أعلنت مديرية التربية في محافظة إدلب تعليق دوام المدارس في مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان، بعد تكرار القصف عليهما، وقالت في بيان نشرته عبر صفحتها على "فيسبوك" إن "تعليق الدوام جاء نتيجة استهداف الطيران الحربي لمدرسة (حيش) بالصواريخ التي تحمل قنابل عنقودية".
وأوضح مدرس اللغة العربية، أحمد الخاني، أن "قصف المدارس بات ممنهجا ولا يمكن التغاضي عنه، وهو سبب مباشر لتعليق الدوام في مدارس إدلب، وبالتالي حرمان الأطفال من جزء كبير من المنهاج التعليمي، وهو أمر له تبعاته المستقبلية عليهم".
وأضاف لـ"العربي الجديد" "من حق الأهالي ألا يرسلوا أطفالهم إلى المدارس، كون الظروف الحالية غير طبيعية، وهناك مخاطر كبيرة على سلامة الأطفال، فالطائرات تستهدف كل التجمعات، وخاصة المشافي والمدارس، والخطر الأكبر يتمثل في الصواريخ التي تطلقها البوارج الحربية الروسية، التي لا يمكن التنبؤ بها، فضلاً عن أن المدارس السورية غير مجهزة بملاجئ، وليست فيها وسائل حماية للتغلب على الظروف الطارئة".
بدورها، قالت دليلة يوسف لـ"العربي الجديد" إنها تفضل أن يضيع عام دراسي على أولادها على المخاطرة بإرسالهم إلى المدرسة في ظل التهديد المباشر الذي يتعرضون له بشكل يومي، وأضافت "الحياة برمتها في إدلب خطيرة، فالتفجيرات في كل مكان، والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب تهدد حياة الجميع، وما يزيد خوفنا هو المصير المجهول الذي ينتظر ريف إدلب الغربي على وجه الخصوص".
وتابعت: "كيف لنا أن نغامر بإرسال فلذات أكبادنا إلى مدارس تحلق الطائرات فوقها بشكل مستمر، وتتساقط البراميل المتفجرة بين الحين والآخر عليها. هي مقامرة حقيقية، ونفضل أن نموت مع أطفالنا في الملجأ على أن تقصفهم الطائرات في المدارس".
وأعرب المدرس حمدو عبد الهادي عن قلقه الدائم على الأجيال التي تعيش في هذا الوضع المأساوي في سورية، وقال الخمسيني السوري لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع الراهن في إدلب خطير، فهناك عدو يتربص بالتلاميذ على الدوام، وهو يهدد حياتهم، ولا يمتلك شفقة أو رحمة".
وأوضح "بالنسبة لي كمدرس، لا أشجع مطلقاً في الوقت الحالي على استمرار دوام المدارس في إدلب، وأدعو كافة المنظمات الحقوقية السورية والدولية إلى إيجاد حل لتحييد الأطفال الذين لا ذنب لهم، فهم أمل المستقبل".