تكثر الاحتجاجات في تونس، ويعمد المواطنون من الأطياف كافة إلى أشكال مختلفة من التعبير. ولعلّ الإقدام على الانتحار ومحاولة الانتحار حرقاً من أبرزها، إلى جانب المسيرات الراجلة.
في ساحة القصبة بالعاصمة تونس، بجوار قصر الحكومة، حاولت امرأة في الأربعين من عمرها إضرام النار في جسدها في الحادي عشر من يناير/ كانون الثاني الجاري، بعدما سكبت كميّة من البنزين على نفسها. وبيّنت المعطيات الأولية أنّ المرأة حاولت الانتحار حرقاً، احتجاجاً على عدم إنصافها من وزارة التربية، بعد تعرّض ابنها إلى عنف من مدير مدرسته الابتدائية، لكنّ الوحدات الأمنية منعتها من ذلك. قد يكون السبب بسيطاً في الظاهر ولا يستحق حتى الاحتجاج بصوت عالٍ، بل يستوجب تقديم تظلم وشكوى لدى وزارة التربية أو القضاء. مع ذلك، ذهبت المرأة إلى أقصى الحدود، وكانت مستعدة للتضحية بحياتها أمام مقرّ الحكومة وعلى مرأى ومسمع آلاف التونسيين الذين يعبرون من هناك.
في الأسبوع الأخير من العام الماضي، سجّلت تونس حالة انتحار واحدة وأربع محاولات انتحار حرقاً، وذلك احتجاجاً على البطالة وتردّي الأوضاع الاجتماعية وفقدان الأمل في تحسّن المعيشة. فالمصوّر الصحافي عبد الرزاق الرزقي أقدم على سكب البنزين على جسده في ساحة الشهداء في مدينة القصرين (وسط غرب) وسط مجموعة من المحتجّين، مطالباً بتحسين ظروف العيش. وقد توفي مخلفاً وراءه احتجاجات وتساؤلات حول إقدامه على الانتحار أو دفعه إلى ذلك.
وفي محاولة الانتحار الأولى، أضرم رجل خمسيني النار في جسده وسط مدينة بوسالم في محافظة جندوبة (شمال غربي)، وقد تدخّل عدد من الأهالي لإطفاء النار ونقله وهو في حالة حرجة إلى المستشفى المحلي في بوسالم. وأصيب بحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الوجه والرقبة والصدر. في المحاولة الثانية، أضرم شاب النار في جسده أمام منزل عائلته في منطقة العوابد، القريبة من مدينة صفاقس (جنوب)، وقد تمكّن الأهالي من إطفاء النار ونقله بسرعة إلى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة في صفاقس. في الثالثة، أقدم شاب يعمل سائق سيارة أجرة على حرق نفسه وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس، في مكان غير بعيد عن مقرّ وزارة الداخلية، احتجاجاً على سحب رخصته ورفض السلطات إعادتها إليه. هو عمد إلى سكب البنزين على نفسه، غير أنّ رجال الأمن نجحوا في السيطرة عليه وحالوا دون وفاته. وفي الرابعة، أقدم شاب في مدينة جبنيانة بمحافظة صفاقس، على إحراق نفسه أمام مقرّ الشرطة، عقب اشتباكات متكررة بين أهالي الجهة وقوات الأمن على أثر وفاة شاب آخر خلال مطاردة أمنية، وقد تمكّنت الشرطة من الحؤول دون وفاته بعد إخماد النار بسرعة ونقله إلى المستشفى.
من جهتها، تأتي قصة الثلاثيني عادل الدريدي من طبربة الواقعة إلى غرب العاصمة تونس، مشابهة جداً لقصة محمد البوعزيزي، فالاثنان بائعان متجولان وعمدا إلى إحراق نفسيهما. لكن فيما قضى البوعزيزي متأثّراً بحروقه، كُتب لعادل النجاة. وبعد عامَين تقريباً، يفكّر الدريدي في إعادة الكرّة، مؤكداً أنّ المسؤولين تملّصوا من الوعود التي قُدّمت له ولا سبيل له للاحتجاج إلا عبر إحراق نفسه. ويخبر الدريدي "العربي الجديد"، أنّ "شعوري بالظلم والقهر دفعني في السابق إلى إحراق نفسي. في تلك اللحظة، تذكّرت البوعزيزي وأردت من خلال الاحتجاج حرقاً التعبير عن غضبي وإيصال صوتي ووقف التهميش الذي طاولني". يضيف الدريدي: "كنت غاضباً جداً ومستاءً، لدرجة أنّ الدنيا بدت لي سوداء. في ذلك اليوم، عرضت بعض الغلال في شاحنة صغيرة بالقرب من محطة الحافلات، لأنني أعيل أسرتي (ولا سيّما أشقائي الثلاثة) بعد وفاة والدي. فاقترب منّي أعوان الشرطة البلدية برفقة أعوان أمن، بعدما قرّر الوالي منع البيع الفوضوي وطلبوا إزالة ما أعرضه. كانت لغتهم تحمل احتقاراً، وما زلت أذكر كيف طلب مني رئيس المركز الأمني أن أجمع المنتجات وأغادر، قائلاً إنه لا يريد أن يراني عند عودتهم من جولتهم التي تشمل بقيّة العربات".
