يعاني أهالي مدينة تل أبيض في ريف الرقة من أوضاع مأساوية في ظل غياب شبه تام للخدمات والمدارس والعلاج وغلاء الأسعار، بعد أن سيطرت الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من القوات التركية عليها قبل نحو أسبوعين.
وتثير الأوضاع مخاوف غالبية الأهالي بسبب عدم استقرار الوضع الأمني، وقالت أم محمد، لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع المعيشي والخدمي في تل أبيض سيىئ جدا، فلا كهرباء ولا مازوت، والمياه تأتينا ساعة واحدة خلال اليوم، والأسعار مرتفعة رغم أن غالبية الأهالي لا يملكون شيئا. الحياة أصبحت صعبة، والمدارس متوقفة، ولا يوجد مجلس محلي، وتوقف كثير من الناس عن العمل، ليزداد الفقر".
وقال أبو خالد، من تل أبيض، لـ"العربي الجديد": "أتمنى ألا يستمر الوضع على ما هو عليه الأن طويلا، فرغم أن الأفران الخاصة عادت إلى العمل، إلا أنها لا تستطيع تأمين كامل احتياجاتها، والمشكلة الأكبر تتمثل في عدم وجود مشفى، والعيادات الطبية ونقاط الهلال الأحمر التركي تعاني من نقص الدواء، والعيادات الخاصة مكلفة جدا، والحالات الحرجة لا يسهل نقلها إلى تركيا".
من جانبه، أكد مصدر مقرب من المجلس المحلي في تل أبيض أن المجلس قيد التشكيل، وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "كان الواقع الخدمي في أدنى مستوياته خلال فترة سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد)، وحاليا المتوفر من البنية التحتية لا يتعدى نسبة 15 في المائة، وكانت الخدمات تقتصر على تنظيف الشوارع وبعض الأمور البسيطة".
وأضاف المصدر: "قبل انسحاب قسد، كان مشفى تل أبيض يعمل بدعم من منظمات دولية، إلا أنهم أفرغوه، ومن ثم أحرقوه بالكامل، كما أن الشوارع بين البلدات والمدن سيئة، وتحتاج إلى صيانة منذ سنوات. الأفران أعيد تشغيلها، ويتم حاليا تدارك النقص الذي تعاني منه، ومحولة الكهرباء التي تغذي المنطقة تم إحراقها، والناس يعتمدون على المولدات الخاصة، لكنها لا تكفي الاحتياجات".
وأوضح أن "المواد الغذائية متوفرة، لكن الأسعار مرتفعة في ظل كون المجتمع منهك اقتصاديا، فالفقر متفش بشكل كبير، ولا يبدو في الأفق توفر فرص عمل. الحاجات الأساسية لأكثر من 270 ألف شخص يعيشون في تل أبيض، هي ترميم المشفى، وتشغيل المدارس، وفتح الطرق، وإعادة المؤسسات الخدمية إلى العمل".