أسامة الكويش بترت يده ولم يترك الكاميرا

30 يونيو 2019
خلال التصوير (العربي الجديد)
+ الخط -


غيّرت الثورة مسار الشاب السوري أسامة الكويش، لكنه لم يستسلم على الرغم من بتر يده نتيجة تغطيته أحداث بلاده

أسامة الكويش هو ابن محافظة دير الزور السورية، أراد أن يحكي قصته لـ"العربي الجديد"، منذ بداية الثورة وحتى وصل لاجئاً إلى تركيا. يقول: "ولدت في عام 1991، وأتحدر من عائلة تهتم جداً بالدراسة. كان طموحي أن أدرس الأدب الإنكليزي، وأنشئ معهداً للغات. بالفعل، مع إنهائي المرحلة الثانوية، بدأت في دراسة الأدب الإنكليزي. وفي العام الأول، اندلعت الثورة. قبلها، كانت لدي هواية التصوير الفوتوغرافي وكنت أملك مجموعة من الكاميرات وأسعى إلى تطوير مهاراتي في هذا المجال. قررت نقل الوقائع والأحداث، لكن لم تكن لدي أي مقومات لإيصال تلك الصور. بالفعل، اجتمعت مع شبان وبدأنا العمل وأسسنا فريقاً إعلامياً لنقل الأحداث".

"لم يكن عملاً سهلاً كوني أتنقل في مناطق خطيرة خلال التصوير، كما أنني أكبر أفراد العائلة وتقع عليّ مسؤولية تأمين دخل للبيت. أحياناً، أخرج للتصوير أو العمل. كانت التكاليف كبيرة، من مصاريف تنقل وغيرها. لكن الهدف الأساسي كان توثيق جرائم النظام والأخطاء التي ترتكب من الجميع. والهدف من هذا توثيق تجربة للأجيال المقبلة". يتابع: "في عام 2014، كنت أصور في مكان قريب من خط الجبهة، وسقطت قربي قذيفة مدفعية فأصبت وبترت يدي اليسرى. بعد نحو شهر على الإصابة، لم أتوقف بل عدت لمزاولة عملي بأفكار جديدة، وقررت الابتعاد عن خطوط المعارك والتركيز على البرامج الوثائقية. لكن تنظيم داعش هاجم دير الزور وأنهى كل ما كنا نخطط له، فعدنا لتصوير انتهاكات التنظيم. في معظم الأحيان، كنت في قلب الحدث، كوني من مدينة العشارة، وقد فجر التنظيم عدداً من العبوات فيها. لكن بعدما سيطر على دير الزور، وصلنا إلى حافة الخطر وكان علي مغادرة المنطقة في أسرع وقت. لكن كان قطع حواجز التنظيم صعباً. قطعت مدينة منبج ووصلت للحدود التركية ثم دخلت إلى تركيا".



ويوضح الكويش أن "الحياة صعبة جداً لشخص فقد طرفاً. قبل الثورة، كنت أتولى صيانة أجهزة الكمبيوتر والتصميم، ثم عملت مصوراً. أحمل الكاميرا بيدي اليمنى وما تبقى من اليسرى، والكاميرا ثقيلة وظهري يؤلمني. قررت البحث عن حلول وابتكار شيء جديد. كنت أقيم مع أصدقاء وكان صعباً علي تناول الطعام. ابتكرت شيئاً يساعدني، واستخدمت الكثير من الأدوات المتوفرة بطريقة مختلفة، إلى أن وصل بي الأمر إلى تعديل كيبورد أستطيع العمل عليه بقدمي، وأحاول الحصول على براءة اختراع. مع بعض التعديلات، يستطيع مستخدمو هذا الكيبورد ممن فقدوا طرفاً العمل عليه. هذه النقلة النوعية في حياتي ساعدتني على النجاح بشكل كبير".

يتابع الكويش: "كوني مدرباً في مجال التصميم، قررت مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة. بدأت أبحث عن أشخاص وضعهم يشبه وضعي وأجتمع معهم في مدينة غازي عنتاب التركية، من بينهم شخص فقد رجله. شجعته على العمل في مجال صيانة الكمبيوتر. حالياً، أعمل ساعات طويلة في مجال التصميم الغرافيكي والمونتاج، وأنصح الشباب بالمثابرة".
المساهمون