ويتابع الدريدي: "لم أكن مقتنعاً بالمغادرة، فتوجّهت إلى أقرب نقطة لبيع المحروقات واشتريت البنزين ووضعته جانباً، لأنني كنت شبه متيقن من أنهم سوف يتخلصون من سلعي بالقوة. تحدّيت الأعوان وقلت لهم إنني لن أغادر مكاني، فتلقيت صفعات وركلات ووضعت المنتجات في شاحنة الحجز البلدي. حينها، أفلتّ من قبضة أحد هؤلاء الأعوان وسارعت إلى سكب البنزين على نفسي. حاول هؤلاء ثنيي عن ذلك وتهدئتي، لكنني أشعلت الولاعة سريعاً، غير أنني لا أتذكر بقية التفاصيل. ما أذكره هو النار في جسدي وآلام مبرحة، قبل أن أجد نفسي في مستشفى الحروق البالغة". ويؤكد الدريدي أنّه كان واعياً وراح يراقب الفريق الطبّي وهو ينزع جلده المحروق ليظهر ما تحته، في حين أنّ الألم كان لا يُطاق، مشيراً إلى أنّ "الفضل في نجاتي يعود إلى صديقي الذي سارع وحاول إطفاء النار بمعطفه".
محاولة الانتحار تلك أدّت إلى احتجاجات كبيرة في منطقته طبربة، لم تهدأ إلا بعد التأكّد من نجاته من الموت. ويقول الدريدي إنّ "والي الجهة أعطاني مبلغ 700 دينار تونسي (نحو 250 دولاراً أميركياً) لشراء بضائع، على أن أُمنَح ترخيصاً وكشكاً صغيراً أبيعها فيه. لكنّ ذلك كان مجرّد وعود، لذلك سوف أتوجّه مجدداً إلى الولاية وأحرق نفسي". يكمل: "جرّبت طرق احتجاج عديدة، لكنني تعرّضت إلى التوقيف مع محتجين آخرين. إذاً، فإنّ الطريقة المجدية الوحيدة هي حرق نفسي. وفي حال توفيت آمل أن يظهر حقّي، فالفقر مؤلم لكنّ التهميش أكثر إيلاماً".
طريقة احتجاج أخرى تنامت أخيراً في تونس، هي المسيرات على الأقدام لمئات الكيلومترات التي راح يعمد إليها محتجّون من المناطق المهمشة فيتوجّهون إلى العاصمة، علماً أن احتجاجاتهم تلك تدوم أياماً، إذ إنهم يجوبون في خلالها محافظات ومدناً. ولعلّ آخر تلك المسيرات على الأقدام هي للمعلّمين النواب، الذين يعوّضون غياب المعلمين الأصيلين في لقاء أجور زهيدة. وقد انطلقت ثلاث مسيرات، الأولى من بنزرت وباجة وجندوبة والكاف، والثانية من القصرين وسيدي بوزيد، والمسيرة الثالثة من صفاقس والمهدية، لتلتقي كلها يوم الإثنين الماضي أمام وزارة التربية في العاصمة.
