يحقق مستشفى حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة، الذي افتتح في أبريل/نيسان الماضي، والذي أسسته قطر ويديره صندوق قطر للتنمية، إنجازات ضخمة على المستوى الطبي وينهي معاناة آلاف المرضى والمصابين الفلسطينيين الذين استفادوا من خدماته خلال فترة وجيزة.
وشرع مستشفى الشيخ حمد بعمليات تركيب الأطراف الصناعية لفئة مبتوري الأطراف وذوي الاحتياجات الخاصة، وأمّن أفضل الأطراف الصناعية في الشرق الأوسط من أفضل الشركات العالمية، موفراً على آلاف المصابين معاناة السفر للخارج لإجراء العمليات في ظل نقص التحويلات الطبية المتاحة. وأنتج المستشفى 10 أطراف صناعية سفلية وأربعة أجهزة لتقوس العمود الفقري وستة أجهزة تعويضية طرفية كما أصلح القسم 14 جهازاً الشهر الماضي.
ويجري مستشفى حمد عملية تأهيل مطولة لحالات البتر في مرحلة ما قبل تركيب الطرف الصناعي، تشمل تأهيلاً حركياً ونفسياً، خصوصا لفئة صغار السن، ومن ثم تأتي مرحلة التدريب للتعامل مع الطرف وكيفية التأقلم على الطرف في ممارسة أنشطة الحياة اليومية، ويتابع المستشفى بشكل مستمر المصابين المزودين بالأطراف الصناعية وفي حال حدوث أي خلل يقوم الطاقم الطبي بالتعامل معه.
وقال المدير العام لمستشفى الشيخ حمد، رأفت لبد، إن قسم الأطراف الصناعية في المستشفى مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة وحصل على أفضل الأطراف من أكبر الشركات العالمية وهي شركة Ottobock بأحدث طراز مع استجلاب مواد الأطراف الصناعية من أفضل الخامات لصناعة أطراف متطورة.
وأضاف "أول الغيث قطرة وهناك خطة معدة لتطوير هذا القسم من الناحية العلمية والعملية والفنية لإنتاج أطراف متطورة بشكل أكبر وأطراف خاصة ببعض الرياضيين مبتوري الأطراف، وكذلك نستعد لإحداث تقدم في مجال الأطراف العلوية، ونحن نعمل على أطراف كرتونية متطورة تخدم المريض من ناحية عملية ووظيفية".
وأكد لبد أن المستشفى في تطور مستمر في كافة المجالات، ليعمل بكامل طاقته بهدف خدمة أكبر قدر من المرضى وإنهاء معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يتم استجلاب خبرات في مجال الأطراف الصناعية من الولايات المتحدة وتطوير الكادر الطبي من خلال العمل على تدريبه وزيادة كفاءته الطبية.
بدوره، قال رئيس قسم الأطراف الصناعية في مستشفى حمد، الدكتور أحمد العبسي، إن "الخدمات النوعية التي يقدمها المستشفى تأتي في ظل تزايد أعداد المحتاجين لهذه الأطراف، حيث خلفت مسيرات العودة حتى اللحظة 140 مصاباً بالبتر و1800 مصاب محتاج لجهاز تعويضي، بجانب 900 حالة بتر من الحروب السابقة، و11 ألف مصاب يحتاج لجهاز تعويضي. وسيقدم المستشفى خدماته لهذه الفئة التي تقاسي الأمرين جراء الإعاقة، ويتخصص المستشفى بأداء العمليات للحالات المعقدة والصعبة نظراً لكفاءة الطاقم الطبي والتجهيزات الطبية المتكاملة".
وكشف الطبيب أنه "في المرحلة الحالية يعمل المستشفى على علاج 200 مصاب، وتزويدهم بالأطراف والأجهزة التعويضية، ونعمل بأقصى إمكانياتنا لإتمام هذه العمليات بنجاح مع تقديم خدمات الـتأهيل".
وتابع "أخذنا على عاتقنا تأدية الخدمة الطبية على أكمل وجه لمبتوري الأطراف العلوية والسفلية، مع العلم أن الإصابات السفلية ما فوق الركبة تحتاج لمفصلين (كاحل وركبة) وهذا يحتاج لمجهود كبير في صناعة وتركيب الطرف الصناعي وكذلك في مراحل التأهيل والعلاج الطبيعي". وأكد العبسي أن قسم الأطراف يتميز بوجود ورشات متطورة ومتقدمة لصناعة الأطراف وتركيبها بوجود أحدث الأجهزة الطبية والتقنية وهو ما مكن المستشفى من صناعة أفضل الأطراف الصناعية على الساحة الطبية في قطاع غزة.
وقال: "إن الهدف ليس مجرد وضع طرف صناعي يسيّر حياة المصاب، بل العمل على عودته لحياته الطبيعية بكل قوة، حيث يعود الرياضي لممارسة الرياضة كالمعتاد والطالب يعود لمقاعد الدراسة وكذلك الموظفون وأرباب العمل".
ويولي قسم الأطراف في مستشفى حمد اهتماماً بالغاً لإصابات البتر للأطفال، باعتبار أنهم الفئة الأكثر حاجة للتدخل السريع لأن الطفل يحتاج تغيير الطرف مع مراحل النمو، حيث تتم عملية التغيير بشكل منتظم من ستة أشهر وحتى عام بجانب برنامج خاص بالتأهيل وتقييم دوري كل شهرين ومتابعة مستمرة لحالة الطفل.
والجدير بالذكر أن الحالات التي تم تركيب الأطراف الصناعية لها داخل مستشفى حمد اندمجت بالكامل في حياتها اليومية، ومنهم من عاد لنشاطه الرياضي ومنهم أطفال عادوا لمقاعد الدراسة بعد أن منعتهم الإصابة وتأثيراتها النفسية من ممارسة طفولتهم كما باقي الأطفال، من جراء رصاص وقذائف الاحتلال الإسرائيلي.
وتبلغ مساحة المستشفى 12 ألف متر مربع، كما تبلغ قدرته الاستيعابية 100 سرير، ويضم أقساماً مستقلة ومتخصصة بجانب قسم الأطراف الصناعية كقسم التأهيل الحركي والتأهيل اللفظي. كما يشمل قسم العلاج الوظيفي، وقسم التمريض، وقسم السمعيات، وقسم العلاج الطبيعي، وقسم الأشعة التشخيصية، وعدة عيادات، ويستهدف المستشفى حوالي 127 ألفاً من ذوي الاحتياجات الخاصة في قطاع غزة.