اليوم، شهر جديد ينطلق. إنّه الأوّل من إبريل/ نيسان. هو تاريخ غير مُدرَج في روزنامة الأيام العالميّة للأعياد والمناسبات الكبرى، غير أنّ كثيرين حول العالم ينتظرونه بفارغ الصبر.
مذ كنّا صغاراً، اعتدنا التهيّؤ لهذا اليوم. إنّه اليوم الوحيد الذي يُتاح لنا الكذب فيه، بالتالي فإنّ استغلاله أمر موجب. وكذبة الأوّل من إبريل/ نيسان التي تأتي أشبه بخدعة، كان الواحد منّا يمضي أيّاماً وهو يُعِدّ لها. لا بدّ من أن تكون مُحكمة بهذه المناسبة التي قد تصحّ تسميتها يوم الكذب/ الخداع العالمي. تجدر الإشارة إلى أنّ ذلك لا يعني أنّنا كنّا ننقطع عن الكذب، لا سيّما "الأبيض" منه، في أيّام السنة الباقية.
والأوّل من إبريل/ نيسان، هذه المناسبة التقليدية التي تعتمدها شعوب كثيرة، أوروبيّة وأميركيّة وآسيويّة وعربيّة، لا ينجح المؤرّخون في تحديد أصل لها. بعضهم يعيدونها إلى القرن السادس عشر، بينما الأكثرية يرجّحون تاريخ انتشارها في القرن التاسع عشر.
في سياق متصل، كانت الصين قد حذّرت مواطنيها قبل ثلاثة أعوام، من هذا "التقليد الغربي" الذي لا يمتّ بأيّ صلة إلى "قيم البلاد"، ودعتهم إلى "عدم تصديق الشائعات أو إطلاقها أو نشرها". ربّما يستحقّ الأمر التوقّف عنده، بعيداً عن نوايا السلطات الصينية. فالعالم كلّه يعيش على وقع شائعات راحت تكثر لتخلق بلبلة على الصعد كافة.
(العربي الجديد)