أكدت "التنسيقية المصرية للحقوق والحريات" أن مصلحة السجون بوزارة الداخلية المصرية، نقلت مساء الاثنين الماضي، عددا من نزلاء سجن استقبال طرة إلى زنازين تم تجديدها حديثا في سجن طرة شديد الحراسة 992، المعروف بسجن "العقرب"، وتم تزويد الزنازين بأسرّة ومراتب، وإدخال وجبات طعام، لتضليل وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان الحكومي.
ونقلت المنظمة الحقوقية عن مصادر أن مصلحة السجون المصرية لجأت إلى نقل نزلاء من سجن الاستقبال بالتنسيق مع رئيس المباحث، وضابطي الأمن الوطني المسؤولين عن السجن، لمنع مقابلة الوفد الحقوقي الحكومي للنزلاء الحقيقيين في سجن العقرب، والذين يجابهون الموت البطيء منذ سنوات في ظل تنكيل يشمل منع الطعام والزيارة والدواء والتريّض.
وأوضحت المصادر أن زيارة وفد المجلس القومي لحقوق الإنسان تمت ظهر يوم الثلاثاء الماضي، وأكد النزلاء الذين نُقلوا من سجن الاستقبال أنهم يلاقون معاملة ممتازة من إدارة السجن، وأنهم يتريضون ويتناولون طعاما جيدا وتهوية ممتازة، وأنهم يؤدون امتحاناتهم، وأن الكتب تدخل بصورة طبيعية، ولا يلاقون أي عنت من إدارة السجن.
وأكدت المصادر أنه تمت إعادة النزلاء إلى سجنهم الأصلي (الاستقبال) فور انتهاء زيارة الوفد، تحت إشراف ضابطين من جهاز الأمن الوطني.
وسجن العقرب هو أحد سجون مجمع محاكم طرة الذي يضم خمسة سجون، هي: سجن الاستقبال، وسجن مزرعة طرة وسجن عنبر الزراعة، وسجن ملحق المزرعة، سجن 43 شديد أو ما يسمى "سجن العقرب"، وسجن آخر جرى بناؤه بجوار سجن عنبر المزرعة.
ويعرف سجن العقرب، بـ"غوانتنامو مصر"، سجن شديد الحراسة، يقع ضمن مجموعة سجون طرة جنوب القاهرة، على بعد 2 كم من بوابة منطقة سجون طرة الرسمية جنوبي القاهرة. محاط بسور يبلغ ارتفاعه سبعة أمتار وبوابات مصفحة من الداخل والخارج، كما أن مكاتب الضباط تقع بالكامل خلف الحواجز والقضبان الحديدية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، وعقب عودة بعثة تدريبية مصرية من الولايات المتحدة الأميركية، اقترحت مجموعة من ضباط الشرطة المصرية، بناء سجون جديدة، تكون شديدة الحراسة، على غرار ما رأوه في الولايات المتحدة الأميركية، قوبل وقتها الاقتراح بالترحيب الشديد من قبل وزير الداخلية المصري آنذاك، حسن الألفي، وكبار مساعديه على رأسهم اللواء حبيب العادلي، وهو السجن الذي خُصص بعد ذلك للمعارضين السياسيين والإرهابيين.
ووُضع حجر الأساس للسجن عام 1991، ليتم تشييد السجن الذي عرف باسم سجن العقرب، وهو السجن الذي استغرق بناؤه عامين، وتم الانتهاء منه في مايو/أيار 1993، ويبلغ ارتفاع السور المحيط بسجن العقرب سبعة أمتار، أما بواباته فهي مصفحة من الداخل والخارج، بينما تقع جميع مكاتب الضباط خلف الحواجز والقضبان الحديدية.
ويضم سجن العقرب 320 زنزانة مقسمة على أربعة عنابر أفقية تأخذ شكل حرف "H"، كل عنبر ينفصل بشكل كامل عن باقي السجن بمجرد غلق بوابته الخارجية المصفحة، فلا يتمكن المعتقلون من التواصل عبر الزنازين، كما يفعل المساجين في السجون العادية، نتيجة الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة التي تمنع وصول الصوت.
ومات العشرات في سجن العقرب شديد الحراسة، منهم محمد السعيد، المتهم في قضية أنصار بيت المقدس، الذي توفي في زنزانته في أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2015 نتيجة للإهمال الطبي. وسبقه القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، فريد إسماعيل، ورئيس مجلس شورى الجماعة عصام دربالة، والقياديان السابقان بجماعة الجهاد الإسلامي مرجان سالم ونبيل المغربي، وعضو جماعة الإخوان عماد حسن.
وأكدت تقارير حقوقية مصرية، نقل عدد من السجناء في العقرب، إلى مستشفى السجن خلال السنوات الماضية، إذ كان كل منهم في وضع صحي حرج، ومنهم، نائب رئيس محكمة النقض الأسبق محمود الخضيري، والقياديان بحزب الاستقلال مجدي قرقر ومجدي حسين، وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان رشاد بيومي.
تجدر الإشارة إلى أنه تم بناء 23 سجنًا جديدًا من 2013 حتى 2018 تماشياً مع منهجية التوسع في الاعتقالات وغلق المجال العام والمحاكمات غير العادلة.