وأوضحت الهيئة، في اختتام ورشة عمل، في مقر المؤتمر الوطني والشعبي للقدس، بعنوان "الحفريات الإسرائيلية.. بحث عن أوهام تؤسس لمدينة يهودية أسفل مدينة القدس المحتلة"، أن من بين تلك الحفريات 22 فاعلة، 4 تحت وحول المسجد الأقصى، و5 في بلدة سلوان، و5 في البلدة القديمة من القدس، و8 مواقع متفرقة، و57 حفرية ونفقاً تخترق المسجد الأقصى.
وحذرت الهيئة الإسلامية المسيحية من خطورة بناء مقبرة يهودية ضخمة أسفل المقبرة القديمة التي تمتد من جبل الزيتون وحتى بلدة سلوان، وتبلغ مساحتها أكثر من 1600 متر مربع بعمق 50 متراً وتتسع لأكثر من 23 ألف قبر بتكلفة 90 مليون دولار.
وأوضح الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات حنا عيسى، في كلمة له، أن "أخطر ما جاء في قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السادس من ديسمبر/ كانون الأول 2017 ليس فقط نقل العاصمة، بل اعتبار مدينة القدس يهودية، وبالتالي نفي الوجود المسيحي والإسلامي فيها، وتدمير طريق الآلام، إضافة إلى تدمير المسجد الأقصى المبارك"، مشيراً إلى أنّ ما يقوم به الاحتلال تحت القدس "هو بناء مدينة كاملة تحت الأقصى".
ولفت عيسى إلى أنه يوجد في مدينة القدس 29 مستوطنة، منها 15 في الجزء الشرقي والباقي في الغربي، أما حول القدس فهناك 43 مستوطنة على 46 ألف دونم تهدف إلى تغيير طبيعة القدس من خلال الحفريات والتهويدات الجارية على قدم وساق، ويحيط بالأقصى الآن 105 كنس يهودية، علماً أن عدد المساجد بالقدس 107، منها 43 في البلدة القديمة، و95 كنيسة.
وشدد عيسى على أن ما يجرى في القدس "يأتي في إطار مبرمج بهدف تفريغ مدينة القدس من سكانها الأصليين، واستحداث طابع جديد يهودي، وإقامة العاصمة الكبرى لإسرائيل على مساحة 600 كيلومتر مربع".
من جانبه، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطيني محمد حسين، في كلمة له: "إن الحفريات بدأت في القدس قبل عام 1967، والباحثون يدركون أنها بدأت من خلال مدرسة بريطانية للآثار كانت موجودة في القدس وكانت أولاها في منطقة وادي حلوة، واستمرت بعدها بهدم حي المغاربة الذي حوله الاحتلال الإسرائيلي إلى بوابة للعدوان في غالب الأيام".
وحذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة القدس في المنظمة عدنان الحسيني، في كلمة له، من أن الحفريات في القدس "هي جزء من مؤامرة كبيرة ضمن فصول بدأت عام 1967، ونحن نعيش تفاصيل هذه المرحلة من خلال ممارسات احتلالية غير مسبوقة".