أهالي جسر الشغور بريف إدلب تحت القصف ونزوح آلاف المدنيين

07 نوفمبر 2019
يهربون من القصف والدمار (Getty)
+ الخط -
يعيش أهالي مدينة جسر الشغور بريف إدلب، منذ ثلاثة أيام، تحت وابل نيران الطائرات الحربية وقذائف المدافع وراجمات الصواريخ، الأمر الذي شلّ الحياة اليومية، وأدى إلى نزوح آلاف المدنيين، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مدني عالقين تحت القصف والخوف من الموت.

وقال محمد شريقي، وهو من أبناء جسر الشغور لـ "العربي الجديد": "تعيش مدينة جسر الشغور خوفا لا يوصف وكأنه يوم القيامة، لقد نزح كثير من الأهالي إلى خارجها، بعد أن كان الوضع مستقرا وتم فتح المدارس وعاد كثير من النازحين، وأصبح عدد السكان أكثر من 25 ألف نسمة".

وتابع "فجأة جاءت الطيارات لقصف المدينة وأصبح لدينا برنامج يومي، هو قصف ممنهج من الطائرات مع تدمير البنى التحتية من مستوصفات وبلديات ودفاع مدني وملاعب وحدائق ومدارس، وحتى عندما تهدأ الطائرات يأتي برنامج القصف من الراجمات من بلدة جورين، وتتبادل الطائرات والراجمات عملية القصف".

ولفت إلى أن "النظام اتبع سياسة التهجير بضرب المداخل والمخارج، لدفع السكان إلى النزوح رغم الفقر والبرد الشديد، خوفا من الموت ليصبح عدد النازحين أكثر من 80 في المائة من السكان، والمدينة اليوم منكوبة وشبه خالية".

وأكد أن الأهالي يهربون من القصف إلى حياة قاسية بسبب غلاء الإيجارات والفقر الشديد، متابعا "عادة كنا نخرج من المدينة وعندما ينتهي القصف نعود، أما اليوم فالغارات مباشرة نزحنا إلى قرى الشمال، مثل الحمامة، زرزور، دركوش، اليعقوبية، القنية، الجديدة، غير أن الإيجارات مرتفعة جدا".

وذكر أن "المواد الغذائية متوفرة لكن لا نملك ثمن شرائها"، مطالبا "جميع المنظمات الدولية بالتدخل لمساعدة أهالي مدينة جسر الشغور لأنهم لا يملكون قوت يومهم، في ظل التهجير والجوع والبرد والخوف والدمار...".

من جانبه، قال أبو عبد الله طحان، من سكان جسر الشغور، لـ "العربي الجديد"، "خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتوقف القصف، الدمار بكل مكان، لا كهرباء ولا ماء ولا دواء، غالبا كنت أخرج مع عائلتي إلى أطراف المدينة وعندما يتوقف القصف نعود، لكنه مؤخرا لم يعد يتوقف".

وأضاف "ليس بمقدوري النزوح، لدي عائلة مكونة من سبعة أشخاص، بينهم شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى أين سأنزح فأنا هنا حاليا عاجز عن شراء الطعام لهم، فكيف سيكون بمقدوري أن استأجر منزلا، إذا خرجت من المدينة فلن يكون أمامي سوى العراء". 

بدوره، قال رئيس المجلس المحلي في مدينة جسر الشغور، إسماعيل حسناوي، لـ"العربي الجديد"، "منذ ثلاثة أيام والقصف متواصل على المدينة، وحالة هلع بين المدنيين خاصة الأطفال والنساء".


وأضاف "تم تدمير أكثر من 10 مدارس، ومستوصف وجزء كبير من البنية التحتية للمدينة، واستهدف الأحياء السكنية بشكل مباشر والأسواق التجارية، ما تسبب بنزوح أكثر من 80 في المائة من سكان المدينة، بعد أن كان يسكن بها نحو 40 ألف مدني، إضافة إلى أكثر من خمسة آلاف نازح من مناطق أخرى".

ولفت إلى أن "المدينة حاليا لا يوجد بها طبابة، والمياه متوقفة منذ 8 أشهر والأهالي كانوا يعتمدون على الصهاريج الخاصة، ومحولات الكهرباء متوقفة عن العمل، و8 آلاف نسمة، ممن بقوا في المدينة يعانون من الفقر المدقع، وهم عاجزون عن شراء احتياجاتهم الأساسية".