يبدو أنّ اللجوء إلى العلاجات الطبية القائمة على القنّب الهندي مُتداوَل في أكثر من دولة اليوم. المملكة المتحدة واحدة منها إذ يُطرح القنّب كعلاج للأطفال المصابين بالصرع بشكل قانوني
ثمّة تغطية واسعة النطاق للجدال المستمر منذ أشهر حول الوضع القانوني للقنّب الهندي في بريطانيا. وكان قد تصاعد الجدال خصوصاً بعد الدعوة التي وجّهها زعيم حزب المحافظين السابق اللورد ويليام هاغ، إلى مراجعة وزارة الداخلية حول تشريعات القنّب الهندي. وهو كان قد أعلن في أواخر يونيو/ حزيران الماضي أنّ الحرب على المخدرات من الفئة "ب" قد "تلقت الخسارة بالكامل ونهائياً".
في قضية استخدام القنّب الهندي لأغراض طبية، تدرّج الأمر وصولاً إلى التقنين الأخير، منذ أن كتبت وسائل إعلام بريطانية عدّة أنّ ائتلافاً من الأطباء والأكاديميين الرائدين في العالم يحثّون الحكومة على إضفاء الشرعية عليه. أتى ذلك في رسالة وقّعها 20 أستاذاً وطبيباً طالبوا من خلالها بالسماح للأطباء العامين بوصف الحشيش كعلاج. ورأوا أنّ من شأن ذلك أن يطوّر الأبحاث الخاصة بمجموعة واسعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية.
اقــرأ أيضاً
كذلك، كانت صوفيا غيبسون، ابنة الأعوام الستّة، ترقد في قسم العناية المركّزة، قبل أن تمنح في 26 يوليو/ تموز الماضي، رخصة لاستيراد زيت القنّب الهندي لأغراض طبية. ويؤكد دانيال ودارين، والدا الصغيرة التي تعاني من نوع حاد من الصرع يُعرف باسم متلازمة "درافيت"، أنّ الزيت يخفف من سوء حالتها.
قبل فترة من القرار الجديد، اقتربت الحكومة تدريجياً من السماح باستخدام القنّب الهندي لأغراض طبية، بعدما خلصت كبيرة مستشاريها الطبيين البروفسورة سالي دايفيز إلى وجود "دليل قاطع" على فوائده لبعض الحالات. من جهته، قال وزير الداخلية ساجد جاويد، إنّ حالات مثل بيلي كالدويل وألفي دينغلي وغيرهما أظهرت حاجتنا إلى النظر عن كثب في استخدام الدواء المرتكز على القنّب الهندي في مجال الرعاية الصحية في المملكة المتحدة.
أضاف أنّهم يجدون أنفسهم في الوقت الحالي "في موقف غير مرضٍ... إنّه غير مرضٍ للوالدين وغير مرضٍ للأطباء وغير مرضٍ بالنسبة إليّ. لقد توصلت الآن إلى استنتاج مفاده أنّ هذا هو الوقت المناسب لمراجعة لوائح جدولة القنّب الهندي". وهو ما يعني أنّ القنّب الهندي سوف يُدرج على القائمة الثانية للمخدّرات في البلاد بدلاً من الأولى، أي أنّه سوف يتمّ الاعتراف رسمياً بمنافعه العلاجية.
وبيلي كالدويل، البالغ من العمر 12 عاماً، يعاني مثلما يعاني ألفي دينغلي وصوفيا غيبسون، من الصرع، وهو صار أشبه برمز للحملة المطالبة بصرف المنتجات والأدوية المرتكزة على القنّب الهندي، بحسب وصفة. وكان جاويد قد استخدم خلال يوليو/ تموز الماضي صلاحية استثنائية للإفراج عن زيت القنّب الهندي الخاص ببيلي والذي صادرته الجمارك في لندن. وقد جاءت مصادرة الدواء عند عودة بيلي ووالدته تشارلوت كالدويل من كندا حيث كان يتلقّى علاجه، بعدما تلقّى طبيبه أمراً يقضي بوقف وصف الدواء له. على الأثر، أصيب بيلي بنوبات واضطر إلى دخول المستشفى. وقد دعت والدته التي أكّدت أنّه لم يكن يُصاب بأيّ نوبة عندما كان يتابع علاجه بزيت القنّب الهندي، إلى تغيير القوانين لتخفيف الضغوط والعناء عن المصابين وكذلك عن أسرهم.
