احتفلت الطوائف المسيحية الشرقية، اليوم السبت، بانبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة بالبلدة القديمة في القدس، أعقب ذلك انطلاق النور إلى مدن في الضفة الغربية وحتى خارج فلسطين، وهو تقليد ضمن الاحتفالات السنوية بـ"سبت النور".
وسبق الاحتفالات في القدس تحويل قوات الاحتلال البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية كبرى، وحال انتشار المئات من جنود وعناصر شرطة الاحتلال دون تمكن الآلاف من الحجاج المسيحيين الفلسطينيين ومن أقطار عربية وأوروبية من الوصول بحرية إلى ساحة كنيسة القيامة التي شطرتها الحواجز العسكرية الحديدية ولم تترك إلا مساراً واحداً للدخول إلى الكنيسة. في حين انتظر رجال الدين بأعداد كبيرة في طوابير عند الحواجز. وكان لافتاً أعداد الحجاج الأقباط المصريين الذين أمضوا الأيام الثلاثة الماضية في المدينة المقدسة، وقدرت أعدادهم بالمئات.
ومنذ التاسعة من صباح اليوم، أقام الآلاف من الحجاج المسيحيين احتفالاتهم في أقرب منطقة وصلوا إليها عند كنيسة القيامة، ليشرعوا بالمشاركة في الطقوس المعتادة التي تسبق انبثاق النور، والتي استهلت بترؤس بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن مسيرة كبيرة شارك فيها رجال الدين من كل أنحاء العالم مرددين الترانيم والأناشيد، وطافوا خلالها ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس.
بعد ذلك، قرأ بطريرك الروم الأرثوذكس الصلاة، ثم خلع ملابسه ودخل قبر المسيح وحده، وفحصه جيدًا، قبل أن تدخله شرطة الاحتلال للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما تم فحص القبر أيضًا. علماً بأن هذا الفحص كان يتم سابقًا على يد العثمانيين، حيث كان الجنود العثمانيون المسلمون يتولون مهمة فحص البطريرك قبل دخوله إلى القبر. ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظرًا في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة المسيح، في حين يردد الجمهور المنتظر خارج القبر (كيرياليسون) وهي كلمة يونانية تعنى يا رب ارحم.
وبعد ذلك أنزل البطريرك النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها داخل القبر، وأضاء 12 شمعة أخرى وزعها على المصلين في كنيسة القيامة، ليفيض النور بعد ذلك عند الساعة الثانية واثنتين وثلاثين دقيقة بالتوقيت المحلي، وسط ترانيم وصلوات الفرح التي صدحت بها حناجر المحتفلين، ترافقت مع حلقات رقص نظمتها مجموعات شبابية احتفاء بالمناسبة.
وتخللت هذه الاحتفالات مسيرات كشفية طافت شوارع البلدة القديمة بمشاركة مجموعات كشفية انطلقت من ساحة باب الخليل، بالقرب من بطريركية الروم الأرثوذكس، واخترقت حارات البلدة القديمة وصولاً إلى ساحة كنيسة القيامة. في حين حدث في أكثر من موقع تدافع بين الحجاج المحتفلين وشرطة وجنود الاحتلال الذين سمحوا من حين لآخر بدخول مجموعات من المحتفلين إلى منطقة الكنيسة.
وشهدت أسواق البلدة القديمة بالقدس ازدحامات شديدة واختناقات بفعل الأعداد الكبيرة من الحجاج، بالإضافة إلى إجراءات التدقيق التي تقوم بها قوات الاحتلال لبعضهم، وتحويل حركة السير إلى محاور أخرى، وحشر غالبية المحتفلين في الحي المسيحي أو ما يعرف بـ"حارة النصارى"، وفرض على المسلمين من سكان البلدة القديمة سلوك طرق فرعية، كما حولت حركة سير المصلين من باب العامود إلى باب الساهرة.
