على الرغم من مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسي الجديد في مدينة الحديدة غربي اليمن، ما زال هناك تحديات تواجه العملية التعليمية، في ظل تجدّد المعارك بين الحين والآخر في عدد من المناطق، والتغيّب المستمر للمدرّسين. يقول سليم عبد السلام، وهو تلميذ في الصف الثاني الثانوي في إحدى المدارس الحكومية في الحديدة، إنّ أصوات الانفجارات التي تُسمع من حين إلى آخر تثير خوف التلاميذ وتُشتّت انتباههم وتجبرهم في بعض الأحيان على العودة إلى منازلهم.
يضيف لـ "العربي الجديد": "منذ بدء الحرب في البلاد والتعليم في المدينة من سيّئ إلى أسوأ بسبب تغيّب المدرسين، وعدم حصولنا على المناهج الدراسية، وارتفاع درجة الحرارة في الفصول، في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي المشغّل للمراوح"، مشيراً إلى أن هذه العوامل تجعل من التعليم أمراً صعباً. يتابع: "نتوقّع حدوث حرب طاحنة في أي وقت، لأن الآليات العسكرية تحيط بالمدينة من معظم الجهات، وهناك طرف يستعدّ لاقتحام المدينة"، لافتاً إلى أن "الدراسة في مثل هذا الوضع مخاطرة. حتى إذا لم تحدث المواجهة، القلق الذي نعيشه يجعلنا غير قادرين على استيعاب الدروس".
من جهته، يؤكّد التلميذ عمر عبد الله، وهو من مديرية زبيد جنوب المدينة، أنّ العملية التعليمية في محافظة الحديدة شبه متوقفة من جراء استمرار غياب معظم المدرسين عن المدارس، نتيجة عدم صرف رواتبهم وغياب الاستقرار في المدينة. يضيف لـ "العربي الجديد": "نذهب إلى المدرسة في الصباح الباكر، ونعود بعد نحو ساعة أو ساعتين إلى منازلنا من دون أي فائدة تذكر، والهدف من ذلك القول إن العملية التعليمية مستمرة هنا، علماً أن الحقيقة مختلفة تماماً". يضيف أن "بعض أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، بعدما تأكدوا من عدم جدوى الاستمرار في ذلك، وباتوا يكتفون بإرسالهم خلال الامتحانات النهائية فقط".
أما التلميذ عبد الرحمن صالح، وهو من مديرية الدريهمي غرب المدينة، فقد قرر الدراسة في المنزل ليخضع لامتحانات نهاية العام الدراسي، على غرار الكثير من التلاميذ الذين يلجأون إلى مثل هذه الوسيلة. يقول لـ "العربي الجديد": "الذهاب إلى المدرسة في ظل هذا الوضع غير المستقر قد يعرضني للخطر، كذلك فإن غياب المدرسين وعدم وجود مناهج دراسية يجعل الذهاب إلى المدرسة بلا فائدة". يضيف أن "غالبية التلاميذ يذهبون إلى المدارس هذه الأيام بهدف اللعب والحديث فيما بينهم فقط"، إذ يُرجَعون إلى منازلهم غالباً بعد نحو ساعة من وصولهم إلى المدرسة. يضيف أنه يستيقظ مبكراً يومياً من أجل مساعدة والده المسن الذي يعمل في بيع الخضار، لتوفير متطلبات الأسرة الأساسية. ويؤكد أن "النجاح بالنسبة إلى التلاميذ في كثير من مدارس محافظة الحديدة مضمون تماماً منذ بدء الحرب، ونادراً ما يكون هناك رسوب بسبب كثرة الغش".
اقــرأ أيضاً
وتوقفت الدراسة في الكثير من المدارس الواقعة في مناطق خطوط النار والمواجهات التي تندلع بين الحين والآخر، مثل مديريات الحوك والتحيتا والدريهمي، ليضطر التلاميذ إلى النزوح إلى مديريات أخرى تابعة للمحافظة أو محافظات أخرى ضمن مناطق الشرعية أو تلك الخاضعة لأنصار الله (الحوثيين).
ونتيجة التدهور المستمرّ للمنظومة التعليمية والأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اضطر بعض الأهالي في محافظة الحديدة للنزوح إلى مناطق الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً). أحمد الأهدل من بين هؤلاء، وهو من محافظة الحديدة. يؤكّد أن ضعف التعليم في الحديدة أحد الأسباب التي اضطرته للانتقال من الحديدة إلى محافظة مأرب شرقي البلاد في أغسطس/ آب 2018. يضيف لـ "العربي الجديد": "سكان الحديدة يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية، والتعليم فيها منهار تماماً، بخلاف ما يحاول الحوثيون ترويجه للعالم، إذ توهم الجماعة من حولها أن التعليم مستمر".
