بعض الضحايا هاجروا منذ سنوات طويلة إلى نيوزيلندا للتخطيط لحياة أفضل، منهم من وصلها حديثا من سورية وغيرها، بسبب العنف الدائر في بلدانهم وطلباً للجوء. من الضحايا أيضاً من كان في زيارة قصيرة للأبناء أو الأقارب ووجد نفسه بمواجهة قاتل خطف حياته وأرداه قتيلاً.
قوائم الأسماء التي نشرتها وزارات الخارجية والهجرة لمواطنيها الذين قتلوا في الهجوم، وتلك التي أصدرتها الشرطة النيوزيلندية تباعاً عبر مواقعها الرسمية، وكذلك الصور التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي من أسر وأصدقاء الضحايا، كل منها لها حكاية إنسان توقفت حياته بسبب عمل عنصري يحمل أعلى درجات الكراهية والحقد تجاه المهاجرين واللاجئين وكل من هو مختلف عن "العرق الأبيض".
قصص كثيرة لا يمكن حصرها لكنها مؤثرة وحزينة، منها ما يحكي عن بطولة فيما أخرى تتحدث عن نجاح، وقصص الضحايا الشباب والأطفال تذكر بأن المستقبل لا يمكن بناؤه إلا بكسر التطرف والعدوانية. نتناول بعضاً منها، لكن يبقى الكثير غيرها.
الطبيب الفلسطيني أمجد حميد (57 عامًا)، من ضحايا المذبحة، كان من اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وانتقل وزوجته حنان إلى نيوزيلندا قبل 23 عاماً بحثًا عن مستقبل أفضل. وعاشا في كرايس تشيرش طوال تلك السنوات، ولهما ولدان يبلغان من العمر محمد (20 عاماً) وحسام (22 عامًا).
الطبيب أمجد حميد متخصص في أمراض القلب التنفسية ويعمل في مجلس مقاطعة كانتربيري الصحي، كما عمل في مستشفى هاويرا في جنوب تاراناكي.
وعنه قالت الرئيسة التنفيذية لمجلس صحة مقاطعة تاراناكي، روزماري كليمنتس، في بيان: "إننا نشعر بحزن شديد ونعبر عن تقديرنا للدكتور أمجد حميد، المسؤول الطبي الأول ومستشار المستشفى الريفي في مستشفى هاويرا في تاراناكي".
كان محبوبًا جدًا، بحسب زملائه، لطيفًا ولديه روح الدعابة. لقد كان طبيبًا يعمل بجد، ملتزمًا التزامًا عميقًا برعاية مرضاه، وهو عضو في فريق ويقدم الدعم لجميع الموظفين.
وقالت زوجته لصحيفة "نيوزيلند هيرالد": "إنه لأمر فظيع، كنا نأمل في إيجاد مستقبل أفضل لنا ولأولادنا وكنا نخطط لهما". ووصفته بأنه "رجل لطيف جدا". وقال ابنه حسام حميد: "من المفترض أن تكون دولة آمنة. نيوزيلندا تتغير".
وكان يدير نوبات عمل، إذ يعمل ثلاثة أسابيع في تاراناكي تليها ثلاثة أسابيع في منزله في كرايس تشيرش.
— نوال الهوساوي (@NawalAlhawsawi) ١٧ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الفلسطيني عطا عليان (33 عاماً)، من مواليد الكويت، قتل خلال المذبحة مخلفاً وراءه زوجته فرح وطفلته آية البالغة من العمر عامين.
كان عطا عليان حارس مرمى في فريق كرة الصالات النيوزيلندية (أحد أشكال كرة القدم الخماسية)، ولعب مع الفريق 19 مباراة منذ انتسابه إليه.
هو شخص رياضي لكنه في حياته العملية شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة LWA Solutions للاستشارات التكنولوجية، والتي أسسها في عام 2010.
وقال مدير تطوير كرة الصالات في فريق NZF، جوش مارجيتس: "هناك هوة كبيرة في قلوبنا، كان عطا رجلًا رائعًا ومحبوبًا من قبل الجميع في فريق كرة الصالات البيض ومجتمع كرة الصالات. لا توجد كلمات تلخص ما نشعر به جميعًا. سنفتقده بشدة".
