غلاء أسعار الخبز يزيد أعباء النازحين السوريين في مخيم الركبان

16 يناير 2019
أزمة خبز متواصلة في مخيم الركبان للنازحين السوريين (فيسبوك)
+ الخط -

ينشغل آلاف السوريين في مخيم الركبان، على الحدود الأردنية، بتوفير الخبز لعائلاتهم باعتباره المادة الغذائية الرئيسية، وخاصة للفقراء الذين يحاولون ملء بطونهم به في ظل عدم قدرتهم على توفير أغذية أفضل.

أبو رائد التدمري، رب أسرة مكونة من خمسة أفراد، ويقول لـ"العربي الجديد": "الخبز وجبتنا الرئيسية، ودون وجوده على المائدة لا يمكن أن نشعر بالشبع. نأكله مع الأرز أو البرغل، وأي شيء آخر، وهناك شعور دائم بالقلق من انقطاع الخبز عن المخيم، فغالبا ما نسمع أن هناك
صعوبات في تأمين الطحين والوقود لأن المخيم محاصر من قبل قوات النظام، وما يصلنا من خبز من مناطق النظام عبر المهربين كميات محدودة، وغير منظمة، وبأسعار باهظة".
وقال النازح عماد غالي، لـ"العربي الجديد": "نعاني من صعوبات يومية في تأمين الطحين الذي يصل إلى المخيم عبر مهربين مقابل مبالغ كبيرة، وما ينتج من خبز داخل المخيم لا يكفي جميع النازحين بسبب كميات الطحين المحدودة. المشكلة الرئيسية تتمثل في عدم وجود أي جهة داعمة للمخيم، في حين هناك بعض المبادرات لتأمين الخبز للعائلات التي تعاني من الفقر الشديد".

وأوضح عبد الكريم العبدالله النازح من ريف دمشق، أن "أسعار الخبز مرتفعة دائما، وبعض الأيام لا يكفي كل ما يجنيه الرجل طوال اليوم ثمن ربطة خبز، إذ يتراوح سعر ربطة الخبز الشامية التي تأتي من مناطق سيطرة النظام، بين 800 وألف ليرة سورية (نحو دولارين أميركيين)، أما السعر في الفرن الموجود داخل المخيم، فيتذبذب بحسب توفر المواد وأسعارها".
وقال الناشط الإعلامي عمر الحمصي، لـ"العربي الجديد"، إن "أزمة الخبز في المخيم تتمثل في أسعاره المرتفعة، ورغم وجود فرنين داخل المخيم، لكنهما لا يغطيان الحاجة، وأسعارهما مرتفعة، فالربطة التي تحتوي على 8 أرغفة صغيرة تباع بـ400 ليرة، أما ربطة الخبز القادمة من مناطق النظام وتحتوي 12 رغيفاً فسعرها 900 ليرة".
ولفت إلى أن "هناك ناشطين يعملون على جمع التبرعات من أجل توفير الخبز للعائلات الفقيرة، وعدد من الشباب النازحين من منطقة القريتين بريف حمص، يواصلون منذ أكثر من ثلاثة أشهر توزيع الخبز على العائلات الأشد فقرا".

وقال الناشط، في تنسيقية مدينة تدمر، أيمن الحمصي، والمشارك في إحدى حملات دعم الخبز، لـ"العربي الجديد"، إن المخيم يعاني من الانقطاع التام للمواد الإغاثية منذ أكثر من أربعة أشهر، "آخر قافلة إغاثية دخلت عن طريق الأمم المتحدة، وساهمت قليلا في كسر حصار النظام، ثم عادت الأمور إلى الانحدار نحو الأسوأ، وخاصة على صعيد تأمين الغذاء، فالقدرة الشرائية للنازحين محدودة، ويمكن تخفيف الأعباء عنهم بتوفير الخبز كونه المادة الغذائية الأساسية".
وأضاف "الحملة التي يتم العمل عليها الآن محدودة، وستنتج قرابة 600 ربطة خبز يوميا، ويتم تنسيق العمل فيها بشكل أسبوعي، كون المبلغ المتوفر للحملة محدوداً كذلك، وفي حال سارت الأمور بشكل جيد يمكن أن يتم تطوير العمل، وتستمر شهرا أو أكثر، وهذا يتوقف على الجهة المانحة، وهم بعض أهالي مدينة تدمر".


المساهمون