قتل شرطي عراقي ابنه الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره بعد تعذيبه بأسلوب بوليسي، ثم وضع جثته بحاوية نفايات محاولاً إخفاءها، بينما أشار مقربون من العائلة إلى مشكلات نفسية يعاني منها الجاني.
ووقعت جريمة القتل ليل أمس الثلاثاء، في منطقة الزعفرانية جنوب شرقي العاصمة بغداد، وعثرت قوة أمنية على جثة الطفل بعد معلومات تلقتها من متعاونين، وأكد مصدر أمني هاتفياً لـ"العربي الجديد" أنّ "بلاغاً من قريب للجاني عن جريمة القتل ومحاولة إخفاء الجثة كان وراء كشف الجريمة".
وأكد المصدر الأمني أنّ "قوة أمنية وصلت إلى موقع الحادث، وقامت بتطويقه، ووجدت الجثة داخل حاوية النفايات، ثم تمكنت من اعتقال الأب القاتل الذي كان يحاول إخفاء آثار الجريمة، وبعد نقل جثة الطفل إلى الطب العدلي تبين أنّه تعرض لأساليب تعذيب بشعة قبل قتله".
وأوضح أنّ الطفل القتيل تلميذ في المرحلة الابتدائية، وأسباب الجريمة لم تعرف بعد، والتحقيق مستمر مع القاتل الذي اعترف بارتكاب التعذيب والقتل، لافتاً إلى أنّ "التعذيب الذي مارسه الأب بحق ابنه لا يختلف عن أساليب التعذيب البوليسية المعروفة، إذ ربطه في مروحة سقف المنزل، وضربه بعصا على قدميه، فضلاً عن أساليب أخرى تستخدم في التحقيق مع المجرمين".
وأكد أحد أقرباء الشرطي لـ"العربي الجديد" أنّ القاتل يعاني من مشاكل نفسية انعكست على حياته بشكل عام، وكان يعيش في عزلة كاملة، ويبدو أنه أصيب بمرض نفسي من جرّاء عمله بسلك الشرطة، والذي كان يبدي تذمره من استمرار العمل فيه. "حالته تفاقمت في الفترة الأخيرة، وانعكست على تعامله مع عائلته التي كانت تشكو من عنفه، ولجوئه إلى ضرب أطفاله دون رحمة".
وأوضح السهلاني: "نحتاج إلى إجراءات ومؤتمرات وندوات لنشر ثقافة السلم المجتمعي، والابتعاد عن كل ما يثير روح العدوانية في المجتمع، خصوصاً العنف المسلط على الأطفال"، مشيراً إلى أنّ "هذه الجريمة مؤشر خطير، فالأب رجل شرطة مطلع على أساليب التعذيب، وانعكس ذلك على عائلته".