اتسع برنامج "البيرق" التعليمي وغير التقليدي، الذي أطلقته جامعة قطر عام 2010 والذي يشرك طلبة المرحلة الثانوية في أنشطة وتدريبات علمية وعملية جنباً إلى جنب مع علماء وباحثين، ليضم الطلاب من المرحلتين الإعدادية والابتدائية في مسارات جديدة، بهدف سدّ الفجوة بين التعليم المدرسي والجامعي.
ويهدف برنامج "البيرق" إلى ترسيخ فهم الطلاب وتقديرهم لأهمية البحث العلمي، ومنحهم فرصاً جديدة لبدء مسيرتهم العلمية. ويقضون ثلاثة أشهر في البرنامج، ويعملون خلالها في مجموعات صغيرة على مشاريع بحثية، بتوجيهات من مشرفين أكاديميين من جامعة قطر.
وتتضمن الموضوعات التي يتناولها البرنامج العلوم في الرياضة، وتقنية الجزيئات المتناهية الصغر أو ما يعرف بالنانو تكنولوجي، وعلم البوليمر، والموادّ المركبة، وغيرها من الموضوعات ذات الجوانب التطبيقية.
ويشدد البرنامج على البحوث المتعددة التخصصات، التي تغطي موضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وبعد الانتهاء من بحوثهم، يعرض الطلاب النتائج التي توصلوا إليها أمام جمهور، يتضمن ممثلين عن أوساط الصناعة والجهات الحكومية.
وتتمثل الأهداف العامة للبرنامج، في دعم التزام دولة قطر بالتحوّل إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وإثراء رأس المال البشري، وتحسين القدرة التنافسية من خلال الابتكار وريادة الأعمال والبحوث التطبيقية.
كما يسعى "البيرق" إلى تنمية مهارات الطلبة في العلوم التطبيقية، ونشر ثقافة وأخلاقيات البحث العلمي والاكتشاف والعمل الجماعي والتعاون والتفكير النقدي، ورفع مستوى الالتحاق بالتخصصات العلمية في الجامعة وفقاً لرئيسة البرنامج نورة جبر آل ثاني.
— AL-Bairaq (@albairaqqatar) ٢٣ مايو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأوضحت رئيسة البرنامج نورة آل ثاني في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن "البيرق" يضع على عاتقه رفع القدرات والمهارات البحثية لدى طلبة المدارس في المراحل المختلفة، إلى مستوى يضاهي مهارات الطلبة الجامعيين، ما يقلل الفجوة بين المدرسة والجامعة، ويجعل الطلبة مؤهلين للدراسة في الجامعة بمهارات عالية ودون مواجهة أي صعوبات. وأشارت إلى أن الطلبات المتكررة والملحّة للمدارس، دفعت إلى ضمّ مدارس المرحلة الإعدادية والابتدائية إلى البرنامج، وتقديم مسارات جديدة إلى طلاب هذه الفئة العمرية.
وتؤكد الأرقام حجم الإنجازات، التي تحققت خلال أقل من عشر سنوات من عمر "البيرق"، إذ بلغ إجمالي عدد المشاركين في البرنامج منذ التأسيس وحتى هذا العام 6159 طالباً وطالبة، قدموا 736 فكرة مشروع علمي مبتكر، في حين وصل عدد المدارس المشاركة إلى 276 مدرسة وخاصة من المراحل الدراسية المختلفة.
— AL-Bairaq (@albairaqqatar) ٢٠ مايو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقدم "البيرق" على مدار تسع سنوات، العديد من المسارات التي تهدف وتسمح باستقطاب طلاب المدارس من جميع المراحل الدراسية؛ مثل مسار "أنا باحث"، ومسار "أنا أكتشف علوم المواد"، ومسار "العلوم في الرياضة"، ومسار "حل المشكلات".
وأوضحت نورة آل ثاني، أن مسار "أنا باحث" المخصص للقطريين من الصف الثاني عشر، يهدف إلى دمج الطلبة في تجارب علمية فريدة من نوعها، ومنحهم الفرصة للعمل مع أساتذة جامعيين على أبحاث من شتى المجالات العلمية المختلفة، ومنها الكيمياء وعلوم الموادّ والهندسة والبرمجة. وأثمر هذا المسار تخريج عدد كبير من الشباب المؤهلين في البحث العلمي.
وللرياضة حضورها في برنامج "البيرق"، من خلال مسار "العلوم في الرياضة" المخصص للمرحلة الثانوية من الصفين العاشر والحادي عشر، ويتعلم الطلاب الموادّ المستخدمة في أدوات الرياضة، والربط بين الرياضة والعلوم، وهو أحد المسارات التي تنتهي بتحدي تصميم أدوات رياضية معينة باستخدام موادّ مبتكرة وجديدة لتحقيق أفضل منتج وبأعلى المعايير.
— AL-Bairaq (@albairaqqatar) ١٢ مايو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وخصص البرنامج مساراً لطلبة الصف الرابع من المرحلة الابتدائية، أطلق عليه مسار "حل المشكلات"؛ يوضع الطلبة فيه أمام مشكلة تشابه الواقع، ويعطون الحرية لاختيار وتطبيق حلول لهذه المشكلات تحت إشراف فريق "البيرق".
ويخلق البرنامج من خلال هذه المسارات بيئة إبداعية، تشجع الطالب على الابتكار والتفكير خارج الصندوق، ويساهم في إعداد الطلاب القطريين لكي يصبحوا مبتكرين، ويشجع النشء على الإبداع والابتكار وتنمية القدرات، بحسب نورة آل ثاني. كما غيّر مفهوم طلبة المرحلة الدراسية الثانوية عن التخصصات العلمية، طبقاً لنتائج تقييم وقياس أثر البرنامج على توجهات طلاب المدارس الثانوية، إزاء الالتحاق بالتخصصات العلمية في المرحلة الجامعية.
— AL-Bairaq (@albairaqqatar) ٩ مايو ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأشارت رئيسة البرنامج، إلى أن نتائج التقييم تؤكد قدرة البرنامج على تحقيق أهدافه، المتمثلة في تشجيع الطلاب على التفكير في الالتحاق بالتخصصات العلمية، إذ ارتفعت نسبة هؤلاء الطلبة إلى أكثر من 60 بالمائة.
كما نجح البرنامج في تثبيت قدميه في المحافل العلمية الدولية لينال جوائز عديدة، منها جائزة "وايز" للابتكار في التعليم، وهو البرنامج القطري الوحيد الحاصل على تلك الجائزة.
ونجح الطلاب المشاركون في "البيرق" في حصد 16 جائزة محلية ودولية، منها جائزتان من الجوائز الخاصة في مؤتمر الانتل INTEL ISEF في الولايات المتحدة الأميركية في العامين 2017 و2018 على التوالي، كما حصلوا على المركز الثاني والميدالية الفضية في معرض آيتكس ITEX في ماليزيا عام 2018.
ويسعى برنامج "البيرق" حالياً إلى تسجيل براءة اختراع لأفكار الطلاب ومشاريعهم، عن طريق الجهات المختصة لتسجيل حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع في جامعة قطر.