نتيجة ويلات الحروب المتتالية، تضرّر الشعب الأفغاني بكلّ فئاته من دون استثناء. والبدو الرحل أو "كوتشي" أكثر المتضررين، وهم ما زالوا يدفعون ثمن ما يجري في أفغانستان بل وفي المنطقة، إذ إنّ وجودهم يتعلّق بأوضاع المنطقة ككل. وهؤلاء البدو كانوا يتنقلون بطريقة عادية بين أفغانستان وباكستان من أجل قطعان مواشيهم. وعندما اندلعت الحروب في أفغانستان، كانوا ينعمون بالراحة والطمأنينة في باكستان ويستفيدون من مستشفياتها وغيرها من الخدمات الحياتية هناك.
لكن على خلفيّة التوتر في العلاقات بين الجارتَين، أغلقت السلطات الباكستانية الحدود، وبالتالي تضرّر البدو في أكثر من ناحية، إذ أُغلق طريق الرزق المعتاد. كذلك، نفق عدد كبير من مواشيهم بعدما عجزوا عن إيجاد مراعٍ مناسبة لها في أفغانستان. إلى ذلك، مُنع هؤلاء من تلقي العلاج في باكستان.
ولعلّ هذه المستجدّات، لا سيّما إغلاق الحدود، أدّت إلى تحرّك البدو، فجمع بعضهم بعضاً لرفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم. وفي الآونة الأخيرة، عقد زعماؤهم في العاصمة كابول وفي المدن الأفغانية المختلفة اجتماعات موسّعة من أجل إيصال صوتهم. وقد لعب المتعلمون والمثقفون والتجار دوراً كبيراً في هذا الشأن. يقول سميع الله خان، أحد زعماء القبائل من إقليم بكتيا: "أدركنا أنّ الجلوس وانتظار الآخرين سوف يدفع البدو في اتجاه الهاوية. لذا تحرّكنا وركّزنا في البداية على توحيد كلمة جميع زعمائنا في الشرق والشمال والجنوب، وقد تمكنا من تشكيل اتحاد يترأسه زعيم وشورى لكبار السنّ، للتواصل مع الحكومة". ويؤكد سميع أنّ "الحكومة الأفغانية أولت البدو اهتماماً لا بأس به وعملت من أجلهم"، مشيراً إلى "توزيع ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية، وبناء مراكز رعاية صحية، وتخصيص ميزانية لإنشاء دار ضيافة لهم في كابول يستفيد منها كذلك طلاب الجامعات والمدارس من أبناء البدو. كذلك، سوف يُستحدَث مركز لجميع البدو يعقدون فيه اجتماعاتهم وأنشطتهم".
اقــرأ أيضاً
لكنّ الملا سيد ولي، وهو أحد وجهاء البدو الذين لجأوا إلى كابول، بسبب الحروب في إقليم هلمند، يرى أنّ "ما قدّمته الحكومة لنا ليس بشيء، إذ إنّ عدد البدو يصل في أفغانستان إلى نحو أربعة ملايين شخص، وهؤلاء باتوا محرومين من كل أنواع التسهيلات ومستلزمات الحياة الأولية". يضيف سيد ولي أنّ "البدو، بسبب الحرب والويلات التي شهدتها أفغانستان والمنطقة، تضرروا كثيراً وقد تدمّرت حياتهم كلياً. هم لم يصبحوا كأصحاب المدن، في حين أنّه لم تتبقَّ لهم طريقة حياتهم بسبب الحروب. بالتالي هم يحتاجون إلى عناية كبيرة كي يستقروا في حياتهم من جديد".
تجدر الإشارة إلى أنّ آخر ما قامت به الحكومة لمصلحة البدو كان إنشاء مستشفيات متنقلة في مختلف مناطق البلاد لتقديم العلاج لهم، وهي اليوم تعتزم إنشاء 35 مستشفى ميدانياً يتنقل من مكان إلى آخر وفق حاجة البدو، وستة مستشفيات ثابتة في الأماكن التي يستقرّ فيه هؤلاء. لكن، بالنظر إلى عدد هؤلاء، فإنّ تلك المستشفيات تُعَدّ قليلة، بحسب ما يشير سميع الذي يوضح أنّ المشكلة الأساسية هي في الرعاية الصحية، لا سيّما عند أولئك الذين نزحوا بسبب الحروب.
لكنّ سميع يثمّن جهود الحكومة، "خصوصاً ما تفعله في مجال الرعاية الصحية"، مضيفاً: "نحن بالفعل نشكر الحكومة على هذا القدر من الاهتمام، بينما كنّا في السابق مهمّشين تماماً. لكنّنا نشدد على حاجتنا إلى مزيد من الاهتمام، خصوصاً في مجالَي الصحة والتعليم".
اقــرأ أيضاً
بسبب فقدان المراكز الصحية وقلّتها، فإنّ عدداً كبيراً من أطفال البدو يُحرمون من اللقاحات الأساسيّة التي تهدف إلى تحصينهم في وجه أمراض عدّة، في حين أنّ نسبة وفيات النساء خلال الولادة كبيرة. ويشير هنا سيد ولي إلى أنّه "في ما يتعلق بالعلاج والرعاية الصحية، فإنّ المشكلة تطاول الجميع، رجالاً ونساءً وأطفالاً. لكنّ مشكلة النساء والأطفال أكبر، إذ إنّهم لا يتحمّلون كثيراً وبالتالي نقلهم إلى مناطق أخرى غير محلّ إقامتهم يتطلّب وقتاً، وقد نخسرهم في الطريق". كذلك يؤكد أنّ النساء الحوامل يواجهنَ مشكلات لا توصف خلال الولادة، وهنّ يضعنَ في المنازل في أغلب الأحيان، وكثيرة هي الوفيات التي تُسجَّل بينهنّ بسبب فقدان العلاج والمراكز الصحية الكافية".
