استولى مستوطنون إسرائيليون، اليوم السبت، على محل تجاري في البلدة القديمة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، تمتلكه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
وأوضح مدير عام وزارة الأوقاف في الخليل، جمال أبو عرام لـ"العربي الجديد"، أن المستوطنين استولوا اليوم على المحل المغلق بعد أن خلعوا أبوابه ثم بنوها بالطوب، وفتحوا أبواباً أخرى من جهة مستوطنة "أبرهام أفينو" المقامة على أراضي الخليل.
ولفت أبو عرام إلى أن المحل مغلق كبقية المحال التجارية في المنطقة بأمر عسكري ولا يستطيع أحد الوصول إليها، مشددا على أن "ما جرى اعتداء سافر على ممتلكات الأوقاف والمواطنين، أمام مرأى قوات الاحتلال".
وقال أبو عرام: "نحن لا نعرف أية تفاصيل عمّا جرى وسبب الاستيلاء، وإننا بصدد رفع قضية ضد المستوطنين أمام المحاكم الإسرائيلية بالتعاون مع الجهات الفلسطينية المختصة، كما تواصلنا مع كافة الجهات ذات العلاقة منذ صباح اليوم، لمتابعة القضية".
ويقع المحل التجاري الذي استولى عليه المستوطنون ضمن عشرات المحلات المغلقة منذ 17 عاماً في المنطقة التابعة لوزارة الأوقاف الفلسطينية، وهي بجانب سوق الخضر القديم في البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، حيث أغلقت قوات الاحتلال نحو 40 محلا تجارياً تابعاً للأوقاف، إضافة إلى بناية أخرى وأربعة مساجد.
وفي السياق، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية في بيان لها "أن ما تتعرض له البلدة القديمة في الخليل من هجمة استيطانية تهويدية شرسة يستدعي تدخلا دوليا عاجلا لوقف عمليات التهويد والتطهير العرقي الحاصلة فيها".
وطالبت الوزارة الفلسطينية المنظمات الحقوقية والإنسانية المختلفة بسرعة توثيق اعتداءات المستوطنين بصفتها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تمهيدا لرفعها إلى المحاكم الدولية المختصة وفي مقدمتها الجنائية الدولية لتحمل مسؤولياتها لمحاسبة قادة الاحتلال ومستوطنيه.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إنها "تنظر بخطورة بالغة على الاعتداءات الاستيطانيه التي ترتكبها مليشيات المستوطنين على البلدة القديمة في الخليل ومنازلها ومحلاتها التجارية وأسواقها وساحاتها ومقدساتها خاصة استيلاء المستوطنين على محل تجاري في قلب البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، بعد أن أقدموا قبل أيام على بناء بؤرة إستيطانية جديدة فيها وسيطروا على محطة الوقود الخاصة بها".
وأضافت الوزارة: "يستغل المستوطنون ومنظماتهم حماية جيش الاحتلال وأوامره العسكرية التي أصدرها قبل 17 عاما وأغلق بموجبها سوق الخضر المركزي القديم، تمهيدا لتحويل قلب البلدة القديمة لصالح الاستيطان والمستوطنين، بوهم أن حق الفلسطينيين في تلك المنطقة ومحلاتها التجارية وعموم البلدة القديمة يمكن أن يسقط مع مرور الزمن".
ودانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بأشد العبارات عمليات التهويد المتواصلة للبلدة القديمة في الخليل، معتبرة إياها إمعانا في التغول الإسرائيلي على البلدة القديمة من الخليل، وعلى الاتفاقيات الموقعة والشرعية الدولية وقراراتها.
وقالت خارجية فلسطين: "هذا التغول بدأ يتصاعد منذ أن أقدمت قوات الاحتلال على طرد المراقبين الدوليين من المنطقة، حتى يتسنى لها ولقطعان المستوطنين الاستفراد بالبلدة القديمة وتهويدها بالكامل".
في سياق منفصل، ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال اعتدت اليوم السبت، بالضرب على المواطن الفلسطيني عبد الحميد أبو جارور ونجله صهيب، واستولت على مبالغ مالية بعد تفتيش منزلهما في بلدة بني نعيم شرق الخليل.
كذلك ذكرت مصادر صحافية أن قوات الاحتلال أخطرت اليوم السبت، بوقف البناء في منزل قيد الإنشاء بقرية ارطاس جنوب بيت لحم جنوب الضفة، في حين استولت قوات الاحتلال على مضخة للباطون من المنطقة أثناء صب الباطون.