قطارات العراق... هذه معاناة سائقيها

30 يونيو 2019
عراقيون كثر يختارون القطار للتنقل (حيدر قره ألب/ الأناضول)
+ الخط -

يعاني سائقو القطارات في العراق من مشكلات مختلفة في خلال رحلاتهم في داخل العاصمة بغداد أو بين المدن العراقية، الأمر الذي يجعلهم دائمي القلق

يعاني سائقو القطارات في العراق من مشكلات مختلفة في خلال رحلاتهم في داخل العاصمة بغداد أو بين المدن العراقية، الأمر الذي يجعلهم دائمي القلق. ومن تلك المشكلات الازدحام المروري، وانتشار الباعة المتجوّلين على سكك الحديد، وتعرّض القطارات للرشق بالحجارة، واجتياز قطعان الماشية سكّة الحديد، بالإضافة إلى طلبات غريبة للركاب من قبيل إنزالهم في نقاط لا ينبغي التوقّف عندها. ويشير سائقون إلى أنّ رشق القطارات بالحجارة من قبل فتيان في المدن التي يدخلون إليها يتسبّب أحياناً في إصابات بين المسافرين من جرّاء تهشّم زجاج نوافذ المركبات.

يقول المهندس ميسر الصراف من الشركة العامة للنقل البري لـ"العربي الجديد" إنّ "سكك الحديد في العراق لها تاريخ طويل يمتدّ على نحو قرن من الزمن، لكنّ وضع القطارات في عام 1950 كان أفضل بكثير ممّا هو عليه اليوم، في عام 2019". يضيف أنّ "كلّ شيء تراجع في البلاد بعد عام 2003، ومن بين ذلك سكك الحديد. لكن بفضل جهود مخلصين في الشركة العامة لسكك الحديد العراقية، أعيد العمل بخطوط عدّة في الفترة الأخيرة، وراحت تسيّر رحلات يومية بين بغداد وكلّ من الأنبار وبابل والناصرية والنجف وكربلاء والبصرة ومدن أخرى، غير أنّ السائقين يواجهون مخاطر عدّة تجعلهم في حالة من القلق طوال مدّة الرحلة".



ويشير الصراف إلى "عدم تفاعل من قبل الجهات المعنية بتوفير حماية لسكك الحديد التي تمتد على مئات الكيلومترات، الأمر الذي يجعلها مستباحة للباعة المتجوّلين في داخل المدن مثلاً أو للمواشي السائبة أو للازدحام المروري، نظراً إلى حاجتها إلى كثير من التطوير والإشارات المرورية الخاصة بالقطارات والعلامات التحذيرية، بالإضافة إلى الحاجة إلى عقوبات رادعة منعاً لوقوع حوادث خطيرة".

ويشكو سائقو القطارات التابعون للشركة العامة لسكك الحديد العراقية من المشكلات التي يواجهونها، مشدّدين على أنّ الأمر في حاجة إلى تفعيل قوانين المخالفات وتثقيف الناس إعلامياً. فوزي الربيعي من هؤلاء، يقول لـ"العربي الجديد" إنّ "أبرز المشكلات التي نواجهها في خلال رحلاتنا في داخل العاصمة أو بين المحافظات هي السيارات المتوقفة على سكك الحديد والمواشي السائبة التي تتسبب في حوادث كثيرة. كذلك نجد بسطات للباعة المتجوّلين تنتشر فوق سكك الحديد، بالإضافة إلى رشق القطارات بالحجارة في خلال مرورها في بعض المناطق". ويرى الربيعي أنّه "بهدف القضاء على هذه المشكلات نحتاج إلى تكاتف الجهود في ما بين الجهات الأمنية، عبر فرض غرامات وعقوبات على المخالفين من أصحاب البسطات والمواشي وسائقي السيارات، وفي الوقت نفسه توعية المواطنين حول أهمية القطارات في حياتهم".



ويلفت الربيعي إلى أنّ "غرامة فُرضت على سائق قطار، من ماله الخاص، بعدما دهس بقرة كانت على خط سيره جنوبي العراق. وقد عُدّ الأمر متعمّداً على الرغم من أنّ السائق أقسم أنّه لم يتمكّن من إيقاف القطار بسبب سرعته العالية، وأنّ التجاوز ارتكبته البقرة التي جلست على خطّ سكة الحديد". في سياق متصل، كان قطار الفلوجة - بغداد قد تعرّض في رحلته الأولى قبل أشهر عدّة، إلى رشق بالحجارة في خلال مروره بإحدى المناطق القريبة من العاصمة بغداد، الأمر الذي تسبّب في تهشيم زجاج النوافذ وإصابة عدد من الركاب.

والقطارات بالنسبة إلى عدد كبير من المواطنين العراقيين وسيلة نقل آمنة ومريحة ورخيصة الثمن بالمقارنة مع السيارات، لكنّ ما يواجهه السائقون في خلال رحلاتهم يخلّف قلقاً بين المسافرين. يقول سامر الكربلائي لـ"العربي الجديد" إنّ "القطار هو أفضل وسيلة نقل بين المحافظات، إذ إنّه في إمكان الجميع تحمّل تكلفة التذاكر التي لا تتجاوز ألفَي دينار عراقي أو ثلاثة آلاف (نحو 1.70 - 2.50 دولار أميركي) للشخص الواحد، وهو ما يعادل ربع ما يتوجّب على الفرد بدل ركوبه في سيارة. لكنّ المشكلة تكمن في تعرّض القطار في خلال الرحلة إلى مشكلة المواشي السائبة كالجواميس والأغنام والماعز والتي قد تسبّب حوادث خطرة". ويتابع الكربلائي أنّ "القطار يمرّ أحياناً في مناطق شعبية حيث يتعرّض للرشق بالحجارة من قبل الأطفال، ما يسبّب أضراراً مادية قد تكون كبيرة بالإضافة إلى قلق بين المسافرين. وثمّة مشكلة أخرى هي عدم احترام سكك الحديد، إذ إنّ سيارات كثيرة قد تُركَن فوقها في مناسبات مختلفة من قبيل حفلات الزفاف ومجالس العزاء". يُذكر أنّ حوادث اصطدام وقعت في خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة ما بين قطارات وسيارات مدنية بسبب الازدحام المروري فوق سكك الحديد، أسفرت عن أضرار مادية كبيرة". وفي سياق متصل، ينتقد ناشطون الجهات الحكومية المعنية بسبب تجمّع النفايات على سكك الحديد في بعض المناطق، وهو أمر يعوّق حركة مرور القطارات.