يؤكد المعلّم النائب زهير بليلي، وهو أحد المحتجّين لـ"العربي الجديد"، أنّ "الاحتجاج سيراً على الأقدام وسيلة للتعبير عن مطالبنا وله رمزيته. صحيح أنّ ثمة طرقاً عديدة للاحتجاج، غير أننا وبعدما جرّبنا بعضها من دون أن تؤدّي إلى نتيجة، ومنها الاعتصام أمام المندوبيات الجهوية للتعليم والوقفات المختلفة ومقاطعة التعليم، اكتشفنا أنّ أصواتنا لم تصل". يضيف بليلي أنّ "الظروف المادّية تقف كذلك وراء طريقة الاحتجاج تلك، فنحن لم نحصل على رواتبنا الزهيدة والمقدّرة بـ 120 ديناراً (نحو 40 دولاراً) منذ شهر مايو/ أيار الماضي، من ثم فإنّ المعلّمين بمعظمهم يمرّون بظروف صعبة، ومنهم من راح في مجالَي البناء والمقاهي إلى جانب التدريس". ويتابع: "انطلقنا من محافظة القصرين واجتزنا 290 كيلومتراً وصولاً إلى وزارة التربية. في طريقنا، مررنا بالقيروان، حيث انضمّ إلينا محتجّون من هناك وكذلك آخرون من قابس وسيدي بوزيد و زغوان والفحص. وفي كلّ منطقة كنّا نقضي الليلة في مقارّ الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي احتضن إضرابنا وقدّم لنا العون".
ويلفت بليلي إلى أنّ "السير على الأقدام طوال تلك المسافات، أدّى إلى نقل بعضنا إلى المستشفى، وقد ساءت حالة أقدامنا وراحت تنزف. مع ذلك، واصلنا مسيرنا إلى مقرّ وزارة التربية، ثمّ إلى ساحة الحكومة في القصبة"، مبيناً أنّ "تصريحات وزير التربية بخصوص الرواتب التي نحصل عليها لا تخلو من مغالطات، في حين لا تتوفّر التغطية الصحّية ولا الاجتماعية على أرض الواقع". ويتحدّث زهير عن والدَيه المتوفيَين اللذَين حرما نفسيهما من الدواء ليواصل هو تعليمه الجامعي، فيجد نفسه في النهاية في وضع هشّ. ويشدّد على أنّ "ما يحصل مهين. ليس سهلاً أن يشعر المحتجّون بالألم في مسيرهم ويبكي بعضهم قهراً بسبب الظلم. فالتدريس في الأرياف صعب والمعلّمون والتلاميذ يعانون على حدّ سواء، في ظلّ غياب الأجور". ويتساءل: "لماذا تتعامل الدولة مع أبنائها بهذه الطريقة؟".
من جهته، يقول المتخصص في علم الاجتماع والأستاذ في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس، الطيب الطويلي، لـ"العربي الجديد" إنّ "كلّ محتجّ يحاول أن يبيّن للآخرين تميّز أسلوبه الاحتجاجي، ليصل إلى قمته في مشهد الإحراق الذاتي، وذلك في إعادة تمثيل مشهد اندلاع الثورة التونسية. كأنّ المحتجّ الذي يضرم النار بنفسه يحاول أن يكون بداية لثورة أخرى، آملاً أن يكون لذلك الإحراق الوقع ذاته الذي أحدثه إحراق محمد البوعزيزي نفسه قبل سنوات". يضيف الطويلي أنّ "تناول الإعلام لعمليات الانتحار ولمحاولات الانتحار الأخيرة غذّى السلوك المؤدي إلى الانتحار، ويُصار إلى إخراج المنتحر في صورة بطولية مع دغدغة مشاعر الضحية ومحاولة جذب الانتباه". ويتابع: "نلاحظ أنّ حالات الانتحار ومحاولات الانتحار اعتمدت في معظمها على الإحراق، وذلك لضمان التعاطف الشعبي الذي صار يلي حالات الانتحار والمحاولات بعد الثورة. وذلك التعاطف يعوّض مشاعر السخط التي كانت تتملّك المجتمع التونسي قبيل الثورة، إزاء من يقدم على الانتحار أو يحاول القيام بذلك. فالمنتحر كان يُعَدّ شخصاً موبوءاً وخارجاً من الملّة، وكنّا نسمع تعليقات من قبيل: من دارو لنارو، وغيرها من عبارات الاشمئزاز والتقزّز".
