تونس: قباب مساجد قرية السعيدة ذهبية كـ"قبة الصخرة"

12 مايو 2019
مبادرة دعم للقضية الفلسطينية (فيسبوك)
+ الخط -
بادرت مجموعة من شباب منطقة السعيدة من محافظة سيدي بوزيد التونسية، بطلاء قباب المساجد باللون الذهبي، كي تصبح شبيهة بمسجد قبة الصخرة في القدس المحتلة. ولاقت هذه المبادرة استحساناً واسعاً ودعماً من السلطة المحلية، التي ساهمت بتوفير الدهان في حين تطوع شباب الحي لتنفيذ أعمال الطلاء.

وانطلقت الفكرة ببادرة من الشاب نجم الدين الخليفي، مستشار بلدي في معتمدية السعيدة، ودعا شباب المنطقة للتضامن مع القضية الفلسطينية، والاحتفال بشهر رمضان بطريقة مختلفة، تتمثل في توحيد ألوان قباب المساجد مع لون قبة الصخرة الذهبي.

وقال الخليفي في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن "المبادرة انطلقت منذ أول أيام الشهر الكريم، وجمعت حولها شباباً على اختلاف مشاربهم الفكرية، متدينين وغير ملتزمين دينياً أيضاً، فالرسالة لم تكن دينية محضة وإنما أوسع من ذلك، بل هي امتداد وترابط بين المسجد الأقصى والأراضي الفلسطينية المحتلة وأعماق تونس وأريافها وكل شبر فيها".

وأضاف: "تزامن انطلاق الأشغال في طلاء قباب المساجد مع قصف سلطات الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية، حيث تخيم رائحة الرصاص على الأحياء والأزقّة بدل أن تفوح فيها روائح المأكولات والأهازيج"، مشيراً إلى أن قرية السعيدة الصغيرة التي قد يجهل الفلسطينيون وجودها أصلاً، أرادت أن تعبّر عن تضامنها المطلق معهم، وأن تذكر العابرين والمارّين فيها بأن القضية الفلسطينية حية لا تموت ولا تنسى.


واعتبر الخليفي أن "المبادرة وإن كانت موغلة في الرمزية ولا انعكاس مباشراً لها على القضية الفلسطينية، فإن بناء الوعي وإثارة الأسئلة والفضول لدى الناشئة يعدّ من أهم أهدافها".

وتابع: "مع تسطيح الوعي الحاصل في البلاد، وفي ظل انغماس التونسيين في مشاكل العيش اليومي تقلص هامش الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وتراجعت مكانتها لدى التونسيين". واستبشر الخليفي بهبة شباب المنطقة بمجرد دعوتهم، وما يعنيه ذلك من اتقاد شعلة الحماسة لديهم كلما تعلق الأمر بفلسطين والقدس الشريفة.

ودعمت بلدية المنطقة المبادرة، ووفرت جزءاً من الطلاء. وتكفل المتطوعون بتأمين التكلفة المادية بالإضافة إلى جانب أشغال الدهان.

وأثارت المبادرة استحسان الأهالي بالمنطقة، وعبّر كثيرون من خلال شبكات التواصل الاجتماعي عن تثمينهم لمبادرة شباب الجهة، وسعيهم إلى ترسيخ القضية في وعي التونسيين.
دلالات