— Kyle Wisnewski (@wiswaskins) ١٦ مارس ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Kyle Wisnewski (@wiswaskins) ١٦ مارس ٢٠١٩
|
الفلسطيني أسامة عدنان أبو كويك (37 عاماً)، من أصل فلسطيني من قطاع غزة، أقام في مصر ومنها انتقل إلى نيوزيلندا، وكان بصدد التقدم بطلب للحصول على الجنسية. قتل في الهجوم الدامي على مسجد النور.
الفلسطيني كامل درويش (39 عاما)، أب لثلاثة أطفال. وبحسب شقيقه زهير "كنا ننتظر في المستشفى منذ وقوع الهجوم، في البداية لم يقدموا لنا أية معلومات أو أسماء، لم يخبرونا بشيء"، إلى أن علموا بوفاته متأثراً بإصابته بالرصاص.
عبد الفتاح قاسم الدقاقة (59 عاماً)، ذكرت وزارة الخارجية الفلسطينية أن عبد الفتاح من أصل فلسطيني قتل في إطلاق النار. وقالت صحيفة "نيوزيلاند هيرالد" إن الرجل البالغ من العمر 59 عامًا كان السكرتير السابق للجمعية الإسلامية في كرايس تشيرش.
الفلسطيني علي المدني (65 عاماً)، هو مهندس كهرباء متقاعد. هاجر من الإمارات العربية المتحدة إلى نيوزيلندا في عام 1998. كان في مسجد النور وقت الهجوم بالأسلحة النارية.
العراقي حسين العمري (35 عاماً)، وصل إلى نيوزيلندا عام 1997، هو من مواليد مدينة أبوظبي الإماراتية، كان معتاداً على الصلاة في مسجد النور في كرايس تشيرش كل يوم جمعة، ويذهب بعدها لتناول طعام الغداء في منزل والديه.
والداه جنا عزت وحازم العمري، انتقلا بدورهما إلى نيوزيلندا من دولة الإمارات في التسعينيات، تحدثا إليه يوم الخميس، أي قبل المذبحة بيوم واحد، وقالا للصحافة إنه كان فرحاً ومتحمساً لأنهما اشتريا سيارة جديدة لتوهما.
كانت الأسرة تنتظر وصوله على الغداء بعد الصلاة، لكنه لم يأت، وحين تأخر ذهب أقاربه لرؤيته في المسجد لكن بعد علمهم بالهجوم ذهبوا للبحث عنه في مستشفى كرايس تشيرش.
وقالت الأم باكية لصحيفة "ناسيونال": "ذهبنا إلى المسجد لكن الشارع أغلق، لذا كنت أبحث عن سيارته للتأكد من أنه كان هناك (...) ذهبت إلى المستشفى لمعرفة ما إذا كان مصابًا، وهذا هو المكان الذي بقينا فيه".
أمه قالت عنه: "كان رجلاً طيباً، حاول دائمًا مساعدة الناس". وكتبت على فيسبوك: "نشعر بحزن شديد أن ابننا حسين حازم حسين باشا العمري شهيد". وأضافت "كان ابننا مليئًا بالحياة ويضع دائمًا احتياجات الآخرين أمامه".
— The National (@TheNationalUAE) ١٥ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
السوري خالد مصطفى وابناه حمزة (14 عاماً)، وزيد (13 عاماً)، كانوا يصلون في مسجد دينز آفي حين بدأ إطلاق النار. قتل الأب خالد ونقل الأخوان حمزة وزيد إلى المستشفى. خضع حمزة لعملية جراحية استمرت 4 ساعات لكنه لم ينج، وأعلنت المستشفى وفاته يوم أمس الأحد.
أما زيد فلا يزال يتلقى العلاج في مستشفى كرايس تشيرش الذي أعلن أن حالته مستقرة، لكنه لا يعلم أن والده وشقيقه قتلا بالهجوم الإرهابي.
العائلة السورية التي وصلت إلى نيوزيلندا العام الماضي هرباً من الحرب والرعب، لديها طفلة أيضاً أصغر من زيد. وكان الأشقاء الثلاثة يتلقون تعليمهم في مدرسة كشمير في المدينة.