لكن، في نهاية يوليو الماضي، وعلى خلفية قضايا مثل غيبسون وكالدويل ووينغلي، وإقدام الجمارك البريطانية على مصادرة زيت القنّب الهندي الذي سمح جاويد نفسه لمريض باستيراده إلى البلاد، أعلن جاويد أنّه سيجري السماح للأطباء بإصدار وصفات طبية للقنّب الهندي على مسؤوليتهم المهنية، ما يعني عدم مصادرة زيوت علاجية مستوردة مجدداً. مع ذلك، فقد أوضح أنّ الأمر بعيد عن استخدام "الحشيش" للأغراض الترفيهية، وليس خطوة في اتجاه تقنين هذا النوع من تعاطي المخدرات، وإن تدنى تصنيف القنّب الهندي إلى المستوى الثاني "ب" تبعاً لاستخدامه لأغراض طبية حصراً.
اقــرأ أيضاً
وبذلك، تنضم بريطانيا إلى دول أوروبية عدة سمحت بـ"الحشيش الطبي" مثل ألمانيا والنمسا وإسبانيا وفنلندا، وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وجمهورية التشيك ورومانيا وسلوفينيا وكرواتيا.
بدوره، يقول، صمويل روتش، من المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية، لـ"العربي الجديد" إنّ "موقف الحكومة الأخير حول استخدام القنّب الهندي لدواع طبية يرتبط بتقديم فريق من الخبراء المشورة بشأن طلبات ترخيص القنّب الهندي لدواع طبية. ومنذ 27 يونيو/ حزيران الماضي، تتلقّى لجنة طلباتٍ من كبار الأطباء المدرجة أسماؤهم في سجلّ خاص في المجلس الطبي العام، والذين يملكون تراخيص لوصف الأدوية القائمة على القنّب الهندي استناداً إلى معايير محددة لضمان سلامة العلاج".
ثمّة تغطية واسعة النطاق للجدال المستمر منذ أشهر حول الوضع القانوني للقنّب الهندي في بريطانيا. وكان قد تصاعد الجدال خصوصاً بعد الدعوة التي وجّهها زعيم حزب المحافظين السابق اللورد ويليام هاغ، إلى مراجعة وزارة الداخلية حول تشريعات القنّب الهندي. وهو كان قد أعلن في أواخر يونيو/ حزيران الماضي أنّ الحرب على المخدرات من الفئة "ب" قد "تلقت الخسارة بالكامل ونهائياً".
في قضية استخدام القنّب الهندي لأغراض طبية، تدرّج الأمر وصولاً إلى التقنين الأخير، منذ أن كتبت وسائل إعلام بريطانية عدّة أنّ ائتلافاً من الأطباء والأكاديميين الرائدين في العالم يحثّون الحكومة على إضفاء الشرعية عليه. أتى ذلك في رسالة وقّعها 20 أستاذاً وطبيباً طالبوا من خلالها بالسماح للأطباء العامين بوصف الحشيش كعلاج. ورأوا أنّ من شأن ذلك أن يطوّر الأبحاث الخاصة بمجموعة واسعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية.
وكانت هانا ديكون قد تمكّنت للمرّة الأولى في تاريخ بريطانيا، من إدخال الأدوية القائمة على القنّب الهندي بشكل قانوني إلى البلاد منذ أن مهّدت الحكومة الطريق للإصلاحات. وقد سُمح لديكون، وهي والدة الفتى ألفي دينغلي المصاب بمرض الصرع، بعبور مطار لندن سيتي في العاشر من يوليو/ تموز، حاملة معها كميّة تكفي لمدّة خمسة أشهر من العقار المحظور من أمستردام. أتى ذلك بعدما منحت وزارة الداخلية ترخيصاً لابنها ألفي لتلقي العلاج باستخدام زيت القنّب الهندي على أثر معركة طويلة، في 19 يونيو/ حزيران الماضي.
كذلك، كانت صوفيا غيبسون، ابنة الأعوام الستّة، ترقد في قسم العناية المركّزة، قبل أن تمنح في 26 يوليو/ تموز الماضي، رخصة لاستيراد زيت القنّب الهندي لأغراض طبية. ويؤكد دانيال ودارين، والدا الصغيرة التي تعاني من نوع حاد من الصرع يُعرف باسم متلازمة "درافيت"، أنّ الزيت يخفف من سوء حالتها.
