تتعرض الأسر الفقيرة في العديد من المناطق اليمنية، وخصوصا المناطق الجبلية، لموجة برد قارس منذ مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، في ظل عدم قدرتها على توفير مستلزمات التدفئة من أغطية أو أجهزة، فضلا عن نقص الأغذية.
وقالت زهراء حميد، النازحة من محافظة الحديدة (غرب) إلى العاصمة صنعاء، إن البرد القارس ضاعف من معاناة أسرتها التي لا تملك أي وسائل تدفئة، موضحة لـ"العربي الجديد": "أسرتي تتكون من خمسة أطفال إضافة إلى زوجي، ولا نملك شيئا لمواجهة الشتاء، مما يجعلنا عرضة للأمراض. إحدى المؤسسات الخيرية علمت بمعاناتنا ووفرت لنا ثلاث بطانيات قبل أيام، غير أنها ليست كافية".
وفي بداية كل شتاء، تعمل العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في صنعاء على توفير البطانيات لتوزيعها على الأسر الفقيرة أو النازحة، مساهمة منها في التخفيف من آثار البرد.
وقال رئيس مؤسسة "وجوه" الخيرية، منصور الجرادي، إن مؤسسته وزعت، خلال الأيام القليلة الماضية، بطانيات على 65 أسرة فقيرة، بينها أسر نازحة، في مديريات شعوب، ومعين، والثورة، وبني حارث، لإعانتها على مواجهة البرد القارس الذي تشهده المنطقة.
وأوضح الجرادي لـ"العربي الجديد"، أن "آلاف الأسر في صنعاء تعاني ظروفاً معيشية صعبة، ولا تستطيع توفير أبسط احتياجاتها المعيشية، وهي بحاجة ماسة إلى المساعدات، "لكن غالبية المنظمات والمؤسسات الخيرية لا تستطيع تقديم الكثير من الدعم نظراً لقلة الإمكانات".
وأكد أن "شتاء هذا العام هو الأشد برودة في صنعاء مقارنة بالسنوات الماضية، وعلى المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية وفاعلي الخير والميسورين دعم الأسر الفقيرة والنازحين بالأثاث والبطانيات لمواجهة برد الشتاء".
وحسب إدارة مخيمات النازحين في اليمن، فإن إجمالي عدد النازحين، منذ بدء الحرب في مارس/ آذار 2015، وحتى ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بلغ أربعة ملايين و200 ألف نازح، و56 في المائة من هؤلاء النازحين أطفال صغار.