— Asaad Hanna (@AsaadHannaa) ١٥ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الأفغاني داود نبي (71 عاماً)، قيل إنه الشخص الأول الذي قُتل في إطلاق نار في مسجد دين آيفز في مدينة كرايس تشيرش.
جاء نبي إلى نيوزيلندا من أفغانستان في عام 1977 وكان محبوبًا في مجتمعه. ابنه ياما النبي تأخر في الوصول إلى المسجد على موعد صلاته، ونجا من إطلاق النار المفجع.
داود كان مهندساً، هو وأب لخمسة أولاد، وكان يدير الرابطة الأفغانية لمجتمعه. كان "متواضعًا وواحدًا من أروع الأشخاص الذين قابلتهم"، على حد قول أحد الأصدقاء للصحافة. وكان يصر على استقبال اللاجئين فور وصولهم إلى المطار، ويساعدهم على بدء حياة جديدة في نيوزيلندا.
وقال ابنه عمر نبي (43 عاماً)، لموقع BuzzFeed News: "قفز أمام رجل أصغر سناً لحمايته من الرصاص".
ويخبر أنه حين سمع عن الحادث أرسل لوالده على "فيسبوك" يقول: "أرجوك يا أبي عد إلى المنزل"، قبل أن يعلم أن والده توفي وهو يحاول حماية شخص آخر. ويريد عمر أن ينقل جثة والده إلى أفغانستان ليدفن هناك، وفقاً لصفحة جمع التبرعات.
— Dominic Harris (@DominicHarris8) ١٥ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
البنغالية حسنة آرا بارفين (44 عاماً)، وصلت إلى نيوزيلندا مع زوجها فريد الدين أحمد من بيشواناث أوزيلا عام 1994 إلى نيوزيلندا، ورزقا بطفلة عمرها اليوم 14 عاماً.
أكدت الشرطة أنها من بين أربع إناث قتلن في المذبحة في مسجد النور، من بين 50 ضحية قضوا في المسجدين.
كان زوجها مريضًا جسديًا لسنوات وكان مقعداً على كرسي متحرك، وقال للصحافة إن بارفين، مثل كل يوم جمعة، أخذته إلى المسجد قبل حوالي ساعة ونصف الساعة من الهجوم المرعب. تركت زوجها في المسجد وذهبت إلى المصلى الخاص بالنساء. لكنها حين سمعت صوت إطلاق الرصاص ركضت باتجاه المسجد لتطمئن عليه، لكنها للأسف لم تصل، لأن المسلح عاجلها برصاصات أدت إلى موتها.
— Mona Eltahawy (@monaeltahawy) ١٦ مارس ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Mona Eltahawy (@monaeltahawy) ١٦ مارس ٢٠١٩
|
الصومالي مقداد إبراهيم (ثلاث سنوات)، هو الضحية الأصغر بين ضحايا المذبحة. ولد في نيوزيلندا لعائلة صومالية فرت من القتال في بلدها الأم قبل أكثر من 20 عامًا.
كان في المسجد برفقة والده أدان إبراهيم وشقيقه المراهق عبدي، اللذين نجيا من الهجوم.
وقال عبدي للصحافة: "كان الأمر قاسياً للغاية، كثير من الناس يراقبونني وهم يسألونني عما إذا كنت بحاجة إلى مساعدة. الأمر صعب في الوقت الحالي، لم نتعامل مع هذا مطلقًا".
وكتب على "فيسبوك": "كان مقداد مفعمًا بالحيوية واللعب ويحب أن يبتسم ويضحك كثيرًا(...) سأفتقدك أيها الأخ العزيز".
وقال محمود حسن، أحد أعضاء المجتمع الصومالي الذي يضم حوالي 60 عائلة: "كان من الممكن أن يكون طبيبًا رائعًا أو حتى رئيس وزراء".
الإندونيسي ليليك عبد الحميد (58 عاماً)، كان مهندس صيانة طائرات لدى شركة "إير نيوزيلند"، الناقل الوطني للبلاد، وهو من فريق الشركة منذ 16 عاماً. كان من ضحايا الهجوم الإرهابي وترك خلفه زوجته نينا وطفلتين: زانيا وجيرين.