يضيف: "كان من الصعب البقاء في الحديدة وأولادي الثلاثة من دون تعليم"، مشيراً إلى أن التعليم في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية أفضل حالاً من مناطق سيطرة الحوثيين، "فالشرعية تصرف رواتب المدرسين بانتظام".
إلى ذلك، يؤكّد مدير مدرسة 30 نوفمبر في مدينة الحديدة خالد سالم، أنّ "السلطات المحلية في المحافظة حريصة على استمرار العملية التعليمية، على الرغم من التحديات التي تواجهها. وتعمل جاهدة على توفير كافة مستلزمات الدراسة، بحسب الإمكانات المتاحة. كذلك طالبت كل المدارس بالسماح للتلاميذ الذين لا يستطيعون شراء الزي المدرسي الموحد، والاستمرار في مراعاة ظروف التلاميذ. يضيف لـ "العربي الجديد": "الظروف الاقتصادية للأهالي صعبة للغاية من جراء الحرب. لذلك، نسعى إلى عدم زيادة الأعباء على التلاميذ وأولياء الأمور من خلال المستلزمات الدراسية". ويشير إلى أن "أحد أكبر التحديات التي تعوق العملية التعليمية في الحديدة تتمثل بعدم توافر الكتب المدرسية للتلاميذ، على الرغم من مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسي الجديد".
وبحسب مكتب التربية في مدينة الحديدة، فإن إجمالي عدد التلاميذ في المحافظة للعام الدراسي الجديد يبلغ نحو 600 ألف تلميذ وتلميذة، يدرسون في 1400 مدرسة حكومية وخاصة. ويشير إلى أن المواجهات المسلحة وغارات طائرات التحالف العربي دمرت 82 منشأة تعليمية، منها 24 كلياً و58 جزئياً.
وكانت وزارة التربية والتعليم في صنعاء قد أعلنت أنّ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2019 - 2020 يبدأ في يوم 14 سبتمبر/ أيلول الجاري وينتهي في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2019، فيما يبدأ الفصل الدراسي الثاني في 18 يناير/ كانون الثاني 2020 وينتهي في 22 إبريل/ نيسان من العام نفسه.
يضيف لـ "العربي الجديد": "منذ بدء الحرب في البلاد والتعليم في المدينة من سيّئ إلى أسوأ بسبب تغيّب المدرسين، وعدم حصولنا على المناهج الدراسية، وارتفاع درجة الحرارة في الفصول، في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي المشغّل للمراوح"، مشيراً إلى أن هذه العوامل تجعل من التعليم أمراً صعباً. يتابع: "نتوقّع حدوث حرب طاحنة في أي وقت، لأن الآليات العسكرية تحيط بالمدينة من معظم الجهات، وهناك طرف يستعدّ لاقتحام المدينة"، لافتاً إلى أن "الدراسة في مثل هذا الوضع مخاطرة. حتى إذا لم تحدث المواجهة، القلق الذي نعيشه يجعلنا غير قادرين على استيعاب الدروس".
من جهته، يؤكّد التلميذ عمر عبد الله، وهو من مديرية زبيد جنوب المدينة، أنّ العملية التعليمية في محافظة الحديدة شبه متوقفة من جراء استمرار غياب معظم المدرسين عن المدارس، نتيجة عدم صرف رواتبهم وغياب الاستقرار في المدينة. يضيف لـ "العربي الجديد": "نذهب إلى المدرسة في الصباح الباكر، ونعود بعد نحو ساعة أو ساعتين إلى منازلنا من دون أي فائدة تذكر، والهدف من ذلك القول إن العملية التعليمية مستمرة هنا، علماً أن الحقيقة مختلفة تماماً". يضيف أن "بعض أولياء الأمور منعوا أبناءهم من الذهاب إلى المدارس، بعدما تأكدوا من عدم جدوى الاستمرار في ذلك، وباتوا يكتفون بإرسالهم خلال الامتحانات النهائية فقط".
