طلاب جامعات لبنان يدافعون عن حقوقهم

23 أكتوبر 2019
ترفض الطائفية في الجامعة اللبنانية (ربى أبو عمو)
+ الخط -
"ولمّا كان أهل الجامعات أهل نضال وحق وركن من أركان المجتمع الثائر على الظلم والاستبداد، فإن الطلاب والموظفين والأساتذة مدعوون للمشاركة الكثيفة والفعالة في الحراك الشعبي اليوم الأربعاء (أمس) أمام تمثال رياض الصلح في بيروت...". عدد كبير من هؤلاء كانوا قد شاركوا في التظاهرات التي شهدها لبنان بدءاً من يوم الخميس الماضي. لكن أمس، قرروا رفع الصوت معاً، كجسم تعليمي وطلابي.

وكأنّ طلّاب الجامعات المشاركون في الانتفاضة الشعبية باتوا يشعرون أن المستقبل ليس مجهولاً تماماً. صحيح أن كلّ مستقبل مجهول، لكن على الأقل، خرجوا إلى الشارع معلنين عن مجموعة من المطالب. ثمّة عناوين عريضة، وأخرى خاصة تتعلّق بكل جامعة على حدة، سواء أكانت خاصة أو حكومية، أي الجامعة اللبنانية.

ويعتب بعض طلاب الجامعة اللبنانية على أساتذتهم، الذين لم يساندوا مطالبهم في الشارع، وإن كان هذا ديناً في رقابهم، إذ أن طلابهم دعموا مطالبهم خلال إعلانهم الإضراب.
من جهة أخرى، فقد أعلن عدد من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت ثورة ستبدأ من حرم الجامعة. وفي هذا الإطار، أصدرت "مدى"، وهي "شبكة سياسيّة شبابية لمواجهة المشاكل التي يواجهها جيلنا ولاستعادة دورنا السياسي الوطني"، بياناً حاسماً. يقول الطالب في الجامعة والعضو في النادي العلماني و"مدى" مصطفى شبارو، إن "رئيس الحكومة سعد الحريري هو أحد أعضاء مجلس الأمناء في الجامعة، وقد أصر على استئناف الدروس. فكان الرد في البيان التالي: "في سياق الأحداث الأخيرة التي تجري في البلاد، تلقينا ببالغ القلق والأسف إعلان عدد من الجامعات اللبنانية استئناف الدروس فيها يوم الأربعاء كالمعتاد، ما يشكل استهزاء واستخفافاً علنيين بكل ما يجري في الوقت الحالي في الشوارع من انتفاضة في وجه السياسات المتعلقة بالطلاب. أمام هذه الواقع، إننا كأندية ومجموعات وحملات نعلن رفضنا المطلق لهذه القرارات، وندعو جميع الطلاب إلى العمل على إفشال قرارات معاودة التدريس ومقاطعتها من خلال تنظيم الوقفات والاحتجاجات انطلاقاً من حرم الجامعات نفسها، وصولاً إلى المشاركة في الاحتجاجات الشعبية القائمة".



شبارو وزملاؤه مصرون على البقاء في الشارع. والسبب "أننا ضحية منظومة اقتصادية فاشلة". يضيف أن "الجامعة اللبنانية تعاني من جراء الكثير من النواقص، في وقت تستفيد الجامعات الخاصة من هذا الضعف. وبعد التخرج، يكون الشباب أمام خيارين: إما الخضوع لنظام زبائني للحصول على وظيفة، أو الهجرة".

لهذه الأسباب نزل شبارو إلى الشارع. هذا في العموم. أما المطالب المرتبطة بالجامعة، فهي "رفض دفع الأقساط بالدولار، وتثبيتها خلال الفترة الدراسية لكل طالب، وتأمين حرية العمل النقابي والسياسي، واعتماد التشاركية في القرارات بين الإدارة والطلاب". وأكثر. يتحدّث عن "رفض التعدي على الأملاك البحرية، وملاحقة الناشطين من قبل مكتب جرائم المعلوماتية".
ديمة عباسي، وهي طالبة في الجامعة الأميركية أيضاً، تقول إن الطاقم السياسي الموجود حالياً فُرض عليها، هي التي لم تتمكن من المشاركة في الانتخابات الأخيرة بسبب السنّ. عباسي التي تتخرّج هذا العام، لن تترك الشارع وتعود إلى الجامعة قبل تحقيق مطالبها ومطالب زملائها، وإن استؤنفت الدروس. من جهة أخرى، تبدو متفهّمة لزملائها الذين لم يشاركوا في
التظاهرات. "ربّما يرتبط بعض الشباب بأحزابهم، ويركزون فقط على التخرّج والهجرة".

أما قمر سليمان التي تدرس الطب في جامعة البلمند، فتشير إلى أن رئيس الجامعة يشجع الطلاب على النزول إلى الشارع والمطالبة بحقوقهم. والمطالب، كما تقول، تتمثل في "تثبيث الأقساط، واعتماد الليرة اللبنانية، ودعم حرية التعبير...".

عدد من الطلّاب في كليّة الصحة في الجامعة اللبنانية نزلوا بمبادرة فردية، وقد أنهكتهم الطائفية في الجامعة، ومنعهم من العمل أثناء الدراسة، ودراسة تخصصين، ونقص المعدات، وغيرها. ورددوا "ما بدنا طائفية.. كليتنا وطنية".



إلى ذلك، تقول الأستاذة في الجامعة الأميركية في بيروت ألين جرماني إن مجموعة من أساتذة الجامعات قرروا النزول إلى الشارع معاً وقد اتفقوا على خطوط عريضة، هي إسقاط الحكومة، وتشكيل حكومة انتقالية بمهام استثنائية، وإجراء انتخابات مبكرة بعد تعديل القانون. وتؤكد أن مشاركة الأساتذة بمثابة تأكيد على "أننا جزء من الشعب، ودعم الشباب العاجزين عن الالتحاق في الجامعات". تضيف: "صحيح أننا كجامعة خاصة ليس لنا مطالب من الدولة، لكننا في الوقت نفسه ندعم مطالب الجامعة اللبنانية".

أما الأستاذة في كليّة العلوم في الجامعة اللبنانية ربى سليمان، فقررت النزول إلى الشارع أيضاً كمواطنة من هذا الشعب قبل أن تكون أستاذة جامعية. تضيف أنها تثق برابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية التي تطالب بحقوق الأساتذة. لكنها في الوقت نفسه، تشير إلى أن المعاناة كبيرة. "الجامعة اللبنانية هي جامعة الفقراء. لكن الطلاب يعانون للوصول إلى الجامعة يومياً خصوصاً القادمين من مناطق بعيدة، والعاجزين عن تأمين مساكن قريبة". تضيف: "حين تزول الطائفية، سنحصل على حقوقنا تلقائياً".