ويعيد الطويلي "تعاظم الاحتجاجات والتحركات الاجتماعية في تونس إلى عوامل عديدة، منها انعدام الوعي السياسي والإحساس بالمسؤولية. فتذهب الحركات الاحتجاجية إلى أقصاها، من قبيل قطع الطرقات أو إغلاق المعامل أو الإضراب، من دون أن يؤخذ في الاعتبار تأثير ذلك في الواقع الاقتصادي، وكذلك الأمني والاجتماعي في تونس". ويشرح الطويلي: "وهذا ما أدّى إلى ما نراه اليوم في أوضاع أﺑﻨﺎئنا ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، وتفاقم البطالة وتدنّي القدرة الشرائية للمواطن ﻭﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺍﻟﺬﻱ يؤﺩّي ﺇﻟﻰ ﺇﺿﺮﺍﺏ ﻋﺎﻡ ﻭﺇﺿﺮﺍﺏ ﺁﺧﺮ ﻣﺤﺘﻤﻞ. يُذكر أنّ ﺍلإﺿﺮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺗﻮﻧﺲ ﻟﻢ يكن ﻳﺤﺼﻞ إﻻ ﻓﻲ مراحل ﻣﻔﺼﻠﻴﺔ ﻭﺣﺎﺳﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ البلاد، ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮﺍﺕ ﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟقائمة".
ويلفت الطويلي إلى أنّ "السياقات الانتقالية التي تلت الثورة التونسية ساهمت في تفجير الرغبات والنزعات الاحتجاجية لدى الأفراد والمجموعات، ولم تعد الأشكال الاحتجاجية التقليدية كافية للتعبير عن الرفض أو المطالب، كذلك ساهمت الفوضى وعدم إنزال العقاب بمستحقّيه في إضفاء نوع من المسرحة على الاحتجاجات، فتعدّدت أشكالها". ويتحدث الطويلي عن "أسباب أخرى، أبرزها ﺍﻫﺘﺰﺍﺯ ﺛﻘﺔ المواطن ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ بالأحزاب ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ والطيف السياسي، وﺷﻌﻮﺭﻩ ﺑﺎلإﺣﺒﺎﻁ وانسداد الأفق بعد الانهيار الاقتصادي، وتنامي الفساد وعجز الفاعلين السياسيين عن تحقيق أيّ إنجازات"، مضيفاً أنّ "المشهد السياسي الجديد ساهم في تعميق الأزمة في مختلف المجالات. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﻼﺣﻆ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻤﺤﺼّﻠﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺫﺑﺎﺕ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﻳﺠﺪ ﺃﻥّ ﻭﻗﻌﻬﺎ ﺳﻠﺒﻲّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭكذلك ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، فالدينار تراجع ليبلغ ﺍﻟﻘﺎﻉ، في حين صار المواطن ﻣﻬﺪﺩﺍً ﻓﻲ ﻗﻮﺗﻪ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ ﻟﻮﺑﻴﺎﺕ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﺭ ﻭﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ. ولم يعد يجد ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺃﺑﺴﻂ أﺳﺎﺳﻴﺎﺕ ﺍﻟﻐﺬﺍء ﻛالحليب ﻭﺍﻟﺰﻳﺖ ﻭﺍﻟﺴﻤﻴﺪ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺸﺎﺅﻣﺎً ﻭﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ مع انعدام الثقة بالطيف السياسي".
ﻭيؤكد الطويلي أنّ "متابعة نبض ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍلآﺭﺍء على ﺻﻔﺤﺎﺕ مواقع ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، تبيّن ﺃﻥّ المواطن ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ صار ﻳﺮﻧﻮ ﺇﻟﻰ ﺃنماط ﻭﻃﺮﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﺤﻜﻢ، كذلك صار ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﻩ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺤﺎﻭﻝ وﻀﻊ ﺛﻘﺘﻪ بها ﺑﻌﺪ ﺧﻴﺒﺎﺗﻪ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ من ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺍﻟﺴﺎبقة". ويكمل أنّ "التونسي ﻳﺤﺎﻭﻝ العثور على منوال جديد للحكم في ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﺧﺮﻯ، وخصوصاً ﺭﺩﻭﺩ ﺍلأﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻴﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ من ﺩﻭﻥ ﺣﺰﺏ ﺗﻘﻠﻴﺪﻱ ﻳﺪﻋﻤﻪ، ﻭكذلك ﺭﺩﻭﺩ الفعل ﺍلإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ التي تتعلّق بتجربة رئيسة ﻛﺮﻭﺍﺗﻴﺎ (كوليندا غرابار - كيتاروفيتش). ذلك يظهر أنّ ﺍﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻳﻤﻴﻞ ﺇﻟﻰ تلك ﺍلأﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ".