طفلان شقيقان يؤمان المصلين في صلاة التراويح جنوب تونس

15 مايو 2019
أصغر طفلين يؤمان المصلين في تونس (العربي الجديد)
+ الخط -
جلب الطفلان التونسيان أمير ومحمد الحمروني البالغان من العمر 14 و15 سنة اهتمام الرأي العام في تونس، وذلك بإمامتهما صلاة التراويح في مسجد عثمان بن عفان ببن قردان جنوب تونس، وهما أصغر طفلين يؤمان المصلين في تونس.

وقال والدهما، نور الدين الحمروني، لـ"العربي الجديد" إنه لاحظ موهبة طفليه في الحفظ منذ سن 7 سنوات، وأنهما متميزان في حفظ القرآن، مبينا أنه رفض في 2016 أن يؤما المصلين لأنهما لم يكونا جاهزين للإمامة رغم حفظهما للقرآن إلا أن التجويد كان ناقصا ولذلك فضل التريث إلى حين إتمامهما الحفظ والتمكن من قواعد التجويد.

ولفت الحمروني إلى أنّ طفليه متميزان في نطق الحروف ويأمل أن يواصلا تعليمهما في إحدى البلدان العربية للحصول على شهادة في الدراسات الإسلامية، مؤكدا أنّ ردود الفعل كانت إيجابية من المصلين، وهو ما ساهم في تشجيعهما.

وأكد المدير الجهوي للشؤون الدينية بمدنين، أيمن بن عمر، في تصريح لـ"العربي الجديد" أنّ الطفلين أمير ومحمد من مواليد 2004 و2005 وهما من محافظة القيروان وقدّما مطلبا لإمامة المصلين في صلاة التراويح في شهر رمضان وتمت الاستجابة لهذا الطلب، مؤكدا أنه لأول مرة في تونس يؤم شقيقان المصلين وهما في سن صغيرة نسبيا.

وأضاف بن عمر، أنّ طفلا عمره 16 سنة قام السنة الماضية بإمامة المصلين في بن قردان، ولكن لأول مرة يتم اختيار شقيقين، مشيرا إلى أنّهما موهوبان في حفظ القرآن ولديهما قدرة وفصاحة في الإلقاء خاصة أنه ليس من السهل إمامة صلاة التراويح.

وبين المتحدث أن هذه البادرة تقوم على تأطير وتكوين الأطفال والشباب الموهوبين في المسائل الدينية، منذ 2016 وذلك في إطار برنامج عام يقوم على مقاومة الإرهاب والفكر المتطرف، مبينا أنّ الإحاطة ودمج هؤلاء الأطفال في سن مبكرة هدفه حمايتهم ولكي لا تستغلهم الجماعات المتطرفة وتدخلهم في متاهات الإرهاب، مشيرا إلى أن المتابعة لا تقتصر على شهر رمضان بل تستمر حتى بعد الشهر الفضيل، وذلك بالتنسيق مع الوعاظ المحليين وعائلات هؤلاء الأطفال ليبقوا دائما ضمن الإطار الصحيح والسليم.

وأفاد بأن المصلين تقبلوا إمامة الطفلين وكانت ردود فعلهم إيجابية جدا في ظل تعطش الناس لمواهب مماثلة ولأفكار سليمة.


وقال الواعظ الديني المحلي المشرف على الطفلين، رياض العباسي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه التقاهما منذ 2016 ولكن نظرا لصغر سنهما حينها 11و10 سنوات تقريبا لم يكن ممكنا السماح لهما بإمامة المصلين خاصة أن والدهما لم يتحمس حينها للفكرة، مبينا أنه تمت معاودة الاتصال بهما مجددا وتمت الاستجابة لطلب إمامتهما للمصلين وإحالة الطلب للإدارة الجهوية للشؤون الدينية بمدنين التي وافقت على أن يؤم الطفلان المصلين في صلاة التراويح بالمناوبة، أي كل ليلة يؤم طفل منهما المصلين.

وأوضح المتحدث أنّ الطفلين من حفظة القرآن وقد تلقيا إحاطة واسعة من قبل والدهما الذي صقل موهبتهما وهما يتميزان بفصاحة وقدرة كبيرة على حفظ القرآن، مشيرا إلى أن أمير ومحمد خضعا لتكوين في المسائل الدينية في جربة وتطاوين لقربهما من منطقتهم.