تشتهر قرية الحرانية الواقعة في محافظة الجيزة المصرية بصناعة السجاد اليدوي منذ ستينيات القرن الماضي، ما أكسب منتجاتها شهرة عالمية. ويستغرق إنجاز القطعة الواحدة ما بين ثلاثة وستة أشهر بحسب حجمها، لتمثل عملاً فنياً بحد ذاته لا يتكرر، ويحكي قصة مصرية أصيلة يبحث عنها كل زائر للقرية.
ويعود الفضل في نشأة هذه الحرفة في الحرانية إلى المعماري الراحل رمسيس ويصا واصف، الذي كان محباً للفنون، وأسس مركزاً للحرف اليدوية بهدف تعليم أهل القرية كيفية نسج السجاد اليدوي، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وتلوين الصوف الأبيض بصبغات نباتية تزرع في المكان نفسه، حتى تخرج في شكل لوحات فنية تُباع للسياح الوافدين إلى مصر.
ويدير العاملون من أبناء الجيل الثاني مركز ويصا واصف للفنون اليدوية في الوقت الراهن، لإنتاج السجاد اليدوي الخالي من أي مواد كيميائية، ما يعد سبباً رئيسياً في ارتفاع سعره. يُذكر أنّ حلم المعماري الراحل كان جعل أهالي القرية البسطاء فنانين، إيماناً منه بأنّه لدى الأطفال والفلاحين موهبة لا تحتاج سوى إلى الإيمان بها، ومدهم بالأدوات اللازمة، فبات مركزه الأهم على مستوى المنسوجات في مصر والوطن العربي، وصار لأعماله حضور في أكبر متاحف العالم والمعارض الخارجية خصوصاً في دول أوروبا.