21 ألف عراقي مختفون قسرياً خلال 4 سنوات... و"الحشد" و"داعش" متهمان

30 اغسطس 2018
مليشيا الحشد الشعبي متهمة بإخفاء العراقيين (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تتجاوز أعداد العراقيين الذين لم يعثر لهم على أثر منذ عام 2003، إبان الغزو الأميركي للبلاد، 60 ألف شخص، غالبيتهم من الشباب، وتوقفت جهود البحث عن أغلب المختفين والمخطوفين من قبل السلطات الأمنية، بينما أهالي نحو 21 ألفا اختفوا خلال السنوات الأربع الماضية، لم يفقدوا بعد الأمل في العثور عليهم.

ولا يوجد إحصاء رسمي حول أعداد المختفين قسرياً في البلاد لأسباب تتعلق بالملف الطائفي، إلا أن نواباً في البرلمان ومنظمات مدنية يؤكدون أن الأعداد لا تقل عن 21 ألف شخص في السنوات الأربع الأخيرة، وأن مدن الأنبار ونينوى وديالى وصلاح الدين وبغداد وبابل تحتل الصدارة في عدد المختفين، وسجلت بلدة الصقلاوية شمالي الفلوجة اختفاء أكثر من 800 مواطن في يوم واحد، ويتهم "حزب الله" العراقي ومليشيا النجباء والعصائب بالوقوف وراء اختفائهم.

ويقول رئيس منظمة السلام العراقية، محمد علي لـ"العربي الجديد"، إن "المختفين قسريا بالعراق يتوزعون على عدة أصناف، فمنهم المعتقلون في السجون السرية، والمعتقلون لدى المليشيات، وأخرون تم قتلهم ودفنهم في مقابر جماعية، وهناك من قتلهم داعش ودفنهم بشكل جماعي أيضا".

ويتابع أن "هناك آلافا ما زالوا على قيد الحياة، لكن لا يمكن الوصول إليهم، وأخرين تم قتلهم"، معتبرا أن "الدافع الطائفي والعرقي هو السبب الأول، فهناك فصائل كردية تابعة للبشمركة متورطة بقتل واعتقال المئات من العراقيين العرب. الموصل وحدها، فيها نحو 11 ألف مفقود، والمفقودون الأخرون يتوزعون على الأنبار وديالى وصلاح الدين وبابل وبغداد، والحكومة لا تملك أي قاعدة بيانات دقيقة عنهم".

بدوره، قال النائب في البرلمان العراقي، عبد الكريم عبطان لـ"العربي الجديد"، إن "عدد المختطفين في مناطق حزام بغداد وحدها يبلغ المئات، وإن عددا محدودا منهم تحتجزه الدولة، والعدد الأكبر مختطف من قبل جماعات مسلحة تتنكر بزي الدولة، ولا يعرف مصيرهم أو مكان اعتقالهم لحد اللحظة".

ويتابع "الغالبية تم اختطافهم من قبل عناصر مسلحة ترتدي ملابس الجيش أو الشرطة، وأرقام المختطفين فلكية في مناطق مثل الرزازة وجرف الصخر والصقلاوية وذراع دجلة والمحمودية".


وأوضح مقرر لجنة المفقودين في البرلمان، أحمد السلماني لـ"العربي الجديد"، أن "عدد المختطفين في عموم العراق يبلغ أكثر من 7 آلاف شخص، قسم منهم في منطقة الرزازة، وقسم آخر في سامراء، وقسم في شمال بابل وفِي عموم صلاح الدين، وفِي ديالى. خرج من مختطفي الرزازة 65 شخصا قبل عامين، وقالوا إنهم كانوا محتجزين في جرف الصخر، وهناك أعداد أخرى لا نعلم هل هم مختطفون أم تم قتلهم".

وبين أن "أسباب الاختطاف طائفية بحتة، وبعضهم متهمون بالانتماء إلى تنظيم داعش الإرهابي، وهذا كلام عار عن الصحة. الحكومة لم تتابع الأمر بدقة، ومطلوب منها أن تجعل هذا الملف بين أولوياتها لأننا نتحدث عن آلاف العائلات التي تنتظر الأب أو الزوج أو الولد والمعيل، وحياتهم جحيم لأنهم لا يعلمون مصير أبنائهم".

وأضاف أن "بين الجهات المتهمة بالخطف في الرزازة فصيل حزب الله، وفِي مناطق أخرى فصائل الحشد الشعبي. الفصيل الذي شارك في تحرير الفلوجة مثلا هو المسؤول عن مختطفي الصقلاوية في سامراء، وتتنوع الفصائل في هذا الملف، لكن الكل ينتمي إلى الحشد الشعبي".

ومن محافظة بابل، قال أمين الجنابي، عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات طائفية اختطفت شقيقه عمر (36 سنة)، وهو متزوج ولدية طفلة وكان يعمل معلما للتربية الإسلامية، وتم خطفه بعد انتهاء الدوام في منطقة النيل التابعة لمحافظة بابل. "ذهبنا إلى الجهات الأمنية، ولم نستطع الوصول إليه بسبب سيطرة مليشيا حزب الله على المنطقة، بحسب ضابط الشرطة الذي تعاطف مع عائلتي".