تنهمك الفلسطينية صابرين سنونو بالعمل رفقة خمسة أفراد من عائلتها في مطعمها الخاص، الذي دشّنته خلال الأسابيع القليلة الماضية في قطاع غزة، ليشكل فرص عمل عائلي، وطريقاً لكسب المال في ظل شحّ الوظائف، وتردّي الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
ومع ساعات الصباح الباكر، تبدأ سنونو وفريقها بتجهيز كافة الترتيبات التي يحتاجون إليها طوال اليوم، ضمن مطعمهم الذي أطلقوا عليه اسم "سنونو" تيمناً باسم العائلة، إذ يعتبر هذا المكان هو المطعم العائلي الأول من نوعه في القطاع.
ودفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثاني عشر على التوالي، وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وشحّ فرص العمل في القطاعات الحكومية والخاصة، بالغزيين للتوجه نحو بدء مشاريعهم الخاصة التي تمكّنهم من توفير مداخيل مالية لهم ولأسرهم.
وتوضح صابرين سنونو لـ "العربي الجديد"، أن تدشين المطعم جاء تتويجاً لنجاح تجربتها الأولى حين تمكنت من افتتاح مطعم أون لاين لتلبية الطلبات عبر شبكات التواصل الاجتماعي خلال السنوات الأربع الماضية، إلى جانب رغبتها في خلق فرص عمل لأبنائها.
وتوضح أنها توقفت عن العمل الإلكتروني قبيل افتتاح مطعمها الحالي من أجل دراسة فرص نجاح هذه التجربة قبل الشروع بالتنفيذ، وهو ما تحقق أخيراً من خلال افتتاحه وتشغيل اثنين من أبنائها إلى جانب بقية أفراد الأسرة، ليكون مصدراً لهم في كسب المال.
وتقول: "المختلف بتجربة المطعم هو تنفيذي مهمة الشيف ومسؤوليتي عن إعداد الطعام وتقديمه في بعض الأحيان، وهو ما يكسر الصورة النمطية السائدة في المطاعم بغزة، إلى جانب تقاسم بقية أفراد العائلة الموجودين في العمل معي المهام المشتركة".
وبشأن الصعوبات التي اعترضتها، تلفت إلى أن الظروف المعيشية الصعبة والتكلفة المالية المرتفعة كانتا أحد أبرز العقبات التي واجهتها قبيل افتتاح المطعم، إلا أنها تسعى للتغلب على كافة التحديات لضمان استمرار المشروع وتوسعته مستقبلاً.
وتطمح سنونو لأن تتمكن خلال الفترة القليلة المقبلة من توسعة مطعمها، كي تتمكن من تنفيذ كافة الطلبات التي تصل إليها، إلى جانب رغبتها في أن يشكل مشروعها طريقاً لتوفير المزيد من فرص العمل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها القطاع.
وعلى مقربة منها يقف نجلها أحمد سنونو، داخل مطبخ المطعم يساعدها في إنجاز الوجبات التي يطلبها الزبائن، ولم تمنعه دراسته الجامعية في تخصص تكنولوجيا المعلومات بإحدى الجامعات بغزة من العمل رفقة بقية أفراد عائلته.
ويوضح أحمد لـ "العربي الجديد" أن الدراسة الجامعية لم تقف حائلاً أمام شغفه بالطبخ، وأنه يقوم خلال الفترة الحالية بتقسيم وقته ما بين الجامعة والمطعم، كي يوازن بين العمل والدراسة في آنٍ واحد إلى أن يتخرج في الجامعة.
ويبين الشاب العشريني أنه ينوي أن يستمر في العمل بمجال الطبخ، رغم دراسته الجامعية البعيدة عن هذا المجال، وخصوصاً أن حالة من الشغف ربطته بمجال الطهو التي تعمقت بشكلٍ أكبر في أعقاب افتتاح الأسرة مطعمها مؤخراً.
ويرى أحمد أن المختلف بالنسبة له هو طاقم العمل الأسري، إذ يعمل هو ووالداه وشقيقه في المطعم إلى جانب أحد أقاربهم، الأمر الذي يشيع أجواءً مختلفة عن غيره من المطاعم إذ لا تقل ساعات العمل اليومي بينهم عن 8 إلى 10 ساعات.