التواصل مع الآخرين هو العامل الأساس في وقف تدهور أحوال الطلاب الجامعيين الآتين من خلفيات فقيرة، فالعزلة تؤدي بهم إلى الاكتئاب، بحسب علماء نفس أستراليين. فقد توصل بحث من جامعة "نيوكاسل" الأسترالية إلى أنّ الطلاب الذين يصنّفون أنفسهم فقراء مقارنة بزملائهم، يعيشون عزلة في سنواتهم الجامعية بعيداً عن جميع الآخرين غالباً. وهو ما يجعلهم عرضة لمخاطر الاكتئاب التي يمكن أن تعرقل جهودهم الدراسية، بحسب تقرير من موقع "تايمز هاير إيديوكيشن" المتخصص.
يخلص قائد فريق البحث، مارك روبن، إلى أنّ "التواصل هو الآلية التي ترتبط بها الطبقة الاجتماعية بالصحة العقلية. فالطبقة الاجتماعية تحدد مستوى التواصل بين الطلاب في الجامعة، والتواصل - أو عدمه - يحدد مستوى الصحة العقلية لديهم".
طلب فريق البحث من 750 طالب سنة أولى في جامعة "نيوكاسل" تقييم "وضعهم الاجتماعي"، من خلال مقارنة ثروات آبائهم ومهنهم ومستوياتهم التعليمية بمستويات غيرهم من الناس. ومن ناحية أخرى، حدد الطلاب مدى التواصل المباشر، أو عبر الهاتف، أو عبر الإنترنت، مع أصدقائهم، خلال الأسبوع السابق لسؤالهم.
كرر أكثر من 300 مشارك هذا التمرين بعد عدة أشهر، ما أتاح للباحثين التوصل إلى استنتاجات أكثر متانة. يعلق روبن: "أظهرنا أنّ الوقت والمال هما السبب في افتقار طلاب الطبقة العاملة إلى الاندماج الاجتماعي، وهو ما يمكن أن يؤثّر على الصحة العقلية. ومع هذا النوع من النتائج، لا بدّ من التعامل بجدّية مع مثل هذه الاختلالات الاجتماعية. فإذا تمكّنا من تقليص الاختلال على مستوى الاندماج الاجتماعي، ربما سيقلل ذلك من الاختلال بين الطبقات الاجتماعية على مستوى الصحة العقلية والأداء الأكاديمي".
في هذا الإطار، يوصي فريق البحث بعدد من التدخلات لمحاربة عزلة الطلاب الفقراء، من قبيل تمويل رحلاتهم وسكنهم ومشاركتهم في المناسبات الاجتماعية المختلفة، وكذلك دعمهم في رعاية أطفالهم في حال وجودهم. ويشير الفريق أيضاً إلى أنّ الشبكات الاجتماعية عبر الإنترنت توفّر تواصلاً اجتماعياً يلبي احتياجات الطلاب الفقراء، خصوصاً لجهة الوقت أو المال المطلوبين لمثل هذا النوع من النشاطات.
يخلص روبن إلى أنّ ذهاب طلاب الطبقة العاملة إلى الجامعات يخلق لديهم صدمة ثقافية تشبه زيارة بلد أجنبي، ما يعرّضهم للاكتئاب، والضغوط المرتبطة بأوضاعهم المالية، وعلاماتهم، وفرصهم المهنية المستقبلية.