أمسك الفلسطيني إياد القطاطي بيد ابنته شهد (11 سنة)، خلال نشاط جماعي تم تنفيذه اليوم الاثنين، في مدرسة المنارة شرقي مدينة غزة، بمشاركة العديد من الأطفال، بهدف ردم الفجوة بين الأطفال وذويهم.
ويسعى النشاط الذي تنفذه مؤسسة "تامر للتعليم المجتمعي" ضمن حملة "أبي اقرأ لي"، إلى تشجيع الآباء أطفالهم على اللعب والتعلم والرسم، وكسر الحواجز بين الأهالي والأطفال، وبدت السعادة واضحة على ملامح الأطفال لمشاركة آبائهم لهم اللعب، والاستماع للقصص والرسم والتلوين، وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي شملتها الحملة التي تجوب محافظات قطاع غزة.
وقال القطاطي إنه يفضل منح الثقة لأطفاله من خلال مشاركتهم في مختلف الأنشطة، فضلا عن مصادقتهم، وتشجيعهم على البوح بما يتعرضون له من مواقف يومية مع أصدقائهم، أو مع المعلمين في المدرسة، أو حتى في الشارع.
ويبين لـ"العربي الجديد"، أهمية الأنشطة الجماعية في خلق حالة إيجابية بين الأهل والأطفال، مطالباً المؤسسات المعنية بالأطفال بزيادة الأنشطة الخاصة بهم، خاصة في ظل الأوضاع النفسية السيئة التي يمر بها أطفال غزة، نتيجة الحروب والأجواء غير المستقرة.
وعبرت طفلته شهد عن سعادتها بمشاركة والدها. "لعبنا سوياً، وقرأنا القصص، وتناقشنا في تفاصيلها، ويساعدني والدي في البيت على تأليف أبيات الشعر".
وشارك وسام الغلاييني، والد الطفل مهند الغلاييني، في أنشطة حملة "أبي اقرأ لي" برفقة زوجته، وقال لـ"العربي الجديد": "ابني أهم من أي شيء آخر، ومشاركتنا إلى جانبه تشعره بالفرحة والأمان، إلى جانب أنها تكسبه الشعور بالاهتمام".
ووافقه الرأي حمادة حمد، والد الطفلة نور الهدى (7 سنوات)، والذي شارك بغرض تشجيع ابنته، مبيناً أن الأنشطة المشتركة لها مردود إيجابي على الأطفال.
وقالت الطفلة أمل منير أبو كويك (11 سنة) من مدرسة المنارة، إنها شاركت برفقة والدها، وقد أكسبها حضوره ثقة وفرحة إضافية، خاصة بعد أن شاركها في اللعب والرسم والقراءة والاستماع.
وأوضحت منسقة النشاط في مدرسة المنارة، منار السيد، أن الفعاليات ساهمت بشكل كبير في ردم الفجوة بين الأهالي والأبناء، وعززت شعور الأهل بالمسؤولية تجاه أطفالهم، مبينة أنه تم تنفيذ العديد من الأنشطة التفاعلية المشتركة.
وأشارت ساندي الصايغ، من مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، إلى أنها لمست السعادة في عيون الأطفال المشاركين إلى جانب أهلهم في الأنشطة، مبينة أن المشاركة الجماعية تؤثر بشكل إيجابي على الحالة النفسية للأطفال، وتزيد من ثقتهم بالنفس، وقدرتهم على تحصيل المعلومات.
ودعت الصايغ الأهالي بشكل عام، والآباء على وجه التحديد، إلى تخصيص وقت ملائم للأطفال، ومشاركتهم أمور حياتهم اليومية بهدف زيادة التقارب، والتعرف إلى أبنائهم بطريقة مختلفة عبر الأنشطة الجماعية.
وتعد حملة "أبي اقرأ لي" واحدة من حملات تشجيع القراءة في المجتمع الفلسطيني، وتتفرع منها مجموعة من الحملات، التي يتم من خلالها تشجيع حضور القراءة والكتابة، والأنشطة المتنوعة، رفعت خلال العام الحالي شعار "الجرة التي أصبحت مجرة"، في إشارة إلى انتشار وتشعُب الفِكرة، ووصول المؤسسة الراعية إلى عُمر الثلاثين.