وجدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن أكثر من خمسة اختبارات لعينات اللحوم في عام 2017، عثرت على الحمض النووي من حيوانات ليست موجودة على الملصق.
ومن بين 665 نتيجة من إنكلترا وويلز وأيرلندا الشمالية التي جمعتها وكالة معايير الغذاء، كان 145 منها يتكون جزئياً أو كلياً من لحوم غير محددة المصدر.
وقالت وكالة معايير الغذاء، إن المستويات كانت متسقة مع "التضمين المتعمد"، لكن التجارب الإضافية استهدفت تلك الشركات المشتبه بها، وجاءت العينات من 487 شركة، بما في ذلك المطاعم ومحلات السوبر ماركت.
وكشف طلب من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" لوكالة معايير الغذاء، أن 73 من العينات الملوثة جاءت من تجار التجزئة، بما في ذلك ثلاثة متاجر كبرى. فيما خمسون أخرى جاءت من المطاعم، في حين أن 22 نشأت من التصنيع الغذائي.
واحتوت بعض العينات على الحمض النووي من أربعة أنواع مختلفة من الحيوانات، في حين لم يحتوِ البعض الآخر على أي أثر للحم الذي ظهر على ملصق المنتج، كما احتوت اللحوم المصنفة على أنّها لحم خروف على آثار لحمض نووي لحيوانات أخرى أكثر من غيرها، تلاها لحم البقر والماعز.
وكان لحم البقر الأكثر تلوثاً، يليه الخنزير والدجاج والأغنام والرومي. أمّا المنتج الذي اختلف بشكل كبير عن الملصق فكان اللحم المفروم.
وتشمل المنتجات الأخرى في مجموعة البيانات، وجبات جاهزة مثل السباغيتي بولونيز والكاري والبيتزا، التي احتوت على جزء من لحم النعام، بينما كتب على الملصق لحم بقر فقط.
وقال متحدث باسم وكالة معايير الغذاء، إن الأمر متروك للسلطات المحلية ذات الصلة - التي اشترت العينات قبل إرسال النتائج إليها، لقيادة التحقيقات الفردية واتخاذ "الإجراء المناسب" مثل الملاحقات القضائية، مضيفاً أن النتائج "لا تمثل الصناعة الغذائية الأوسع".
ومع ذلك، فإن الصورة الواضحة للصناعة الغذائية الأوسع ليست متاحة بسهولة، لأن أقل من نصف السلطات المحلية قدمت بالفعل بيانات أخذ عينات اللحوم إلى نظام مراقبة الأغذية في المملكة المتحدة، وهي جزء من وكالة معايير الغذاء في عام 2017.
ويقول الخبراء إن استبدال اللحوم باهظة الثمن بمنتجات أرخص هو سبب شائع وراء التزوير الغذائي، وهي مشكلة عالمية كانت موجودة منذ قرون.
وتأتي هذه البيانات الأخيرة بعد خمس سنوات من فضيحة لحم الحصان، عندما تبين أن منتجات اللحم البقري التي تم بيعها من قبل عدد من سلاسل المتاجر الكبرى في المملكة المتحدة تحتوي على كميات كبيرة من الحمض النووي للخيل.
على الرغم من عدم احتواء أي من عينات عام 2017 على لحم الحصان، إلا أن انعدام الشفافية الذي يحيط بجودة ومنتجات اللحوم في المملكة المتحدة قد أثار مخاوف.
وردّا على أمثلة لحوم الخنزير المخبأة في اللحوم المباعة باعتبارها لحم خروف، قالت وكالة كوشير في قسم كشروت لندن بيث دين (KLBD)، إن هناك "نقصا في الشفافية" في بعض أجزاء صناعة الأغذية. وأضافت أن مع ذلك، هناك "بروتوكولات قوية موجودة لتجنب سوء التسمية" في المنتجات التي تحمل علامة "كوشير".
وجمعت السلطات المحلية عينات من الشركات في منطقتها قبل إرسالها إلى المختبرات لتحليلها. ثم قدمت النتائج إلى وكالة معايير الغذاء.
وأوضحت الوكالة أن "غالبية" العينات تم اختبارها على البقر والخنازير والأغنام والماعز والحصان والدجاج والديك الرومي، لأن هذه الحيوانات تمثل "الأغلبية الساحقة" من الماشية التي تتم تربيتها والمذبوحة والمستوردة في المملكة المتحدة.
ويمكن أن يكون الحمض النووي من الحيوانات الأخرى موجودًا في بعض العينات، ولكن ربما لم يتم تحديده على أساس أن الخبراء لم يبحثوا عنه.
ووفق وكالة معايير الغذاء، ينبغي النظر في إدراج الحمض النووي بنسبة 1 بالمائة أو أكثر بما يتفق مع "إدراج متعمد". وتم استبعاد العينات الملوثة من الحمض النووي غير المسماة على مستوى أقل من 1 بالمائة من النتائج على أساس أنها يمكن أن يعود سببها إلى سوء النظافة.