الفوز بالتزكية والتعيين يسيطران على الانتخابات الطلابية في جامعات مصر

07 نوفمبر 2019
آلاف الطلاب لم يشاركوا في الانتخابات (Getty)
+ الخط -
"العزوف عن المشاركة" شعار رفعه الآلاف من الطلاب بالجامعات المصرية، مع انطلاق ماراثون الانتخابات الطلابية التي بدأت صباح اليوم الخميس، وتستمر حتى الساعة الخامسة مساء، إذ يبدأ بعدها فرز الأصوات، فيما أكد الطلاب أن "الفوز بالتزكية" أو "التعيين" لعدم اكتمال النصاب القانوني للناخبين هو المسيطر على اللجان في ظل عدم وجود انتخابات حقيقية، وعدم وجود دعاية كافية للطلاب للإعلان عن برامجهم الانتخابية، وهو يوم واحد فقط بدأ أمس الأربعاء قبل الانتخابات بـ24 ساعة.

وشهدت أيام الجولة الأولى للانتخابات الطلابية، لاختيار أعضاء اللجان على مستوى الكليات بجميع جامعات مصر الحكومية والمعاهد التابعة لوزارة التعليم العالي، إقبالاً ضعيفاً للغاية بشكل عام من جانب الطلاب، بعدما فشل المرشحون خلال الساعات الماضية في حشد الطلاب للإدلاء بأصواتهم، وسط تشديدات أمنية مكثفة من قِبل أفراد الأمن الإداري، وانسحاب العديد من المرشحين لصالح زملائهم لعدد من المقاعد، فيما فضّل الآلاف من طلاب جامعة القاهرة، خاصة المقيمين بالمحافظات المجاورة لها والمغتربين، قضاء الأيام المقبلة مع ذويهم، لكون يومي الجمعة والسبت إجازة رسمية في البلاد، والأحد إجازة أيضاً بمناسبة المولد النبوي، كما أن المشهد نفسه هو المسيطر على باقي جامعات القاهرة الكبرى، مثل "جامعة عين شمس وبنها وجامعة حلوان" وعدد من المعاهد العليا الموجودة فيها.

وكشف عدد من الطلاب أن تعمّد وزير التعليم العالي خالد عبد الغفار جعْل اليوم، الخميس، هو موعد المرحلة الأولى للانتخابات الطلابية، ليكون بديلاً عن يوم الأحد الذي يصادف إجازة رسمية في البلاد بمناسبة المولد، هو متعمد لكونه يوما "ميتا" بصفة عامة في الجامعات المصرية ولا توجد فيه محاضرات، ويفضل الطلاب المغتربون قضاء نهاية الأسبوع مع أسرهم، كما أن يوم الإثنين، المخصص لجولة الإعادة، سوف يغيب فيه الطلاب أيضاً، وهو ما أكده الطالب عبد الحكيم علي، الطالب بإحدى كليات جامعة عين شمس، لافتا إلى أن سيناريو انتخابات الطلاب لهذا العام هو نفسه للعام الماضي، مشيراً إلى أن الحكومة لا تريد انتخابات طلابية حقيقية، واعتادت بمعاونة الأمن اختيار من هو مرضِي عنه فقط، وأضاف أن عزوف الطلاب عن الانتخابات دليل قاطع على أن لا قيمة ولا وزن لها، وأن النظام سيأتي بمن يحب.

وقال هيثم محمد، وهو طالب بجامعة حلوان، إن انتخابات الطلاب هزلية وليست جدية، وهو ما دفع الجامعات والأجهزة الأمنية إلى إجرائها، فهي أبعد ما تكون عن الانتخابات الحقيقية، حيث غاب عنها الناخبون والمرشحون على حد سواء، موضحاً أن الطلاب رفضوا المشاركة، وجاءت الانتخابات نسخة كرتونية كربونية مصغرة من الانتخابات الرئاسية والاستفتاء على الدستور الماضية.

وأضاف أن "المشاركة الضعيفة للغاية دليلٌ على ضعف النظام وعدم القدرة على مواجهة الطلاب وعدم وجود ديمقراطية حقيقية في البلاد"، مطالباً بضرورة إنهاء حالات ملاحقة الطلاب في قضايا سياسية ملفقة، وعمل انتخابات جيدة تسودها روح الديمقراطية.


وعن النتائج المترتبة على انتخاب اتحادات محسومة بالتزكية، قال ممدوح أحمد، وهو طالب بجامعة حلوان، إن مثل تلك الاتحادات ستكون واجهة للنظام ولتلميع صورته، ولن تكون معبرة عن الطلاب، ولكن ستعبر عن النظام وأجندته، فقط لا غير، بل وربما تقوم بإفساد الحياة الجامعية، مشدداً على أن الطلاب لم يتمكنوا من عمل أي دعاية انتخابية لهم، وفرضت إجراءات أمنية مشددة عليهم داخل وخارج الجامعة، ووسيلة الدعاية الوحيدة التي كانت متوفرة لهم هي الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ووصفت مي جمال، الطالبة بإحدى كليات جامعة القاهرة، ما حدث من انتخابات طلابية، اليوم، بـ"مسرحية هزلية"، مؤكدة أنها انتخابات غير معبرة عن آراء الطلاب واتجاهاتهم السياسية.

وكانت وزارة التعليم العالي في مصر قد أكدت في تقرير لها، أن إجمالي عدد الطلاب المتقدمين للترشح لانتخابات الاتحادات الطلابية بالجامعات والمعاهد للعام الجامعي الحالي بلغ 24864، منهم 14222 طالبا، بنسبة 2.57 بالمائة، و1642 طالبة، بنسبة 8.24 بالمائة، ومن المقرر أن تبدأ الإعادة يوم الاثنين 11 نوفمبر/تشرين الثاني بالكليات، وتجرى بعدها انتخابات أمناء اللجان ومساعديهم على مستوى الكليات يوم الثلاثاء 12 نوفمبر، وفي اليوم التالي تُجرى انتخابات رئيس الاتحاد ومساعده على مستوى الكليات، وتُختتم انتخابات الطلاب بانتخاب أمناء اللجان ومساعديهم ورئيس الاتحاد على مستوى الجامعة يوم الخميس 14 نوفمبر.

المساهمون