اقــرأ أيضاً
سبت النور في رام الله
وفي مدينة رام الله وسط الضفة، احتشد الآلاف، بمن فيهم المسيحيون والمسلمون على جانبي الشوارع في المدينة، فيما جابت فرق كشفية مختلفة شوارع المدينة، ووزعت الحلوى ورش الأرز على المشاركين والأطفال الذين قدموا مع عائلاتهم ابتهاجاً واحتفالاً بسبت النور.
وقال سليمان مسلم من بلدة بيرزيت شمال رام الله، والذي جاء للمشاركة بهذه الاحتفالات في مدينة رام الله، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المناسبة هي مناسبة دينية ووطنية، وتظهر حجم الترابط الاجتماعي والتواصل بين أهل البلد، فالجميع يشارك في هذه الاحتفالات، أنا آمل أن يعيش الشعب الفلسطيني باستقرار ووحدة ويتحسن اقتصاده، صحيح أن الاحتلال هو السبب الرئيس في معاناتنا، لكن لا بد أن نجتهد كي نكون موحدين".
أما بثينة سهيل من رام الله فقالت لـ"العربي الجديد" إن المناسبة تؤكد على رسالة المحبة بين أبناء الشعب الفلسطيني، في حين أكدت صديقتها اعتماد أبو لبدة أنها جاءت لحضور المناسبة "لأهنئ إخواني المسيحيين، نجن جميعا إخوة وأبناء شعب واحد".
أما جورج مسيح من رام الله، فقال لـ"العربي الجديد": إن "الاحتفال بسبت النور أصبح مناسبة وطنية، وهو يوم من الأيام المميزة لدى المسيحيين، نحن نشكر السلطة الفلسطينية أنها اعتمدت عطلة عيد الفصح يوم غد الأحد". وأوضح مسيح أن "سبت النور هو يوم عبادة، ونأمل أن يعم السلام، وهذه المناسبة يجب أن تكون للالتفاف والوحدة كي نحقق أمانينا الوطنية بإقامة دولتنا وعاصمتها القدس، ليتمكن المسلمون والمسيحيون من أداء عباداتهم بكل حرية في القدس".
وحين وصل النور المقدس من كنيسة القيامة في القدس عصر اليوم، عزفت الفرق الكشفية احتفالاً بذلك، وتبارك المشاركون بهذه الشعلة وأضاؤوا قناديلهم وشموعهم منها، ثم جابت مسيرة شوارع مدينة رام الله باتجاه كنيسة الأرثوذكس حيث تقام الصلوات إيذاناً باحتفالات عيد الفصح، فيما تقدم المسيرة الفرق الكشفية ورجال الدين وشخصيات وطنية ودينية ووزراء في الحكومة الفلسطينية.
وقال راعي كنيسة الأرثوذكس في رام الله الأب يعقوب خوري، لـ"العربي الجديد": "هذه الاحتفالات يشارك فيها الفلسطينيون، والشعب الفلسطيني يلتئم اليوم في هذا الاحتفال ليستقبل النور المقدس من كنيسة القيامة في القدس، ونأمل أن تتحرر فلسطين لنحتفل مسلمين ومسيحيين في مدينة القدس".
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، احتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويمين الغربي والشرقي في مدن بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، بسبت النور إيذاناً بالاحتفال بعيد الفصح المجيد الذي يوافق يوم غد الأحد. وانطلق المحتفلون بمسيرة صباحية تقدمتها فرق كشفية جابت شوارع مدينة بيت لحم على وقع الترانيم الدينية والهتافات، وصولاً إلى ساحة المهد، حيث الاستقبال الرسمي للنور.
وبعد أن استقبل المحتفلون النور المقدس المنبثق من كنيسة القيامة في القدس، دخل النور في موكب رسمي إلى كنيسة المهد، حيث أقيمت الصلوات، وأضاء المحتفلون الشموع والقناديل، استعداداً للبدء بإقامة القداديس الاحتفالية لعيد الفصح، فيما جرى استقبال آخر للنور المقدس في مدينتي بيت ساحور وبيت جالا.