قبل فترة من القرار الجديد، اقتربت الحكومة تدريجياً من السماح باستخدام القنّب الهندي لأغراض طبية، بعدما خلصت كبيرة مستشاريها الطبيين البروفسورة سالي دايفيز إلى وجود "دليل قاطع" على فوائده لبعض الحالات. من جهته، قال وزير الداخلية ساجد جاويد، إنّ حالات مثل بيلي كالدويل وألفي دينغلي وغيرهما أظهرت حاجتنا إلى النظر عن كثب في استخدام الدواء المرتكز على القنّب الهندي في مجال الرعاية الصحية في المملكة المتحدة.
أضاف أنّهم يجدون أنفسهم في الوقت الحالي "في موقف غير مرضٍ... إنّه غير مرضٍ للوالدين وغير مرضٍ للأطباء وغير مرضٍ بالنسبة إليّ. لقد توصلت الآن إلى استنتاج مفاده أنّ هذا هو الوقت المناسب لمراجعة لوائح جدولة القنّب الهندي". وهو ما يعني أنّ القنّب الهندي سوف يُدرج على القائمة الثانية للمخدّرات في البلاد بدلاً من الأولى، أي أنّه سوف يتمّ الاعتراف رسمياً بمنافعه العلاجية.
وبيلي كالدويل، البالغ من العمر 12 عاماً، يعاني مثلما يعاني ألفي دينغلي وصوفيا غيبسون، من الصرع، وهو صار أشبه برمز للحملة المطالبة بصرف المنتجات والأدوية المرتكزة على القنّب الهندي، بحسب وصفة. وكان جاويد قد استخدم خلال يوليو/ تموز الماضي صلاحية استثنائية للإفراج عن زيت القنّب الهندي الخاص ببيلي والذي صادرته الجمارك في لندن. وقد جاءت مصادرة الدواء عند عودة بيلي ووالدته تشارلوت كالدويل من كندا حيث كان يتلقّى علاجه، بعدما تلقّى طبيبه أمراً يقضي بوقف وصف الدواء له. على الأثر، أصيب بيلي بنوبات واضطر إلى دخول المستشفى. وقد دعت والدته التي أكّدت أنّه لم يكن يُصاب بأيّ نوبة عندما كان يتابع علاجه بزيت القنّب الهندي، إلى تغيير القوانين لتخفيف الضغوط والعناء عن المصابين وكذلك عن أسرهم.
لكن، في نهاية يوليو الماضي، وعلى خلفية قضايا مثل غيبسون وكالدويل ووينغلي، وإقدام الجمارك البريطانية على مصادرة زيت القنّب الهندي الذي سمح جاويد نفسه لمريض باستيراده إلى البلاد، أعلن جاويد أنّه سيجري السماح للأطباء بإصدار وصفات طبية للقنّب الهندي على مسؤوليتهم المهنية، ما يعني عدم مصادرة زيوت علاجية مستوردة مجدداً. مع ذلك، فقد أوضح أنّ الأمر بعيد عن استخدام "الحشيش" للأغراض الترفيهية، وليس خطوة في اتجاه تقنين هذا النوع من تعاطي المخدرات، وإن تدنى تصنيف القنّب الهندي إلى المستوى الثاني "ب" تبعاً لاستخدامه لأغراض طبية حصراً.
وبذلك، تنضم بريطانيا إلى دول أوروبية عدة سمحت بـ"الحشيش الطبي" مثل ألمانيا والنمسا وإسبانيا وفنلندا، وفرنسا وإيطاليا وهولندا والبرتغال وجمهورية التشيك ورومانيا وسلوفينيا وكرواتيا.
بدوره، يقول، صمويل روتش، من المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية، لـ"العربي الجديد" إنّ "موقف الحكومة الأخير حول استخدام القنّب الهندي لدواع طبية يرتبط بتقديم فريق من الخبراء المشورة بشأن طلبات ترخيص القنّب الهندي لدواع طبية. ومنذ 27 يونيو/ حزيران الماضي، تتلقّى لجنة طلباتٍ من كبار الأطباء المدرجة أسماؤهم في سجلّ خاص في المجلس الطبي العام، والذين يملكون تراخيص لوصف الأدوية القائمة على القنّب الهندي استناداً إلى معايير محددة لضمان سلامة العلاج".