الاحتلال يواصل ملاحقة الطفل المقدسي طارق العيساوي والتنكيل به

27 سبتمبر 2018
فقد إحدى عينيه بعيار مطاطي (العربي الجديد)
+ الخط -

لا يختلف حال الفتى المقدسي الجريح طارق فراس العيساوي (14 عاما) من بلدة العيسوية شمال القدس المحتلة، عن حال الكثير من الفتيان والأطفال الذين حرمهم الاحتلال الإسرائيلي من حريتهم، بعد أن أفقد بعضهم نعمة البصر وفرض الحبس المنزلي على غيرهم، أو حرم آخرين من حقهم في التعليم.

طارق العيساوي المعتقل حالياً لدى سلطات الاحتلال، والذي فقد إحدى عينيه بعيار مطاطي خلال احتجاجات شهدتها بلدة العيسوية مع جنود الاحتلال ضد ممارساتهم الوحشية – هو ابن شقيق الشهيد فادي العيساوي الذي ارتقى في العام 2004.

محكمة الاستئناف في القدس المحتلة كانت قررت في وقت سابق من الشهر المنصرم، تمديد اعتقاله بناء على طلب من مخابرات الاحتلال، وبتمديد اعتقاله فقد حرم الاحتلال هذا الفتى من الالتحاق بمقاعد الدراسة أسوة بزملائه.

"يحضر إلى المحكمة مكبل اليدين والقدمين، متعبا مرهقا وهزيلا جراء ما عاناه من تعذيب وسوء معاملة خلال التحقيق"، تقول عمته الأسيرة المحررة شيرين العيساوي لـ"العربي الجديد". وتضيف "طارق ابن شقيقي فراس (14عاما)، طفل كان ينتظر بدء العام الدراسي الجديد، وكان أيضا ينتظر موعده القادم في المستشفى، أيقظوه من نومه فجرا، ووضعوا القيود في يديه، ثم  أحضروه عصرا مقيدا من يديه ورجليه وبملابس ممزقة نتيجة الاعتداء عليه بالضرب أثناء التحقيق، وبعينه المغلقة التي فقدها نتيجة إصابته السابقة بانتظار وضع عين زجاجية، إرهاق وتعب.. هكذا بدا طارق في قاعة المحكمة".

تدرك شيرين، التي عانت هي الأخرى من سوء معاملة الاحتلال لها أثناء اعتقالها واستجوابها قبل أربع سنوات، أن جميع أفراد عائلتها مستهدفون من هذا الاحتلال الذي لا يكف عن مضايقتهم والتنكيل بهم. ولعلّ طارق ليس آخر من عانى أو سيعاني مستقبلا، لكنّه يبدو الأكثر تأثرا من السجن ووجع الإصابة، بالنظر إلى سوء حالته.

تقول شيرين: "يأتون إلى بيتنا قبل يوم من الموعد المحدد لمعاينة عين طارق التي فقدها، علما بأنه بحاجة دورية إلى متابعة طبية نظرا لأن العين الزجاجية لا تستقر في مكانها أبدا ما يسبب له إزعاجا وألما دائمين، يحتجزونه ليوم أو يومين ثم يطلقون سراحه، المهم أنهم يريدون حرمانه من العلاج، ولكن بطريقة غريبة عجيبة إلا على الاحتلال".


وتؤكد عمته "هذا سلوك متوقع من احتلال لا يستثني أطفال فلسطين من التنكيل والمعاناة والتعذيب، وقد شاهدهم العالم من خلال ما فعلوه بالطفل أحمد مناصرة، وما أصدرته محاكمهم من عقوبات السجن لسنوات طويلة على أطفال قاصرين".