أما التلميذ عبد الرحمن صالح، وهو من مديرية الدريهمي غرب المدينة، فقد قرر الدراسة في المنزل ليخضع لامتحانات نهاية العام الدراسي، على غرار الكثير من التلاميذ الذين يلجأون إلى مثل هذه الوسيلة. يقول لـ "العربي الجديد": "الذهاب إلى المدرسة في ظل هذا الوضع غير المستقر قد يعرضني للخطر، كذلك فإن غياب المدرسين وعدم وجود مناهج دراسية يجعل الذهاب إلى المدرسة بلا فائدة". يضيف أن "غالبية التلاميذ يذهبون إلى المدارس هذه الأيام بهدف اللعب والحديث فيما بينهم فقط"، إذ يُرجَعون إلى منازلهم غالباً بعد نحو ساعة من وصولهم إلى المدرسة. يضيف أنه يستيقظ مبكراً يومياً من أجل مساعدة والده المسن الذي يعمل في بيع الخضار، لتوفير متطلبات الأسرة الأساسية. ويؤكد أن "النجاح بالنسبة إلى التلاميذ في كثير من مدارس محافظة الحديدة مضمون تماماً منذ بدء الحرب، ونادراً ما يكون هناك رسوب بسبب كثرة الغش".
وتوقفت الدراسة في الكثير من المدارس الواقعة في مناطق خطوط النار والمواجهات التي تندلع بين الحين والآخر، مثل مديريات الحوك والتحيتا والدريهمي، ليضطر التلاميذ إلى النزوح إلى مديريات أخرى تابعة للمحافظة أو محافظات أخرى ضمن مناطق الشرعية أو تلك الخاضعة لأنصار الله (الحوثيين).
ونتيجة التدهور المستمرّ للمنظومة التعليمية والأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين)، اضطر بعض الأهالي في محافظة الحديدة للنزوح إلى مناطق الحكومة اليمنية (المعترف بها دولياً). أحمد الأهدل من بين هؤلاء، وهو من محافظة الحديدة. يؤكّد أن ضعف التعليم في الحديدة أحد الأسباب التي اضطرته للانتقال من الحديدة إلى محافظة مأرب شرقي البلاد في أغسطس/ آب 2018. يضيف لـ "العربي الجديد": "سكان الحديدة يعانون ظروفاً اقتصادية صعبة للغاية، والتعليم فيها منهار تماماً، بخلاف ما يحاول الحوثيون ترويجه للعالم، إذ توهم الجماعة من حولها أن التعليم مستمر".
يضيف: "كان من الصعب البقاء في الحديدة وأولادي الثلاثة من دون تعليم"، مشيراً إلى أن التعليم في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية أفضل حالاً من مناطق سيطرة الحوثيين، "فالشرعية تصرف رواتب المدرسين بانتظام".
إلى ذلك، يؤكّد مدير مدرسة 30 نوفمبر في مدينة الحديدة خالد سالم، أنّ "السلطات المحلية في المحافظة حريصة على استمرار العملية التعليمية، على الرغم من التحديات التي تواجهها. وتعمل جاهدة على توفير كافة مستلزمات الدراسة، بحسب الإمكانات المتاحة. كذلك طالبت كل المدارس بالسماح للتلاميذ الذين لا يستطيعون شراء الزي المدرسي الموحد، والاستمرار في مراعاة ظروف التلاميذ. يضيف لـ "العربي الجديد": "الظروف الاقتصادية للأهالي صعبة للغاية من جراء الحرب. لذلك، نسعى إلى عدم زيادة الأعباء على التلاميذ وأولياء الأمور من خلال المستلزمات الدراسية". ويشير إلى أن "أحد أكبر التحديات التي تعوق العملية التعليمية في الحديدة تتمثل بعدم توافر الكتب المدرسية للتلاميذ، على الرغم من مرور أكثر من شهر على بدء العام الدراسي الجديد".
وبحسب مكتب التربية في مدينة الحديدة، فإن إجمالي عدد التلاميذ في المحافظة للعام الدراسي الجديد يبلغ نحو 600 ألف تلميذ وتلميذة، يدرسون في 1400 مدرسة حكومية وخاصة. ويشير إلى أن المواجهات المسلحة وغارات طائرات التحالف العربي دمرت 82 منشأة تعليمية، منها 24 كلياً و58 جزئياً.
وكانت وزارة التربية والتعليم في صنعاء قد أعلنت أنّ الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2019 - 2020 يبدأ في يوم 14 سبتمبر/ أيلول الجاري وينتهي في 25 ديسمبر/ كانون الأول 2019، فيما يبدأ الفصل الدراسي الثاني في 18 يناير/ كانون الثاني 2020 وينتهي في 22 إبريل/ نيسان من العام نفسه.