لكن على خلفيّة التوتر في العلاقات بين الجارتَين، أغلقت السلطات الباكستانية الحدود، وبالتالي تضرّر البدو في أكثر من ناحية، إذ أُغلق طريق الرزق المعتاد. كذلك، نفق عدد كبير من مواشيهم بعدما عجزوا عن إيجاد مراعٍ مناسبة لها في أفغانستان. إلى ذلك، مُنع هؤلاء من تلقي العلاج في باكستان.
ولعلّ هذه المستجدّات، لا سيّما إغلاق الحدود، أدّت إلى تحرّك البدو، فجمع بعضهم بعضاً لرفع صوتهم والمطالبة بحقوقهم. وفي الآونة الأخيرة، عقد زعماؤهم في العاصمة كابول وفي المدن الأفغانية المختلفة اجتماعات موسّعة من أجل إيصال صوتهم. وقد لعب المتعلمون والمثقفون والتجار دوراً كبيراً في هذا الشأن. يقول سميع الله خان، أحد زعماء القبائل من إقليم بكتيا: "أدركنا أنّ الجلوس وانتظار الآخرين سوف يدفع البدو في اتجاه الهاوية. لذا تحرّكنا وركّزنا في البداية على توحيد كلمة جميع زعمائنا في الشرق والشمال والجنوب، وقد تمكنا من تشكيل اتحاد يترأسه زعيم وشورى لكبار السنّ، للتواصل مع الحكومة". ويؤكد سميع أنّ "الحكومة الأفغانية أولت البدو اهتماماً لا بأس به وعملت من أجلهم"، مشيراً إلى "توزيع ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية، وبناء مراكز رعاية صحية، وتخصيص ميزانية لإنشاء دار ضيافة لهم في كابول يستفيد منها كذلك طلاب الجامعات والمدارس من أبناء البدو. كذلك، سوف يُستحدَث مركز لجميع البدو يعقدون فيه اجتماعاتهم وأنشطتهم".
لكنّ الملا سيد ولي، وهو أحد وجهاء البدو الذين لجأوا إلى كابول، بسبب الحروب في إقليم هلمند، يرى أنّ "ما قدّمته الحكومة لنا ليس بشيء، إذ إنّ عدد البدو يصل في أفغانستان إلى نحو أربعة ملايين شخص، وهؤلاء باتوا محرومين من كل أنواع التسهيلات ومستلزمات الحياة الأولية". يضيف سيد ولي أنّ "البدو، بسبب الحرب والويلات التي شهدتها أفغانستان والمنطقة، تضرروا كثيراً وقد تدمّرت حياتهم كلياً. هم لم يصبحوا كأصحاب المدن، في حين أنّه لم تتبقَّ لهم طريقة حياتهم بسبب الحروب. بالتالي هم يحتاجون إلى عناية كبيرة كي يستقروا في حياتهم من جديد".
تجدر الإشارة إلى أنّ آخر ما قامت به الحكومة لمصلحة البدو كان إنشاء مستشفيات متنقلة في مختلف مناطق البلاد لتقديم العلاج لهم، وهي اليوم تعتزم إنشاء 35 مستشفى ميدانياً يتنقل من مكان إلى آخر وفق حاجة البدو، وستة مستشفيات ثابتة في الأماكن التي يستقرّ فيه هؤلاء. لكن، بالنظر إلى عدد هؤلاء، فإنّ تلك المستشفيات تُعَدّ قليلة، بحسب ما يشير سميع الذي يوضح أنّ المشكلة الأساسية هي في الرعاية الصحية، لا سيّما عند أولئك الذين نزحوا بسبب الحروب.
لكنّ سميع يثمّن جهود الحكومة، "خصوصاً ما تفعله في مجال الرعاية الصحية"، مضيفاً: "نحن بالفعل نشكر الحكومة على هذا القدر من الاهتمام، بينما كنّا في السابق مهمّشين تماماً. لكنّنا نشدد على حاجتنا إلى مزيد من الاهتمام، خصوصاً في مجالَي الصحة والتعليم".
بسبب فقدان المراكز الصحية وقلّتها، فإنّ عدداً كبيراً من أطفال البدو يُحرمون من اللقاحات الأساسيّة التي تهدف إلى تحصينهم في وجه أمراض عدّة، في حين أنّ نسبة وفيات النساء خلال الولادة كبيرة. ويشير هنا سيد ولي إلى أنّه "في ما يتعلق بالعلاج والرعاية الصحية، فإنّ المشكلة تطاول الجميع، رجالاً ونساءً وأطفالاً. لكنّ مشكلة النساء والأطفال أكبر، إذ إنّهم لا يتحمّلون كثيراً وبالتالي نقلهم إلى مناطق أخرى غير محلّ إقامتهم يتطلّب وقتاً، وقد نخسرهم في الطريق". كذلك يؤكد أنّ النساء الحوامل يواجهنَ مشكلات لا توصف خلال الولادة، وهنّ يضعنَ في المنازل في أغلب الأحيان، وكثيرة هي الوفيات التي تُسجَّل بينهنّ بسبب فقدان العلاج والمراكز الصحية الكافية".