مساعدة الآخرين تطيل العمر

08 نوفمبر 2019
التطوع لا يحدّه العمر (Getty)
+ الخط -
إن كنت ترغب في العيش فترة أطول، فابدأ في مساعدة الآخرين. هي نتيجة دراسة أخيرة من جامعة "ويسكونسن" الأميركية شملت أكثر من 3500 شخص في سنّ يراوح ما بين 60 عاماً و79 عاماً. وتوصل الباحثون إلى أنّ أولئك الذين أبلغوا عن تقديم وقت تطوع لمساعدة الآخرين كانوا أقل عرضة للوفاة خلال الأعوام الثلاثة عشر للدراسة، مقارنة بأولئك الذين لم يفعلوا ذلك، أو قدموا مساعدة مالية فحسب.

وذكر المؤلفون، بحسب تقرير من "نيويورك بوست"، أنّ تخصيص المرء وقتاً لتقديم الرعاية والتطوع والقلق على راحة الآخرين، ارتبط بانخفاض خطر الوفاة لدى كبار السن، على العكس من منح المال. الدراسة حملت عنوان "ما هي أنواع العطاء المرتبطة بتقليل مخاطر الوفاة بين كبار السن؟"، وقد شملت عينة من خريجي المدارس الثانوية في الولاية بدءاً من عام 1957. واستمر العمل على العينة من عام 2004 حتى عام 2017، وشمل الاستطلاع بيانات حول ما إذا كان المشاركون قد قدموا المال للجمعيات الخيرية أو غيرها، أو تطوعوا للعناية بشخص آخر غير الزوج/ الزوجة، أو قدموا كثيراً من الوقت والجهد لدعم الأسرة أو الأصدقاء.

تمكن المؤلفون من متابعة 3544 مشاركاً تراوح عمرهم، يوم بدأ الرصد عام 2004، بين 64 عاماً و67، وتوفي 18 في المائة منهم خلال سنوات الدراسة. وتبين أنّ أولئك الذين قدموا المال - للجمعيات الخيرية أو لأشخاص آخرين - لم يتعرضوا لخطر الوفاة بشكل أقلّ ممن لم يساعدوا أو يقدموا المال.

أما أولئك الذين قدموا الوقت والجهد من أجل الآخرين، فقد تبين أنّهم تمكنوا من تجنب الوفاة إلى حدّ كبير. وقال المؤلفون: "العمل التطوعي في المجتمع ارتبط بشكل كبير بانخفاض خطر الوفاة، وينطبق الأمر نفسه على أولئك الذين أبلغوا عن تقديم الدعم للأصدقاء، وأولئك الذين أبلغوا عن كونهم يقدمون الرعاية لشخص آخر غير الزوج/ الزوجة.




وجرى تعديل النتائج لمراعاة مقدار الدعم الاجتماعي الذي قدمه المشاركون. بمعنى آخر، لم تحتسب الدراسة فقط ما إذا كان الشخص اجتماعياً أم لا، بل على وجه التحديد ما إذا كان يكرس وقتاً وجهداً لرعاية الآخرين أم لا، وهو مقياس أكثر دقة.

ويحتل الأميركيون المرتبة الثامنة في العالم في معدلات التطوع. ويقدّر أنّ 39 في المائة من الأميركيين تطوعوا في العام الماضي، بعدما كانت النسبة 45 في المائة قبل خمس سنوات، عندما احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثالثة في العالم.