شبان الغوطة الشرقية بين أفرع النظام الأمنية والتجنيد الإلزامي

04 سبتمبر 2018
حملات اعتقال في الغوطة الشرقية (ماهر المؤنس/فرانس برس)
+ الخط -
رغم تكرار تطمينات النظام، ورعاية روسيا للمصالحات، إلا أن حملات الاعتقال والتجنيد ما زالت تلاحق شبان بلدات وقرى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، فضلا عن حملات موازية على مراكز الإيواء التي يتم اقتياد الشبان منها إلى الثكنات العسكرية.

وقال صبحي عرنوس لـ"العربي الجديد"، إنه "في مدينة عربين، اقتيد كثير من الشبان فور خروجهم من الممرات الآمنة التي افتتحتها روسيا، إلى الخدمة العسكرية، ولم يترك النظام أي مجال للشبان، حتى طلاب الجامعات تم تجنيدهم بحجة أنهم تخلفوا لسنوات عن الخدمة، وبعضهم تم اقتيادهم إلى أفرع الأمن للتحقيق معهم كمبرر لاقتيادهم للخدمة العسكرية".

وتابع عرنوس: "لا نعلم ما هو المصير الذي سيواجهونه في حال اقتيدوا إلى جبهات القتال، النظام سيزج بهم في المعارك معتبرا إياهم دروعا بشرية، فهم مجرد أرقام على جبهات الصراع، أو في المعتقلات".

وتؤكد أم جابر أن ابنها حاليا في ثكنة "الدريج" العسكرية، وأنه سيجبر على الخدمة الإلزامية بعدما اعتقل مع كثير من الشبان من مركز الإيواء، وتقول إن "والده وأقرباءه يحاولون إعادته إلى الجامعة، وقد جهزنا أوراقه حسب توصيات المحامي، في محاولة لتخليصه من هذه الورطة".
وتضيف: "ستكلفنا المحاولة قرابة 500 ألف ليرة سورية ندفعها كرشوة لأحد ضباط جيش النظام كي يساعدنا في عدم تجنيده. قيل لنا إنه من الممكن أن تكون أوراقه الجامعية فرصة لعدم التحاقه بالخدمة العسكرية. لسنا متأكدين من صحة الوعود، لكن علينا أن نحاول إنقاذه من هذا المصير".


ويقول أنس عمار لـ"العربي الجديد"، إنه "حتى الآن، لم يتم اقتياد أي شاب من مدينة دوما للخدمة الإلزامية، في حين يسيطر على أهالي المدينة الخوف من الملاحقات الأمنية للناشطين في مجال الإغاثة أو في المجتمع المدني، أو حتى من كتب منشورا عبر فيسبوك يؤيد به الثورة أو الفصائل التي كانت تقاتل النظام في الغوطة".
ويشير عمار إلى عمليات إعدام بحق شبان من دوما، موضحا أنه "بعد اعتقال العديد منهم انقطعت أخبارهم تماما، ثم وصلت أخبار إلى أهلهم بأنهم قضوا تحت التعذيب، ما دفع الأهل للتوجه إلى الأفرع الأمنية للسؤال عنهم، لكنهم قوبلوا برفض الإفصاح عما حل بأبنائهم، وما إذا كانوا أحياء أم أموات".