وسبق الاحتفالات في القدس تحويل قوات الاحتلال البلدة القديمة في القدس إلى ثكنة عسكرية كبرى، وحال انتشار المئات من جنود وعناصر شرطة الاحتلال دون تمكن الآلاف من الحجاج المسيحيين الفلسطينيين ومن أقطار عربية وأوروبية من الوصول بحرية إلى ساحة كنيسة القيامة التي شطرتها الحواجز العسكرية الحديدية ولم تترك إلا مساراً واحداً للدخول إلى الكنيسة. في حين انتظر رجال الدين بأعداد كبيرة في طوابير عند الحواجز. وكان لافتاً أعداد الحجاج الأقباط المصريين الذين أمضوا الأيام الثلاثة الماضية في المدينة المقدسة، وقدرت أعدادهم بالمئات.
ومنذ التاسعة من صباح اليوم، أقام الآلاف من الحجاج المسيحيين احتفالاتهم في أقرب منطقة وصلوا إليها عند كنيسة القيامة، ليشرعوا بالمشاركة في الطقوس المعتادة التي تسبق انبثاق النور، والتي استهلت بترؤس بطريرك الروم الأرثوذكس ومعه رئيس أساقفة الأرمن مسيرة كبيرة شارك فيها رجال الدين من كل أنحاء العالم مرددين الترانيم والأناشيد، وطافوا خلالها ثلاث مرات حول كنيسة القيامة بالقدس.
بعد ذلك، قرأ بطريرك الروم الأرثوذكس الصلاة، ثم خلع ملابسه ودخل قبر المسيح وحده، وفحصه جيدًا، قبل أن تدخله شرطة الاحتلال للتأكد من أنه لا يحمل أي مادة أو وسيلة لإشعال النار كما تم فحص القبر أيضًا. علماً بأن هذا الفحص كان يتم سابقًا على يد العثمانيين، حيث كان الجنود العثمانيون المسلمون يتولون مهمة فحص البطريرك قبل دخوله إلى القبر. ويبقى رئيس أساقفة الأرمن منتظرًا في موضع ظهور الملاك لمريم المجدلية ليبشرها بقيامة المسيح، في حين يردد الجمهور المنتظر خارج القبر (كيرياليسون) وهي كلمة يونانية تعنى يا رب ارحم.
وبعد ذلك أنزل البطريرك النار المقدسة على 33 شمعة بيضاء مرتبطة ببعضها داخل القبر، وأضاء 12 شمعة أخرى وزعها على المصلين في كنيسة القيامة، ليفيض النور بعد ذلك عند الساعة الثانية واثنتين وثلاثين دقيقة بالتوقيت المحلي، وسط ترانيم وصلوات الفرح التي صدحت بها حناجر المحتفلين، ترافقت مع حلقات رقص نظمتها مجموعات شبابية احتفاء بالمناسبة.
وتخللت هذه الاحتفالات مسيرات كشفية طافت شوارع البلدة القديمة بمشاركة مجموعات كشفية انطلقت من ساحة باب الخليل، بالقرب من بطريركية الروم الأرثوذكس، واخترقت حارات البلدة القديمة وصولاً إلى ساحة كنيسة القيامة. في حين حدث في أكثر من موقع تدافع بين الحجاج المحتفلين وشرطة وجنود الاحتلال الذين سمحوا من حين لآخر بدخول مجموعات من المحتفلين إلى منطقة الكنيسة.
وشهدت أسواق البلدة القديمة بالقدس ازدحامات شديدة واختناقات بفعل الأعداد الكبيرة من الحجاج، بالإضافة إلى إجراءات التدقيق التي تقوم بها قوات الاحتلال لبعضهم، وتحويل حركة السير إلى محاور أخرى، وحشر غالبية المحتفلين في الحي المسيحي أو ما يعرف بـ"حارة النصارى"، وفرض على المسلمين من سكان البلدة القديمة سلوك طرق فرعية، كما حولت حركة سير المصلين من باب العامود إلى باب الساهرة.
