
وحول توقعاته لتداعيات الأزمة الحالية في العلاقات، يضيف تسورتسوميا: "على مستوى المعاملة الشخصية لم يتغير أيّ شيء حتى الآن، لكنّ وقف الطيران سيشكل عقبة كبيرة أمام تنقلات المواطنين العاديين، الذين يحتاجون إلى السفر إلى وطنهم لحضور أعياد الميلاد والأفراح ورؤية ذويهم، كما يحتاج الجورجيون للسفر إلى روسيا لأغراض علاجية في أحيان كثيرة. بعد أزمة 2008، كنا مضطرين للسفر عبر تركيا أو بيلاروسيا أو أذربيجان أو أرمينيا، أو غيرها من محطات الترانزيت".
اقــرأ أيضاً
ولمّا كانت روسيا من الأسواق الهامة لقطاع السياحة الجورجي، سارع كبار المسؤولين الجورجيين إلى طمأنة الروس بأمان وجودهم في البلاد. ومن جورجيا يؤكد دميتري، وهو شاب روسي مقيم بمدينة باتومي الساحلية منذ ست سنوات، أنّ معاملة الروس لم تتغير بأيّ شكل من الأشكال. يقول لـ"العربي الجديد": "يميز المجتمع الجورجي بين المواطنين الروس الليبراليين والحكومة الروسية. الجورجيون هم شعب رائع وحكيم للغاية".
آخر حلقة من سلسلة الأزمات
تفاقمت الأزمة الراهنة في العلاقات الروسية الجورجية، بعدما شهدت تبليسي في يونيو/ حزيران الجاري، تظاهرات حاشدة تنديداً بجلوس النائب الروسي، سيرغي غافريلوف، في مقعد رئيس البرلمان الجورجي وتحدثه باللغة الروسية، ما أثار احتجاج النواب عن حزب "جورجيا الأوروبية" المعارض الذين منعوه من استكمال مشاركته.
فعقب موجة من الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الجورجية تبليسي في يونيو/ حزيران الجاري، رفضاً لإلقاء برلماني روسي كلمة بالبرلمان الجورجي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على مرسوم يقضي بوقف حركة الطيران المباشر بين روسيا وجورجيا ابتداءً من 8 يوليو/ تموز 2019، ويوصي شركات السياحة بالامتناع عن تسويق الرحلات السياحية إلى جورجيا. وبذلك، تصبح جورجيا ثاني جمهورية سوفييتية سابقة بعد أوكرانيا، توقف روسيا حركة الطيران معها في الوقت الحالي. كذلك، فإنّ هذه ليست المرة الأولى التي يجري فيها تعليق رحلات الطيران بين روسيا وجورجيا، إذ سبق وقفها على خلفية الحرب الروسية - الجورجية في إقليم أوسيتيا الجنوبية الانفصالي، المدعوم من موسكو في عام 2008، ولم تُستأنف بالكامل إلا عام 2014.
تقول مارينا لـ"العربي الجديد": "نظراً لوقف حركة الطيران، سنضطر من الآن فصاعداً لاختيار طرق بديلة للسفر إلى جورجيا، إما على متن رحلة غير مباشرة وإما بواسطة سيارة". وتضيف ضاحكة: "لحسن الحظ، لم يجرِ إغلاق الحدود البرية بعد". تتابع: "اضطررت لتعديل رحلتي لتكون عبر إسطنبول، فستستغرق 12 ساعة بدلاً من ساعتين ونصف الساعة. لكنّ هذا ليس بأمر جديد علينا، إذ كنا نسافر بهذا الشكل على مدى بضع سنوات بعد النزاع العسكري عام 2008".
أثار قرار وقف حركة الطيران استياءً بين الجورجيين والروس على حد سواء، إذ قصد أكثر من مليون سائح روسي جورجيا في العام الماضي للاستمتاع بطبيعتها الجبلية، وسواحلها الساحرة المطلّة على البحر الأسود. ووقّع نحو 35 ألف شخص على عريضة على موقع "شاينج" للمطالبة بالسماح بحركة الطيران بين روسيا وجورجيا، واستمرار الصداقة بين الشعبين.
وعلى الرغم من عدم شعورها بأيّ مواقف سلبية من جانب الروس، فإنّ مارينا لا تخفي ضيقها من بعض التعليقات التي باتت تسمعها في موسكو مثل: "لم نعد نرغب في زيارة جورجيا ما داموا لا يحبون الروس"، والتساؤلات مثل "لماذا يأتي الجورجيون إلى روسيا لجني أموال هنا في حال كانوا غير راضين عن روسيا؟" وغيرها.
من جهته، يأمل رئيس الجالية الجورجية في روسيا غيورغي تسورتسوميا، عدم تأخر عودة رحلات الطيران المباشر في ظل توفير الأمان التام للروس في جورجيا، مقدراً عدد أبناء جاليته في روسيا بنحو مليون شخص، شاملة المواطنين الروس من أصول جورجية. ويقول تسورتسوميا في حديث إلى "العربي الجديد": "لمّح الكرملين إلى استئناف حركة الطيران بعد تطبيع الوضع، وآمل أن يحدث ذلك بعد 8 يوليو مباشرة، إذ إنّ السائحين الروس في جورجيا في أمان تام".
وسبق للناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن صرح بأنه قد يجري التفكير في إعادة النظر في حظر الطيران "بعد عودة الوضع في جورجيا إلى مسار غير معادٍ لروسيا"، على حد تعبيره.
وحول توقعاته لتداعيات الأزمة الحالية في العلاقات، يضيف تسورتسوميا: "على مستوى المعاملة الشخصية لم يتغير أيّ شيء حتى الآن، لكنّ وقف الطيران سيشكل عقبة كبيرة أمام تنقلات المواطنين العاديين، الذين يحتاجون إلى السفر إلى وطنهم لحضور أعياد الميلاد والأفراح ورؤية ذويهم، كما يحتاج الجورجيون للسفر إلى روسيا لأغراض علاجية في أحيان كثيرة. بعد أزمة 2008، كنا مضطرين للسفر عبر تركيا أو بيلاروسيا أو أذربيجان أو أرمينيا، أو غيرها من محطات الترانزيت".
ولمّا كانت روسيا من الأسواق الهامة لقطاع السياحة الجورجي، سارع كبار المسؤولين الجورجيين إلى طمأنة الروس بأمان وجودهم في البلاد. ومن جورجيا يؤكد دميتري، وهو شاب روسي مقيم بمدينة باتومي الساحلية منذ ست سنوات، أنّ معاملة الروس لم تتغير بأيّ شكل من الأشكال. يقول لـ"العربي الجديد": "يميز المجتمع الجورجي بين المواطنين الروس الليبراليين والحكومة الروسية. الجورجيون هم شعب رائع وحكيم للغاية".
آخر حلقة من سلسلة الأزمات
تفاقمت الأزمة الراهنة في العلاقات الروسية الجورجية، بعدما شهدت تبليسي في يونيو/ حزيران الجاري، تظاهرات حاشدة تنديداً بجلوس النائب الروسي، سيرغي غافريلوف، في مقعد رئيس البرلمان الجورجي وتحدثه باللغة الروسية، ما أثار احتجاج النواب عن حزب "جورجيا الأوروبية" المعارض الذين منعوه من استكمال مشاركته.