نعته وزارة الخارجية الإندونيسية وقالت إن مواطنها ليليك عبد الحميد كان من بين العشرات الذين لقوا حتفهم في إطلاق النار في المسجد.
كما نعاه الرئيس التنفيذي لشركة الطيران كريستوفر لوكسون، قائلاً: "سيشعر الفريق بفداحة خسارته، وكان حميد جزءًا مهمًا من فريقنا الهندسي في كرايس تشيرش منذ 16 عامًا".
وقالت ابنته زانيا، لراديو نيوزيلندا، إن والدها كان شغوفًا بالمحركات. وأضافت: "لم أفكر مطلقًا في إصلاح أي شيء... لأن أبي كان يفعل ذلك دائمًا. كان شغفه دائمًا وليس فقط الطائرات".
— Newshub (@NewshubNZ) ١٧ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
الهندي محبوب كوخار (65 عاماً)، واحد من بين ستة أشخاص قتلوا في المذبحة ومن أصول هندية.
وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الرجل البالغ من العمر 65 عامًا كان مديرًا متقاعدًا في محطة كهرباء غوجارات، وكان في كرايس تشيرش لزيارة ابنه عمران كوخار البالغ من العمر 27 عامًا. كانت هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها كوخار البلاد، وكان من المقرر أن يعود إلى الهند يوم الأحد مع زوجته، أختر بيجوم.
ابنه الذي هاجر إلى نيوزيلندا في عام 2010، كان في مسجد النور مع والده، ووقع الهجوم بعدما خرج إلى موقف السيارات، ومن هناك سمع أصوات الصراخ ورشقات الرصاص.
وذكرت السفارة الهندية في نيوزيلندا أسماء الضحايا الستة في الهجوم عبر موقعها الرسمي.
— India in New Zealand (@IndiainNZ) ١٦ مارس ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— India in New Zealand (@IndiainNZ) ١٦ مارس ٢٠١٩
|
المصري منير سليمان (68 عاماً)، نعته وزارة الهجرة المصرية وذكرت أن مواطنها منير سليمان كان من بين أربعة مصريين قتلوا في هجمات كرايس تشيرش يوم الجمعة الماضي.
المصري أحمد جمال الدين عبد الغني (68 عاماً)، أعنت السلطات النيوزيلندية اسمه بين قتلى الهجوم، ولم تقدم المزيد من التفاصيل.
المصري أشرف مرسي، هو المصري الثالث الذي قتل في الهجوم الإرهابي في مسجد في نيوزيلندا. وذكر بيان وزارة الهجرة أن زوجته سهام نجت من الحادث الدامي.
المصري أشرف المصري قتل أيضا في هجمات كرايس تشيرش. وذكر بيان الوزارة أن طارق الوسيمي، سفير مصر لدى نيوزيلندا، قال إن جثة الضحية سيتم نقلها إلى مصر أو دفنها بحلول يوم الثلاثاء (غداً).
الباكستاني نعيم راشد (50 عاماً)، وابنه طلحة راشد (22 عاما)، الأب والابن قتلا في الهجوم، وأصول نعيم راشد من أبوت آباد في باكستان، وكان يعمل مدرساً في كرايس تشيرش.
في شريط الفيديو للهجوم على مسجد النور، شوهد نعيم راشد وهو يحاول مواجهة المسلح. أصيب بجروح خطيرة، ونقل إلى المستشفى حيث توفي في ما بعد، وأكدت وزارة الخارجية الباكستانية وفاته. وجرى تداول اسمه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأنه أحد الأبطال الذين حاولوا التصدي للقاتل وإيقافه.
أما الابن طلحة نعيم، فقد أكمل أخيراً شهادة الهندسة في نيوزيلندا، بحسب عمه خورشيد علام.
في تغريدة، قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: "سيتم الاعتراف بشجاعة السيد رشيد من خلال جائزة وطنية".
— Dr. Baz Mian (@Bazpharmer) ١٦ مارس ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|