سبت النور في رام الله
وفي مدينة رام الله وسط الضفة، احتشد الآلاف، بمن فيهم المسيحيون والمسلمون على جانبي الشوارع في المدينة، فيما جابت فرق كشفية مختلفة شوارع المدينة، ووزعت الحلوى ورش الأرز على المشاركين والأطفال الذين قدموا مع عائلاتهم ابتهاجاً واحتفالاً بسبت النور.
وقال سليمان مسلم من بلدة بيرزيت شمال رام الله، والذي جاء للمشاركة بهذه الاحتفالات في مدينة رام الله، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه المناسبة هي مناسبة دينية ووطنية، وتظهر حجم الترابط الاجتماعي والتواصل بين أهل البلد، فالجميع يشارك في هذه الاحتفالات، أنا آمل أن يعيش الشعب الفلسطيني باستقرار ووحدة ويتحسن اقتصاده، صحيح أن الاحتلال هو السبب الرئيس في معاناتنا، لكن لا بد أن نجتهد كي نكون موحدين".
أما بثينة سهيل من رام الله فقالت لـ"العربي الجديد" إن المناسبة تؤكد على رسالة المحبة بين أبناء الشعب الفلسطيني، في حين أكدت صديقتها اعتماد أبو لبدة أنها جاءت لحضور المناسبة "لأهنئ إخواني المسيحيين، نجن جميعا إخوة وأبناء شعب واحد".
أما جورج مسيح من رام الله، فقال لـ"العربي الجديد": إن "الاحتفال بسبت النور أصبح مناسبة وطنية، وهو يوم من الأيام المميزة لدى المسيحيين، نحن نشكر السلطة الفلسطينية أنها اعتمدت عطلة عيد الفصح يوم غد الأحد". وأوضح مسيح أن "سبت النور هو يوم عبادة، ونأمل أن يعم السلام، وهذه المناسبة يجب أن تكون للالتفاف والوحدة كي نحقق أمانينا الوطنية بإقامة دولتنا وعاصمتها القدس، ليتمكن المسلمون والمسيحيون من أداء عباداتهم بكل حرية في القدس".
وحين وصل النور المقدس من كنيسة القيامة في القدس عصر اليوم، عزفت الفرق الكشفية احتفالاً بذلك، وتبارك المشاركون بهذه الشعلة وأضاؤوا قناديلهم وشموعهم منها، ثم جابت مسيرة شوارع مدينة رام الله باتجاه كنيسة الأرثوذكس حيث تقام الصلوات إيذاناً باحتفالات عيد الفصح، فيما تقدم المسيرة الفرق الكشفية ورجال الدين وشخصيات وطنية ودينية ووزراء في الحكومة الفلسطينية.
وقال راعي كنيسة الأرثوذكس في رام الله الأب يعقوب خوري، لـ"العربي الجديد": "هذه الاحتفالات يشارك فيها الفلسطينيون، والشعب الفلسطيني يلتئم اليوم في هذا الاحتفال ليستقبل النور المقدس من كنيسة القيامة في القدس، ونأمل أن تتحرر فلسطين لنحتفل مسلمين ومسيحيين في مدينة القدس".
وإلى الجنوب من الضفة الغربية، احتفلت الطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويمين الغربي والشرقي في مدن بيت لحم، وبيت ساحور، وبيت جالا، بسبت النور إيذاناً بالاحتفال بعيد الفصح المجيد الذي يوافق يوم غد الأحد. وانطلق المحتفلون بمسيرة صباحية تقدمتها فرق كشفية جابت شوارع مدينة بيت لحم على وقع الترانيم الدينية والهتافات، وصولاً إلى ساحة المهد، حيث الاستقبال الرسمي للنور.
وبعد أن استقبل المحتفلون النور المقدس المنبثق من كنيسة القيامة في القدس، دخل النور في موكب رسمي إلى كنيسة المهد، حيث أقيمت الصلوات، وأضاء المحتفلون الشموع والقناديل، استعداداً للبدء بإقامة القداديس الاحتفالية لعيد الفصح، فيما جرى استقبال آخر للنور المقدس في مدينتي بيت ساحور وبيت جالا.